من اقليم الخروب… هنا فلسطين

حسين زياد منصور

منذ السابع من تشرين الأول، أي منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، واللبنانيون يتضامنون مع الفلسطينيين، في مختلف المناطق، الشمال والبقاع والجنوب وبيروت والجبل، ومن ضمن الجبل منطقة إقليم الخروب، التي لم تهدأ منذ اليوم الأول.

يضم إقليم الخروب العديد من الأحزاب السياسية والوطنية والاسلامية واليسارية والقومية، والتي لطالما لعبت دوراً في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي على مر السنوات، فضلاً عن مناصرة القضية الفلسطينية، والدليل الوجود الكثيف للفصائل الفلسطينية وقيادات منها في المنطقة.

في مختلف قرى إقليم الخروب نفذت وقفات تضامنية مع غزة وفلسطين، إن كان من تنظيم البلديات أو الأحزاب الموجودة في الاقليم، وضمت العديد من الشخصيات السياسية والدينية مسلمة ومسيحية، فضلاً عن ممثلين لحركتي “الجهاد الاسلامي” و”حماس”. ولطالما كان الإقليم وأبناؤه من الداعمين والمناصرين للقضايا العربية.

الاقليم كان ولا يزال الى جانب القضية الفلسطينية

الكاتب والصحافي أحمد منصور يشير في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “إقليم الخروب جزء من الشوف والجبل الأشم، الذي لطالما كان عبر التاريخ مناصراً للقضايا العربية، وكان ولا يزال الى جانب القضية العربية الأهم ألا وهي القضية الفلسطينية”.

ويقول: “إقليم الخروب هو إقليم جمال عبد الناصر، وهذا باعتراف الجميع، وإقليم كمال جنبلاط وإقليم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أبسط الأمور أن نقف الى جانب اخوتنا في فلسطين المحتلة ضد آلة التدمير الاسرائيلية. والاقليم بجميع احزابه وتياراته الاسلامية والوطنية، يقف الى جانب هذه القضية المحقة، ولا يمكن أن يساوم أو تغمض له عين عما يجري في فلسطين”.

ويؤكد أن “إقليم الخروب دفع ثمناً في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ولا يزال مستمراً في حمل هذه الرسالة، فخلال فترة الأحداث عرف بالإقليم المقاوم والصامد في وجه الاحتلال الاسرائيلي، وتشهد عدة مناطق فيه على العديد من العمليات ضد الاسرائيليين ومنها عملية وادي الزينة التي حصلت في الجية، وعملية الرميلة، وعملية في شحيم ضد الدبابات الاسرائيلية”، مشدداً على أن “إقليم الخروب سيبقى اقليماً عربياً قومياً ووطنياً ويقف الى جانب القضية العربية والأمة العربية”.

الواجب يقضي بتقديم كل الدعم لغزة

ويرى الشيخ اياد عبد الله امام مسجد العجمي وعضو اللقاء الروحي في لبنان أن “ما قامت به غزة في طوفان الأقصى كان شيئاً مهولاً ولا يمكن أن يتصوره عقل انسان يعرف جبروت الكيان الغاصب وقوته، والدعم الدولي الذي يحصل عليه، ويعرف ترسانة الأسلحة والانتصارات التي حققها هذا الكيان على الكثير من الجيوش العربية، وما قامت به غزة كان نقطة تحول على مستوى المنطقة، شكل تهديداً وجودياً ومباشراً للكيان الغاصب زعزع تلك الصورة التي أخذها الكثير من الناس عنه”.

ويشدد عبد الله على أن “واجبنا في إقليم الخروب أن نتعاطف مع غزة وأن نقدم لها كل الدعم المادي والمعنوي، وقام العديد من الجمعيات والمؤسسات الدينية منها الرسمية بلقاءات واعتصامات تعاطفاً مع غزة وأهلها والمجاهدين فيها ونصرة لهم”، داعياً “الجميع الى التبرع لغزة وللمقاومين والمجاهدين فيها وللأيتام والأرامل، والمجتمع الدوليالى أن يكون عادلاً في موقفه من المأساة الانسانية التي تحصل في غزة”.

ما يحصل في غزة قضية الجميع

وتوضح رئيسة “جمعية الشوف للتنمية” دعد القزي أن “أي انسان عاقل يتمتع بالانسانية لدى سؤاله عن غزة يجيب بأنها جرح كبير للنسانية”، معربة عن أسفها لأن “من كان يجب أن يقفوا الى جانب غزة لا يزالون صامتين، وهذا الصمت مذل. فما يحصل في غزة قضية اللبناني والفلسطيني والسوري والمصري أي قضية الجميع، بغض النظر عن الموقف السياسي للسلاح الفلسطيني في لبنان”.

وتعتبر أن “ما يحصل في غزة إبادة جماعية لشعب بأكمله والضمير العالمي صامت، ولم نعتده سوى هكذا، ونتأسف على مواقف الدول العربية”، قائلة: “أنا كمسيحية من إقليم الخروب لا يمكن أن يكون قلبي وضميري سوى مع غزة، وللأسف لا يمكننا القيام بأي شيئ سوى التضامن”.

وتشير الى أن “المواقف اللبنانية كانت خجولة، مقابل ما قام به أبناء غزة والذي يرفع الرأس ويسجل للتاريخ، ونرفع القبعة لهم وفخورون بهم”، لافتة الى أن “ما لم يحققه العرب في سنوات حققه الفلسطينيون في يوم واحد، والعدو الاسرائيلي مهما تعنت فصاحب الحق سلطان، والفلسطينيون أصحاب حق ولو بعد مئات السنين فلسطين ستبقى عربية”.

وشهدت الوقفات التضامنية مشاركات للحزب “التقدمي الاشتراكي” وتيار “المستقبل” وممثلين عن “حزب الله” و”رابطة الشغيلة” و”الجماعة الاسلامية” والحزب “السوري القومي الاجتماعي” وحزب “البعث” في لبنان و”جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية” وغيرها من الحركات والتنظيمات فضلاً عن ممثلين لقوى المقاومة الفلسطينية.

وفي احدى الوقفات التي نظمها الحزب “الاشتراكي”، أشار عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبد الله الى أن “الجبل دعم طيلة سنوات الثورة الفلسطينية، واختلط الدم بالدم على الكثير من الجبهات، والجميع يجب أن يستعد، لأن المعركة بدأت اليوم، وعلى اللبنانيين أن يكونوا يداً واحدة إذا حانت اللحظة لحماية البلد، وألا يراهن أحد على انقسامنا”، مشدداً على أن “فلسطين ستبقى القضية والمصير والهوية”.

ونفذ تيار “المستقبل” وقفة تضامنية أكد خلالها النائب السابق محمد الحجار التزام التيار بالقضايا الوطنية والقومية. وندد بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي في غزة، سائلاً “أين الضمير الانساني من كل ما يحصل؟”.

وقال الحجار: “ان العدو لن ينجح في ترهيبنا وتصفية قضيتنا الأولى فلسطين، والمطلوب من الجميع مواقف فاعلة غير إنشائية تساعد الشعب الفلسطيني على تحقيق هدفه. وستبقى فلسطين قضيتنا الأولى وأمانة ننقلها من جيل إلى جيل فيها، وفي كامل وطننا العربي حاملين لواءها حتى تحقيق الدولة الحرة السيدة المستقلة على أرض فلسطين”.

شارك المقال