“الحزب” كما اسرائيل ليس وحده… فصائل المنطقة معه في المعركة!

محمد شمس الدين

اسرائيل لن تقف وحدها، هذا ما أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن منذ لحظة بدء عملية “طوفان الأقصى”، وكرره عدة مرات، وشدد عليه عندما زار اسرائيل منذ يومين، وقد أرسلت الولايات المتحدة الأميركية حاملتي طائرات إلى الشواطئ الاسرائيلية، بالإضافة إلى مدمرة حربية وسفينة اتصالات واستخبارات إلى شرقي المتوسط، واستنفرت 2000 جندي أميركي ليكونوا جاهزين لنشرهم في الشرق الأوسط في حال حصول أي طارئ. وعلى الرغم من أن العديد يتوقعون دخول أميركا الحرب إلى جانب اسرائيل في حال تدخل “حزب الله” فيها، إلا أن بايدن أشار في تصريح لافت الى أنه لم يقل ذلك لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن غير المعروف إن كانت أميركا ستقدم الدعم اللوجيستي فقط في حال اندلاع جبهة الشمال أم أن قواتها ستنخرط في الحرب مباشرة، إلا أن المحللين متيقنون من أن أميركا ستدخل الحرب في حال تدخلت إيران مباشرة، أو اذا شعرت بتهديد للوجود الاسرائيلي.

هذا من جهة اسرائيل، ولكن ماذا عن “حزب الله”؟ هل يقف وحده في المعركة؟

تؤكد جميع المعطيات أن الحزب لن يخوض المعركة ضد اسرائيل وحده، فبالاضافة إلى الفصائل الحليفة المدعومة مباشرة من إيران في العراق وسوريا، هناك عدد من التنظيمات التي تعادي اسرائيل بقدر الحزب، بل ربما أكثر، وعلى رأسها حركة “أمل” التي استنفرت كوادرها تحسباً لأي حرب تنشأ مع اسرائيل، أضف اليها الحزب “السوري القومي الاجتماعي”، وأجنحة عسكرية أخرى تؤمن بالعداء المطلق لاسرائيل، وقد بدأ بعضها بالظهور، مثل “قوات الفجر” الجناح العسكري لـ “لجماعة الاسلامية” والتي تبنت عملية إطلاق صواريخ جنوب لبنان، أول من أمس.

وبالاضافة إلى هؤلاء هناك التنظيمات الفلسطينية الموجودة في لبنان، من حركة “حماس” و”الجبهة الشعبية” وغيرهما، والتي من شبه المؤكد انضمامها الى القتال، وتتناقل معلومات عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة للفصائل التي ستشارك في القتال في حال اندلعت الحرب، كي يتم تنسيق العمليات العسكرية.

وعلى الرغم من أن “حزب الله” قد يكون الأكثر تسلحاً، إلا أن الفصائل تمتلك سلاحاً لا بأس به وتستطيع أن تشكل عاملاً مسانداً قوياً للحزب خلال الحرب، وأسلحتها في الاجمال هي صواريخ غراد وكاتيوشا ومدفعيات متوسطة وقذائف هاون، ومسيّرات من الجيل الأول، وقد تستطيع هذه التنظيمات الحصول على أسلحة أكثر تطوراً من الحزب وإيران خلال فترة الحرب.

أما من الجبهة السورية، وبعد بسط سيطرة الجيش السوري النظامي على ثلثي الأراضي السورية، فقد استطاع الحزب وإيران العمل بهدوء على تنظيم المجموعات المسلحة التي كانا شكلاها خلال فترة الحرب في سوريا، ووفق التقارير الاسرائيلية والغربية الاستخباراتية فان بعضها أصبح ذا قدرة عالية، يمكنه الانخراط في حرب مع اسرائيل، لدرجة أنه قد لا يحتاج إلى ترسانة الجيش السوري للقتال، ويستطيع فتح جبهة جديدة على اسرائيل من الجولان والجنوب السوري.

وتبقى الجبهة اليمنية البعيدة عن الحدود الاسرائيلية، إلا أن الحوثيين يستطيعون أن يقدموا الدعم بالعنصر البشري، وينتقل مقاتلوهم إلى سوريا ولبنان، بالاضافة إلى الصواريخ الباليستية التي يمكنها أن تشغل منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية، وهم حتماً سيلعبون دوراً في الضغط على تحييد أميركا عن المعركة، من منطلق مضيق باب المندب، كما إيران التي تشكل ضغطاً على مضيق هرمز.

إذاً كما أن “اسرائيل لن تقف وحدها” كما قال بايدن، يبدو أن “حزب الله” لن يكون وحده أيضاً، ما ينذر بجولات قتال ملحمية إذا اندلعت الحرب، واستطاع الحزب تنفيذ ما هدد به سابقاً، من أن مقاتليه في أي حرب مقبلة سيحتلون الجليل، وستكون المنطقة على باب اشتعال حقيقي، في ظل غضب في الشوارع العربية من المجازر الاسرائيلية في غزة، وحتى لو أن لديها مشكلة مع إيران و”حزب الله” التابع لها كما تعتبر، فلن تمانع أن يتحقق الانتقام للفلسطينيين.

شارك المقال