دخول لبنان الحرب سيكلفه 100 مليون دولار يومياً

ندى الحوت
ندى الحوت

يعيش لبنان أزمة اقتصادية ومالية خانقة وضاغطة، زادت عليها الخسارة المالية اليومية التي يرزح تحت وطأتها وتتخطى الـ 25 مليون دولار منذ بزوغ فجر انطلاقة عملية “طوفان الأقصى” بين “حماس” واسرائيل قبل أكثر من أسبوعين، وسط توقعات أن ترتفع خسارته المالية والاقتصادية الى 100 مليون دولار يومياً في حال دخل لبنان الحرب. وفي ضوء ازدياد حدة التوتر ارتفع مؤشر الاقبال على السلع والمواد الغذائية، والمخاوف من خطورة نقل البضائع اذا اندلعت الحرب، الا أن معنيين بهذا الأمر يؤكدون أن لا خوف حالياً على الأمن الغذائي، لأن 70% من المنتج المحلي أصبح لبنانياً، ومع ذلك يبقى السؤال: هل الأمن الغذائي بخير؟

بوشكيان: لا خوف حالياً على الأمن الغذائي

يؤكد وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان إمكان اعتماد لبنان في مكان ما على زراعته الداخلية، ومن الممكن أن يكون ذلك جزءاً من الحل”، موضحاً أن “الزراعة المحلية يمكن أن تسهم في توفير الأغذية وتقليل الاعتماد على واردات الغذاء. ومع ذلك، هذا يتطلب استثمارات في البنية التحتية الزراعية، وتعزيز التكنولوجيا الحديثة، ودعم المزارعين”.

ويرى بوشكيان أن “لا خوف حالياً على الأمن الغذائي، فهناك 70% من المنتج المحلي أصبح لبنانياً بعدما استقل لبنان عن النظام الريعي وأصبح يعتمد على الصناعة الداخلية كزراعة البرغل والحبوب والعدس وغيرها من الحبوب الأساسية في نظامنا الغذائي”.

ويشدد على “ضرورة دعم هذا القطاع في الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان على جميع الصعد، بما في ذلك وضع خطة طوارئ اقتصادية اجتماعية وضبط كل محتكر ومحاسبته”، معتبراً أن “هناك حاجة أيضاً الى استراتيجية شاملة تتضمن تنويع القطاعات الاقتصادية الأخرى وتحسين بيئة الأعمال، ومكافحة الفساد، وتعزيز الاستدامة البيئية”.

ويشير بوشكيان الى أن “تحقيق التوازن بين الاقتصاد والزراعة يمكن أن يكون مفتاحاً لتعزيز استقرار البلاد في هذه الفترة الصعبة”.

أبو حيدر: السلع والمواد الغذائية متوافرة لـ ٥ شهور

ومع تزايد حدة التوتر والخوف من إندلاع الحرب إرتفعت نسبة الاقبال على المواد الغذائية في بعض المناطق الى٣٠%، فيما تراجعت في مناطق أخرى جراء النزوح، وذلك بحسب المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر الذي أكد أن المخزون يكفي لمدة أقصاها ٥ أشهر.

بحصلي: التحدي في نقل البضائع وليس تأمينها

أما رئيس تجمع مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي فيلفت الى أن التحدي في حال إندلاع الحرب في لبنان يكمن في العناصر التالية:

– كيفية نقل البضائع الى المخازن مع صعوبة التنقل في حال اندلاع الحرب.

– رفع فاتورة التأمين على البضائع باعتبار لبنان بلد حرب.

– إرتفاع أسعار السلع بحسب العرض والطلب.

بو دياب: تداعيات “طوفان الأقصى” إنطلقت من المطار

ويشير عضو المجلس الاقتصادي الاجتماعي أنيس بو دياب الى أن تداعيات عملية “طوفان الأقصى” الاقتصادية إنطلقت من مطار رفيق الحريري الدولي مع إلغاء الحجوزات لبعض الشركات السياحية. وتقدر الخسارة بحسب بو دياب يومياً بـ 25 مليون دولار مع توقف شركات الشحن والنقل عن إستخدام الأسطول الجوي لشركة “طيران الشرق الأوسط” وبعد نقل جزء من الطائرات التابعة للـ MEA الى مطار تركيا.

ويؤكد أن الخسارة المباشرة هي عدم إستخدام مطار بيروت لهبوط الطائرات الخارجية واقلاعها، قائلاً: “ان إمكان دخول لبنان في الحرب سيرفع خسارته المالية والاقتصادية الى 100 مليون دولار يومياً مع تراجع أعمال المرفأ والمطار والقطاع الخاص بحيث أكدت الهيئات الاقصادية إمكان خسارة 100 ألف عامل وظائفهم في القطاع الخاص في حال إندلعت الحرب”.

مع أزمة إقتصادية مالية يتخبط بها البلد منذ أربع سنوات ودولة عاجزة عن ضبط حدودها غير الشرعية، لبنان وإقتصاده مشرّعان على جميع الاحتمالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

شارك المقال