“اليونيفيل” باقية في لبنان حالياً… اسرائيل تسعى الى مغادرتها وألمانيا تحذر

آية المصري
آية المصري

لم يتوقف القصف والتوتر عند الحدود الجنوبية منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”، وبينما تستخدم اسرائيل القذائف الفوسفورية ويضرب “حزب الله” مواقعها والعكس صحيح، لا تزال قواعد الاشتباك “محترمة” الى حد كبير ويقتصر الموضوع على الفعل ورد الفعل، لكن هذه الصواريخ والقذائف أصابت يوم الأحد الماضي المقر العام لقوات “اليونيفيل” في الناقورة، لكن الناطق الرسمي بإسمها أندريا تيننتي أكد أنه “لم يكن هناك جنود حفظ السلام التابعون لنا في الملاجئ في ذلك الوقت، ولحسن الحظ لم يصب أحد بأذى”.

وفي ظل استمرار هذه الأوضاع وازدياد خطورتها يوماً بعد يوم، حذرت ألمانيا من مغبة رحيل “اليونيفيل” العاملة في الجنوب، لأن في ذلك الوقت إشارة خاطئة، على حد تعبير وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي جاء موقفه قبل ساعات من وصول وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الى بيروت، حيث نبهت بالأمس بعد لقائها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على ضرورة تلافي الحسابات الخاطئة، وإبقاء لبنان في منأى عن الصراع قدر المستطاع. فهل تفعلها “اليونيفيل” وتغادر لبنان قبل إنتهاء تجديدها الأخير الذي إقتصر على عام واحد؟ وما تداعيات هذه المغادرة في هذا التوقيت تحديداً؟

أكدت مصادر حكومية عبر “لبنان الكبير” أن “اليونيفيل لن تخرج من لبنان حالياً، وهناك حسابات معينة تقوم بها في حال حدوث تدهور عام، لكنها لن تغادر البلد، وفي حرب 2006 لم تغادره أيضاً”.

وفي المقابل، رأت أوساط المعارضة أن “الأمر مؤسف للغاية، وهذا التحذير يدل على أن وضع لبنان مكشوف لأن القوات الدولية جنوب الليطاني ظهرت خلال الأحداث الأخيرة الحاصلة أنها غير قادرة على تطبيق القرار 1701، وبرهنت الأحداث كما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن قرار الحرب والسلم ليس بيده بل بيد طهران”، مشيرةً الى أن “القوات الدولية لا تريد أن تكون شاهد زور، ولا تريد في الوقت نفسه أن تتحمل تبعات حرب يذهب عناصرها ضحيتها، وهي حرب سيأخذ حزب الله البلد اليها، وبالتالي كل هذا يؤشر الى أن لبنان مكشوف وبالتالي ليس هناك غطاء أو مظلة سياسية رسمية أو دولية، والشعب اللبناني لا يريد الحرب والقوة الثلاثية لا تريد الحرب ولكن حزب الله يريد أخذنا اليها بقرار ايراني”.

واعتبرت الأوساط أن “من الممكن جداً مغادرة اليونيفيل لبنان طالما دورها بات مماثلاً لدور الصليب الأحمر وبالتالي ليس لديها فاعلية تطبيق القرارات المولجة بتطبيقها لأن دورها بات شكلياً وليس فعلياً”.

أما العميد المتقاعد خليل الحلو فقال عن وجود “اليونيفيل” في لبنان: “هذه القوة موجودة تحت الفصل بين السادس والسابع، وهي ليست بفصل سادس أو سابع، ولديها حرية التحرك لكن ليس لديها حرية اشتباك أي ليست بقوة ضاربة بل قوة حفظ سلام ومراقبة السلام والخروق”، لافتاً الى أنها “تخدم لتأمين الاجتماعات الدورية بين لبنان واسرائيل المنصوص عنها في اتفاقية الهدنة، والتي دائماً يبحث فيها بالخروق الحدودية التي تحدث، وهناك آلية تواصل سريعة ولو لم تكن موجودة لكانت اَلية الاتصال هذه بحاجة الى وزير خارجية والى سفارات تتواصل مع حكومات ومع اسرائيل وهي ليست بآلية فاعلة، بينما اليونيفيل آلية فاعلة لحصر المشكلات الصغيرة بمنطقة الجنوب ولتأمين التواصل بين لبنان واسرائيل”.

