مجازر اسرائيل واحدة منذ النكبة… و”المعمداني” الأبشع في القرن الـ21

راما الجراح

“لا يمكن لأحد أن يرسم لهذا الوحش الشيطاني وجهاً مظلوماً”… مجازر بشعة ارتكبتها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني خلال القرن العشرين، نُفذت بدم بارد من دون أي محاسبة أو ملاحقة قانونية، ولعل المجزرة التي استهدفت المستشفى العربي الأهلي المعروف بمستشفى “المعمداني” توثيق لأبشع مجزرة إسرائيلية في القرن الواحد والعشرين.

وأكد رئيس مكتب الاعلام الحكومي في غزة سلامة معروف أن “مجزرة المستشفى المعمداني التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي تعدّ مجزرة القرن الواحد والعشرين، وهي امتداد لجرائمه منذ نكبة الشعب الفلسطيني عام ١٩٤٨”. وقال دكتور متخصص في العلاقات الدولية والقانون الدولي، فضّل عدم ذكر اسمه: “ان المجازر الاسرائيلية واحدة بغض النظر عن تاريخها، هدفها، أو حتى عمقها، هي عملية إبادة للشعب الفلسطيني تحصل من خلال ظروف خاصة تكون إسرائيل محرجة في عمليتها العسكرية، وتحاول الخروج من مكانها بهذه الطريقة، أي عندما نرى اندفاعها تجاه الفلسطينين بصورة قاسية من دول أي حل أو استراتيجية للخروج من المعركة، تبدأ بإرتكاب المجازر لتأليب الرأي العام العالمي عليها وتخرج من الموضوع من دون إحراج ولا انكسار وتوقف المعركة من أجل الرأي العام العالمي”.

وأكد في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “جو الانتخابات في اسرائيل هو جزء من هذا الموضوع، وبنيامين نتنياهو لن يصل إلى أي مكان فيها، وما يحصل يؤثر بصورة مباشرة ولكن طبعاً ليست الانتخابات هي الهدف. هناك مئات الآلاف من الاسرائيلين لا مأوى لهم، أي لديهم مشكلة في الداخل الاسرائيلي، ويمكن أن نعتبر أن اسرائيل للمرة الأولى تكون في أزمة وجودية مع الفلسطينين، ومنظمة حماس وحدها استطاعت هز كيانها، بمعنى أنه لم تعد هناك ثقة بين بعضهم البعض ولا بالجيش الإسرائيلي. من ناحية أخرى عندما نرى جو بايدن في اسرائيل يعني أنه يعتبر اسرائيل الولاية ٥١ والدعم الكبير لها حتى أنه مستعد لنشر قوات على الأرض”.

ومن الناحية القانونية، أوضح أن “هناك عدة طرق أبرزها المحكمة الجنائية الدولية، ولكن هناك صعوبات لأن اسرائيل لم توقع على اتفاقية روما التي تنطم عمليات الشكوى أمام المحكمة، فعند رفع شكوى يجب أن يكون هناك توقيع من الدولتين. بطريقة ثانية يمكن لأي متضرر أن يقوم بشكوى خصوصاً الفلسطيني الذي يملك جنسية فرنسية على سبيل المثال أو أي دولة أخرى، ولكن للأسف في النتيجة ستصل إلى مجلس الامن وهناك فيتو. والطريقة الثالثة عبر المحكمة الجنائية وإن لم تكن اسرائيل موقعة، فيجب أن يقوم المدعي العام بتحريك الدعوى من دون أي شكوى من أي دولة، ولكن في النهاية للأسف لم يستطع أحد حتى اليوم محاسبة إسرائيل والأمور مقتصرة على مجموعات تقف في وجهها مثل المقاومة الفلسطينية ليس أكثر”.

وفي نظرة عابرة إلى التاريخ وسجل الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل ضد أجيال مختلفة من الشعب الفلسطيني، يظهر بوضوح مدى الظلم الذي يتعرض له شعب هذه الأرض، منها ما تم تسجيل وتوثيقه، ومنها ما لم يدوّن في سجل التاريخ.

مجزرة الطنطورة 1948

ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة جماعية في قرية الطنطورة الفلسطينية وقتلت بدم بارد أكثر من 200 شخص، استكمالاً للهدف الاسرائيلي الرئيس المتمثّل بعملية التطهير العرقي للبلاد، بقوة السلاح والترهيب.

مجزرة دير ياسين 1948

وقعت اثر عملية إبادة وطرد جماعي نفذتها مجموعتا الارغون وشتيرن، ووصل عدد الضحايا إلى 350 معظمهم من النساء والأطفال، بحيث قامت القوات الاسرائيلية بقتل عروس وعريس وضيوفهما وأخرجت جنيناً من بطن أمه وذبحته.

مجازر اللد والرملة 1948

مجزرة اللد، مذبحة قامت بارتكابها وحدة كوماندوز اسرائيلية، حين اقتحمت مدينتي اللد والرملة الواقعتين في منتصف الطريق بين يافا والقدس، وتُرِك رجال المدينة يواجهون الآلة العسكرية ببنادقهم القديمة، وبعدها اضطروا الى الاستسلام، وتمت ابادتهم جميعاً.

مجزرة الدوايمة 1948

وقعت خلال عملية “يواف”، التي نفذتها القوات الاسرائيلية من كتيبة الكوماندوز، حين هاجمت قرية الدوايمة ونفذت مذبحة بحق مئات الأشخاص.

