البقاع يزف شهيداً… ظاهرة ذهاب أفراد الى الجنوب واعلان الجهاد

راما الجراح

البقاع يغلي بالغضب على ما يحصل في فلسطين وقطاع غزة تحديداً. فمن خلال المسيرات والوقفات التضامنية يحاول الأهالي مناصرة الشعب الفلسطيني، وبإقامة حواجز المحبة على الطرق والدعوات والنداءات يدعمون غزّة ومقاومتها باعتبار أنهم لا يستطيعون القيام بأكثر من ذلك، ولكن يوم أمس زفّ البقاعيون ابنهم الشاب عبدالله البقاعي شهيداً بعدما تعرض لقصف اسرائيلي على الحدود الجنوبية عندما كان محاصراً مع مجموعة الصحافيين قرب موقع العباد في لحظة الاشتباك بين “حزب الله” والقوات الاسرائيلية. وشيعته بلدة برالياس والبلدات المجاورة بحضور ممثلين عن أحزاب لبنانية وفلسطينية، وفعاليات اجتماعية وسياسية، وحشد من الأئمة الذين تقدموا المصلين على جنازته.

وفي تفاصيل الحادثة ذكرت معلومات صحافية عبر “لبنان الكبير” أن البقاعي “جرح بالرصاص في موقع العباد بعدما صودف وجوده برفقة فريق صحافي، وبقي لمدة 3 ساعات ينزف لأن القوات الاسرائيلية منعت قوات اليونيفيل الدولية الموجودة في موقعها الذي يبعد أمتاراً عنه من سحبه، وفارق الحياة قبل ربع ساعة من إنقاذ اليونيفيل والجيش اللبناني الفريق”.

وفي حديث مع زوجة الشهيد رهف دراج، قالت عبر “لبنان الكبير”: “عبد الله يبلغ من العمر ٢٥ سنة، وهو أب لابنتين، ليس اعلامياً ولا صحافياً كما يتداول البعض، وقبل وفاته قام بتصوير مقطع فيديو صغير على مقربة من القصف الاسرائيلي، ذهب إلى الحدود الجنوبية بنية الاستشهاد، وأتمنى من الله أن يساعدني لتربية بناتي على الطريق الصحيح الذي يحبه ويرضاه”.

أما في ما يخص الجهاد وانتشار ظاهرة ذهاب الشباب إلى الجنوب لهذا الهدف، فأوضح إمام مسجد برالياس الأساسي وعضو مجلس الادارة في الأوقاف سابقاً وسام عنوز أن “حصول القصف على مستشفى المعمداني أدى الى انتفاضة كبيرة لدى الشباب وسط مطالبات بفتح الحدود للدخول إلى فلسطين والاستشهاد في سبيل الله، قلنا لهم ان هذا الكلام لا يجوز ولا يصح أبداً، ولا يمكن أن يذهب أي شخص بنية الشهادة بصورة فردية بهذه الطريقة، يجب أن يكون هناك تنظيم معين، وقائد لهم لادارة هذا الموضوع، وعبد الله قُتل على الحدود ولا يعرف فك الرشاش كأقل تقدير، وهذا الكلام صدر عن أقاربه، فهو شاب نشيط اجتماعياً ولكنه لا يعلم بالأمور الجهادية ولا السلاح، الحماس دفعه للذهاب إلى الحدود واختبأ بالاعلاميين حتى وصل إلى نقطة كان هناك قصف واشتباك وأصيب ونزف حتى الموت”.

وشدد على وجوب “أن يعلم الجميع من الناحية الشرعية أنه لا يجوز أن نذهب أفراداً ونعلن الجهاد، لا يمكن إلا بتنظيم وقيادة، وإلا تصبح الأمور من باب ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، وكل الشباب المتحمس يجب أن يعلم أنه يلقي بنفسه في النار من دون أي حصانة”، معرباً عن أسفه “لأنا عندما نتكلم مع الشباب بلغة ضبط النفس يتم تخويننا وتكفيرنا، لذلك نحاول استيعابهم والحد من هذه الظاهرة لأننا لا نريد خسارتهم فرداً فرداً، بل نريد أن تربحهم الأمة بجمعهم”.

إلى ذلك، أشار مصدر أمني الى أنّ “هناك شباباً يذهبون بصورة فردية إلى الحدود الجنوبية ولا يمكننا ضبطهم لأنهم يفعلون ذلك من دون تنسيق ولا نكون على عِلم بهم، ولا يمكننا اليوم الحديث عن انتقال مقاتلين إلى الجنوب، ومهما تطورت الأمور وتعقدت فالقوى الأمنية تتحمّل مسؤولياتها تحسباً لأيّ تصعيد عسكريّ، والجيش اللبناني موجود على الحدود ولا داعي لمقاتلين على الجبهة”.

شارك المقال