بعد صواريخ “الفجر”… هل تدفع قرى سنية الثمن؟

حسين زياد منصور

يتساءل الجميع عن الوقت الذي ستفتح فيه جبهة الجنوب اللبناني، قبل العملية البرية لاسرائيل في قطاع غزة أم بعدها، أم أنها لن تفتح أصلاً؟

يكثر الكلام والتحليل حول هذا الأمر، البعض يرى أن الجبهة ستفتح فور إطلاق العملية البرية، لأنها لن تكون لصالح العدو الاسرائيلي، وسيخسر الكثير من عتاده وعناصره فيها، لذلك فتح جبهة الجنوب سيؤثر بصورة كبيرة عليه. في حين يعتبر البعض الآخر أنها لن تفتح الا في حال ازداد الضغط على “حماس”، واقتربت من فقدان السيطرة على زمام الأمور، لذلك سيكون “حزب الله” جاهزاً لفتح معركة تخفف الضغط عنها.

كل ما سبق فرضيات، ولا يمكن التكهن بما يحصل، لكن الأكيد أن معركة الجنوب ليست الآن، وقد لا تحصل، فلبنان غير قادر أبداً على تحمل تبعات أي حرب تحصل على أراضيه. ويرجح البعض أن تبقى العمليات عند الحدود كما هي الآن “اضربني لأضربك”، أي ضمن ما يسمى “قواعد الاشتباك”.

دخلت “كتائب القسام” و”قوات الفجر” التابعة لـ “الجماعة الإسلامية” على خط المواجهة، وأطلقت صواريخها باتجاه مراكز تابعة للقوات الاسرائيلية، أي أن “حزب الله” ليس وحده الذي يضرب، بل المقاومة كلها، “سنة وشيعة”.

السنة ليسوا ضد المقاومة، بل معها، وهم من أوائل المقاومين ضد الاحتلال الاسرائيلي، لذلك ليس غريباً عليهم التحرك في وجهه. ولاقت عملية “قوات الفجر” صدى بين المراقبين والمتابعين لأحداث الجنوب وحرب غزة.

وكان نائب رئيس المكتب السياسي لـ”الجماعة الاسلامية” في لبنان بسام حمود أكد في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “الجماعة حافظت بعد الانسحاب الصهيوني من لبنان عام 2000 على وجود جهازها المقاوم، وطورته عدداً وعدة، وأن تدخلها بإطلاق الصواريخ كان الرد على العدوان الصهيوني الذي طال أهالي الجنوب، وهي جاهزة للدفاع عن الوطن والتعاون مع كل فصائل المقاومة”.

ويوضح أحد الأعضاء السابقين في “الجماعة الاسلامية” في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “قطر أدخلت الجماعة في غرفة عمليات حزب الله التي أعدها لمتابعة الأوضاع عند الجنوب وفلسطين. والحزب هو من أطلق الصواريخ على مواقع جيش الاحتلال، ثم سلم الراية لقوات الفجر والجماعة الاسلامية لتبني العملية”.

ويتساءل عن قدرات “قوات الفجر” في ظروف كهذه، “فمن أين ستمتلك صواريخ وقذائف وتقوم بعمليات من دون علم الدولة”، قائلاً: “الأمر في مكان آخر، نحن مع العمل المقاوم ضد الكيان الصهيوني، ولا يمكن المزايدة في المقاومة مع السنة، لكن الخوف في حال تطورت المعارك، واشتعلت جبهة الجنوب، ودخل لبنان المعركة، هو في استخدام المناطق السنية ووضعها بالمباشر في مواجهة مع العدو الاسرائيلي، أي حزب الله يضرب إسرائيل من مناطق سنية، لتتعرض للتدمير، تحت ذريعة أن الجماعة الاسلامية هي من تطلق الصواريخ”.

ويتمنى “ألا تتطور الحرب أكثر، وأن يحصل ما أتكلم عنه، كي لا يحدث معنا ما حدث في بعض مناطق وجرود البقاع وعرسال، بعد أن احتلتها داعش وجبهة النصرة، ثم تحررت من الجيش وحزب الله، وفرضا السيطرة عليها من بعدها، وهذا التخوف موجود لدى عدد من الوجهاء والمواقع السنية”.

في المقابل، تعلق مصادر نيابية سنية سابقة وحالية على وجهة النظر هذه، مؤكدة أن “مقاومة الاحتلال أمر مفروغ منه، ولكن ليس بهذه الطريقة، ومن الصعب في هذه الظروف أن يفرض أي طرف إن كان حزب الله أو غيره هذا المنطق بعد الآن، فعلى أقل تقدير أبناء المنطقة، مهما كانت ديانتهم أو طائفتهم، لن يرضوا بأن تطلق الصواريخ من بين المنازل والمدارس، فالأوضاع لم تعد تحتمل أي شيئ”.

وتستبعد هذه المصادر حدوث هذه الفرضية وأن يجر “حزب الله” المناطق السنية الى التدمير تحت أي ذريعة في أوقات حرجة كهذه، اذ لا ترى توسع الحرب خلال الأيام والأسابيع المقبلة وفتح جبهة الجنوب، الا في حال اتخذت إيران القرار، مشيرة الى أمر يعد له على الجبهة السورية.

وعن قضية صواريخ “قوات الفجر” ومن أطلقها، تلفت المصادر وهي ليست من فريق “الجماعة الاسلامية”، الى أن “قوات الفجر هي من أطلقتها، وهذا ليس غريباً عنها، فهي تتدرب منذ سنة على الأعمال الحربية، وقربها من حزب الله جاء بعد الخلاف في ما يتعلق بالثورة السورية، ووقوف حماس في وجه النظام، ثم المصالحة بينها وبين نظام الأسد، والجميع يعلم كيف هي العلاقة بين الجماعة وحماس، فهما أخوة”.

وتشدد المصادر على أن “السنة جميعهم مقاومة، لكن وفق ما تضعه الدولة والجيش من خطط”.

شارك المقال