مجزرة حولا 1948

ارتكبتها القوات الإسرائيلية المسماة “الهاجاناه” في بلدة حولا، إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء مرجعيون. وكانت هذه المجزرة انتقاماً من أهل البلدة لمشاركتهم مع جيش الانقاذ العربي الذي كان قد حقق انتصارات عسكرية في تلك الفترة. أودت المجزرة بحياة حوالي 80 مواطناً ودمّرت القرية. وفي كتاب “المتاهة اللبنانية” يذكر مؤلفه رؤوفين آرليخ أنه في ٣١ تشرين الأول سقط ٩٤ شهيداً وفي اليوم التالي قتل الجيش الاسرائيلي ٣٤ آخرين كانوا معتقلين لديه.

مجزرة قبية 1953

قام الجنود الاسرائيليون تحت قيادة أرئيل شارون بمهاجمة قرية قبية الواقعة في الضفة الغربية (التي كانت حينها تحت السيادة الأردنية). قتل فيها 69 فلسطينياً، العديد منهم أثناء اختبائهم في بيوتهم التي تم تفجيرها. وهدمت 45 منزلاً ومدرسةً واحدة ومسجداً.

مجزرة خان يونس 1956

نفذ الجيش الاسرائيلي مذبحة بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينياً. وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى، نفذت وحدة من الجيش مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيداً من المدنيين في المخيم نفسه، كما قتل أكثر من مائة فلسطيني آخرين من سكان مخيم رفح للاجئين في اليوم ذاته. وقد امتدت هذه المذبحة حتى حدود بلدة بني سهيلا.

مجزرة كفر قاسم 1956

نفذها حرس الحدود الاسرائيليون ضد مواطنين فلسطينيين عُزَّل راح ضحيتها 49 مدنياً عربياً، منهم ثلاثة وعشرون طفلاً دون الثامنة عشرة، وحاولت حكومة إسرائيل بقيادة بن غوريون التستر على المجزرة ومنع نشرها.

مجزرة صبرا وشاتيلا 1982

نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين، واستمرت لمدة ثلاثة أيام، وتراوح عدد القتلى بين 750 و3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين، غالبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيون أيضاً. ونقل شهود عايشوا المجزرة مشاهد لحوامل بقرت بطونهن وألقيت جثثهن في أزقة المخيم، وأطفال قطعت أطرافهم، وعشرات الأشلاء والجثث المشوهة التي تناثرت في الشوارع وداخل المنازل المدمرة، كما اقتادوا ممرضين وأطباء من مستشفى عكا إلى وجهات أخرى حيث تمت تصفيتهم.

قصف مخيم البرج الشمالي 1982

قام الجيش الاسرائيلي في 7 حزيران بقصف مخيم البرج الشمالي بالقنابل الفوسفورية راح ضحيته اكثر من 94 فلسطينياً أبرياء.

مجزرة الحرم الابراهيمي 1994

أطلق الطبيب الاسرائيلي باروخ غولد شتاين ومرافقوه النار بصورة مكثفة على المصلين في أحد أيام الجمعة من شهر رمضان المبارك ما أوقع أكثر من 180 بين شهيد وجريح.

مجزرة قانا 1996

حصلت في مركز قيادة فيجي التابع لقوات “اليونيفيل” في قرية قانا جنوب لبنان، حيث قامت قوات الاحتلال بقصف المقر بعد لجوء المدنيين إليه هرباً من عملية “عناقيد الغضب” التي شنتها إسرائيل على لبنان، ما أدى إلى استشهاد 106 من المدنيين وإصابة الكثير بجروح. واجتمع أعضاء مجلس الأمن الدولي للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض (الفيتو).

الانتفاضة الثانية من 2000 إلى 2005

استشهد خلال الانتفاضة الثانية للشعب الفلسطيني أكثر من 4412 شخصاً، وأصبح الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي استشهد في حضن أبيه رمزاً لهذه الانتفاضة.

مجزرة مخيم جنين 2002

قام الجيس الاسرائيلي بقتل 152 فلسطينياً في مخيم جنين وهدم أكثر من 100 منزل.

الحرب الأولى ضد قطاع غزة 2008

استشهد خلال هذه الحرب الوحشية أكثر من 1300 مواطن فلسطيني وأصيب 5300 آخرين.

معركة غزة 2014

قتل الجيش الاسرائيلي في هذه الحرب أكثر من 2000 مواطن فلسطيني غالبيتهم أطفال ونساء.

معركة سيف القدس 2021

الحرب على غزة 2021 أو كما سمتها المقاومة الفلسطينية معركة “سيف القدس”، هي نزاع عسكري واسع النطاق بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، ولعبت حركة “حماس” الدور الأكبر في الحرب من جانب المقاومة الفلسطينية. بدأ هذا النزاع بعد الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة في القدس، فأطلقت المقاومة الفلسطينيّة الصواريخ على شكل رشقات صاروخية مكثفة على إسرائيل، وبعدها بدأت القوات الجوية الاسرائيلية بقصف قطاع غزة وهو ما تسبب ببدء الحرب، التي استشهد فيها أكثر من 200 فلسطيني كما قُتِل أكثر من 13 إسرائيلياً، وانتهت في العام 2021 بهدنة بوسَاطة مصرية.

معركة “طوفان الأقصى” 2023

تعتبر من أبشع المجازر التي تُرتكب بحق الفلسطينين، والمستمرة من السابع تشرين الأول الجاري حتى الآن، ويقوم الجيش الاسرائيلي بقصف شديد للمدنيين العزل في قطاع غزة حيث استشهد حتى الآن أكثر من 2000 شخص من المدنيين الفلسطينيين وهدمت أحياء كاملة اثر القصف المتكرر والوحشي، وقصف مستشفى “المعمداني” وقتل ما يزيد عن 500 شخص، كما أن هناك تحذيرات كبيرة من أن الشبكة الصحية لقطاع غزة على وشك الانهيار الكامل.

شارك المقال