وأوضح أن “وجود قوات اليونيفيل هو لمؤازرة الجيش اللبناني لاستعادة سيادة الدولة وهذا لم يحصل، ولكن الجيش في عدة مراحل كان منشغلاً في الداخل وعتاده المنصوص عنه في القرار 1701 يبلغ 15 ألف عسكري وكان غير قادر على تأمينه، واليونيفيل تغطي هذا النقص”، مشيراً الى أن “لليونيفيل أدواراً بحرية تقوم بها أيضاً، ووجودها اليوم نوع من الضمانة الدولية لضمان حق لبنان بسيادته على أرضه في جنوب لبنان”.

وأكد أن “الاسرائيلي يسعى منذ وقت طويل الى أن تغادر اليونيفيل، وبنظره انها قوى تحمي حزب الله، ولا تلعب أي دور، وتعوق الأوضاع وفي حال مغادرتها ستعتبر اسرائيل أنها على خط مواجهة دائم مع لبنان وحزب الله سينتشر في الجنوب، واسرائيل لن يمنعها شيئ من ضرب الأراضي اللبنانية ليس كما يحدث اليوم وحسب، بل مضروباً بعشرة وهذه هي مخاطر رحيل اليونيفيل”.

وحول من يريد مغادرة “اليونيفيل” لبنان، شدد الحلو على أن “هناك الكثيرين في الأمم المتحدة، ليست لديهم القناعة ببقاء اليونيفيل، ويقولون بأنها لم تمنع حزب الله من الانتصار في الجنوب، ولم تمنعه من حفر الأنفاق التي انكشفت عام 2016، ولم تمنعه من استهداف اسرائيل وضرب صواريخ، اذاً لماذا ستبقى ونحن نضع عليها مليارات الدولارات وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية؟”، موضحاً أن “من يجعل اليونيفيل تبقى في لبنان بصورة أساسية هي فرنسا، وتليها ألمانيا، والمجهود الفرنسي والأوروبي دائم ومستمر عموماً للابقاء على اليونيفيل والتجديد لها، واليوم جدد لها عام واحد. وما يحدث اليوم يشجع الدول التي لا تريد اليونيفيل في لبنان على أن تضغط لمغادرتها”.

وذكرّ الحلو بأن “القوى الموجودة في اليونيفيل نتيجة إرسال الدول عسكرها الى لبنان، لكنها لا ترسلهم لكي يتم قصفهم ويكون مصيرهم الموت، خصوصاً أن لديها في الأساس عدد كبير من الشهداء في الجنوب ولا سيما الكتيبة الفرنسية، وبالتالي ما يحدث اليوم يمكن أن يدفع دولاً كثيرة مشاركة في اليونيفيل الى أن ترفض ارسال جنودها الى لبنان وهذا مأزق كبير، لأنه مسموح لها ب 12 ألف عسكري وأعتقد أن هناك ما يقرب من 10 اَلاف عسكري، ولبنان لا يمكن أن يتمسك الا بالقرارات والأسرة الشرعية الدولية وهذا سلاح قوي، واعتراف للعالم أجمع بأن سيادتنا على أرضنا في الجنوب وسيادتنا في القرارات الدولية، من ال 1680 الذي يعطينا شرعية دولية تجاه سوريا،

وال1559 الذي يعطينا شرعية دولية تجاه الميليشيات، وال1701 الذي يعطينا شرعية دولية مقابل اسرائيل وكل هذا مهم”.

شارك المقال