تحليل إسرائيلي يتنبأ بترتيبات لمستقبل غزة

حسناء بو حرفوش
جانب من آثار القصف الإسرائيلي على غزة (أسوشيتد)

حذر مقال في موقع “جيروزاليم بوست” الالكتروني العبري من أن “إسرائيل تواجه حالياً معضلة كبرى، بحيث يجب عليها اتخاذ قرار بين حسم المعركة البرية أو التريث بانتظار تحديد مصير الرهائن”. وتنبأ بمجموعة من الترتيبات “لمستقبل غزة في حال القضاء على حماس، ومنها وضع حدود عازلة تماماً أو إفراغ القطاع من السكان وبناء مستوطنات جديدة”.

وأوضح المقال الذي يحمل توقيع سوزان هاتيس الباحثة التي عملت في الكنيست لسنوات عدة، أن “الصورة الكاملة للواقع وخيارات الخروج منه بدأت تتكشف مع دخول الأسبوع الثالث من الحرب غير المخططة ضد حماس”، لافتاً إلى أن “إسرائيل اعتقدت أن بإمكانها ترويض التنظيم بالوسائل الاقتصادية والانسانية”.

ولكن ترويض غزة “حلم بعيد المنال. ومع ذلك، في إسرائيل اليوم عدد من اليهود الذين ما زالوا يؤكدون أن رد الفعل على هجوم حماس لا ينبغي أن يأخذ أبعاد عملية انتقامية واسعة النطاق. بالاضافة إلى ذلك، ما عاد الرد بهجمات جوية ضخمة ضد قطاع غزة، والاجتياحات البرية من حين الى آخر ما عادت تعتبر مقبولة وقد تغيرت قواعد اللعبة اليوم”.

أما عن الغزو البري، فأضاف التحليل الإسرائيلي: “من أسباب تأخير الغزو البري، مسألة الرهائن الذين اختطفتهم حماس والجهاد الاسلامي وقد أطلقت حماس حتى الآن سراح اثنتين من الرهائن الأميركيين، الذين قد تستمر في إطلاق سراحهم بوتيرة بطيئة، في محاولة لتأخير الهجوم البري الاسرائيلي لأطول فترة ممكنة. وهذه واحدة من المعضلات الأكثر إلحاحاً التي تواجهها إسرائيل: ما إذا كان عليها أن تحاول إنقاذ أكبر عدد ممكن من الرهائن، على حساب تأخير خططها للقضاء على حماس في غزة”.

ماذا سيحدث لغزة تالياً؟

تسعى إسرائيل وفقاً للتحليل الى وضع “حدود بين إسرائيل وقطاع غزة تشمل منطقة أمنية بعرض كيلومتر واحد؛ لن يُسمح لأي شخص من جانب غزة بتخطيها، تحت طائلة إطلاق النار عليه”. ويقتضي هذا الترتيب “نقل عدد كبير من الفلسطينيين المقيمين في قطاع غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، إلى مكان آخر بصورة دائمة. ولن تعود إسرائيل الى الحكم على قطاع غزة، كما فعلت قبل اتفاقيات أوسلو، ولن تكون مسؤولة بأي حال من الأحوال عن رفاهية غزة. ومع ذلك، ستحتفظ إسرائيل بقدرتها على دخول المنطقة، إذا لزم الأمر، لأغراض أمنية”.

“لكن مثل هذا الترتيب يترك أسئلة معلقة مثل: أين سيذهب سكان غزة الذين غادروا قطاع غزة؟ ومن سيحكم قطاع غزة، وبموجب أي نوع من الترتيبات القانونية؟ ومع ذلك، لا يتفق جميع من في الحكومة مع الخطوط العريضة لهذا الترتيب. فهناك من يريد أن تعيد إسرائيل احتلال قطاع غزة إلى الأبد. ويدعو الحزب الصهيوني الديني أيضاً إلى إعادة بناء المستوطنات اليهودية في منطقة غوش قطيف، التي أبعدت في إطار خطة فك الارتباط الأحادية الجانب عام 2005. ولكن حتى الساعة، لا شيئ حاسماً بالنسبة الى الخطط أو الى قدرة إسرائيل على تحقيقها”.

شارك المقال