التوغل الاسرائيلي داخل غزة من منظور الغرب

حسناء بو حرفوش

طرح مقال في موقع صحيفة “إندبندنت” البريطانية تساؤلات حول توقيت اقتحام الجيش الاسرائيلي لغزة وتبعات هذا الهجوم. ووفقاً للمقال، “مرت قرابة الأسبوع تقريباً على أوامر الاخلاء الاسرائيلية الأولى للمدنيين الفلسطينيين في غزة والتي دعتهم فيها الى التوجه جنوباً، ما أثار مخاوف من اقتراب عملية الاقتحام البرية وطرح فرضيات حول شكل هذا التوغل والعقبات أمامه”.

ينظر الخبراء الغربيون إلى غزة كـ”منطقة قتال يصعب التنبؤ بها نظراً الى صعوبة تحديد مكان المقاتلين بالاضافة إلى التضرر الكبير في المباني المهددة بالانهيار وتواجد عدد كبير من المدنيين على الأرض”. وتجدر الاشارة إلى أن هؤلاء المدنيين يتمتعون بحق الحماية بموجب القانون الدولي علماً أن العدو الاسرائيلي استهدفهم مراراً ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الانسانية.

وحسب المقال، “يواجه الجيش الاسرائيلي عقبتين أمام اقتحامه المدينة: أولاً، هناك رهائن في جميع أنحاء الغلاف ومواقعهم غير معروفة. ثانياً، لا يزال لا يعرف المدى الكامل للأسلحة التي تمتلكها حماس والجهاد الاسلامي”. وبينما يتمحور التركيز الاستراتيجي حول كيفية الدخول الى القطاع، تلفت “قراءة لأحد المستشارين الأمنيين الاسرائيليين السابقين، هو ناداف موراج، إلى تريث إسرائيل أمام الخطوط الدفاعية والألغام ومواقع الكمائن وأهداف قذائف الهاون ونشر القناصة وتفخيخ المناطق لتكبيد الإسرائيليين أضراراً إضافية بعد انسحاب مقاتلي حماس من مواقعهم”.

“وقدرت الاستخبارات الاسرائيلية منذ العام 2021 أن إجمالي عدد الصواريخ لدى الفصائل في غزة بلغ حوالي 30 ألف صاروخ، علماً أن هذا العدد الاجمالي ارتفع على الأرجح منذ ذلك الحين. ويعتقد أن عدداً مماثلاً من المسلحين موجودون في القطاع. ولا يعرف عدد الجنود الاسرائيليين الذين سيشاركون في الهجوم البري مع الاشارة إلى استدعاء 360 ألف جندي احتياطي لتكملة 170 ألف جندي على الأرض منذ 7 تشرين الأول.

وفي المرحلة الأولى من الهجوم حسب التحليل، ستتوخى إسرائيل الحذر من متاهة ما يعرف باسم مترو غزة. وتزعم الخارجية الاسرائيلية أن ما لا يقل عن 1370 نفقاً حفرت تحت القطاع منذ العام 2007 وغالباً ما يتراوح عمقها بين 10 و20 متراً تحت الأرض ويصل ارتفاعها إلى مترين. ونظراً الى أن اسرائيل لا تعرف مدى تعقيد نظام الأنفاق، ستبقى على تأهب. وفي المرحلة الثانية حسب الخبراء الغربيين، ستسعى إسرائيل الى المحافظة على المواقع الرئيسة التي قد تستولي عليها وهذا يضعها في مواجهة هجمات جديدة على الأرض”.

ماذا عن رد فعل المنطقة؟

يفترض أستاذ الدراسات الايرانية علي أنصاري أنه على الرغم من تهديدات إيران وحزب الله بالرد الفوري، تحوم الشكوك حول احتمال فتح جبهة ثانية أو تصعيد إقليمي. ويضيف: “لطالما شجع النظام الثيوقراطي في طهران حماس من بعيد. وفي اللحظة التي تبرز فيها إيران كهدف، تبتعد طهران بصورة واضحة. كما أن النظام الإيراني لا يزال حذراً من الاضطرابات الداخلية في أعقاب الاحتجاجات الحاشدة التي بدأت في أيلول الماضي، ما يجعل شن الحرب أكثر صعوبة”.

ضرورة حماية الفلسطينيين

وفي ظل الدعم الكبير الذي يقدمه الغرب لاسرائيل بصورة واضحة، ارتفعت الدعوات المطالبة بتحييد المدنيين وحذر عدد من القادة الغربيين الأسبوع الماضي من ضرورة احترام المواثيق الدولية واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب تعريض المدنيين الفلسطينيين للأذى. وكان المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة قد أعلن أن الخسائر البشرية في غزة (والتي تقدر بـ 2329 ضحية وفقاً لأرقام وزارة الصحة في غزة الأحد) تجاوزت خلال الأيام الثمانية الماضية عدد الضحايا الذين سقطوا في حرب 2014 والتي استمرت 51 يوماً.

شارك المقال