حلفاء إسرائيل يخشون استدراجها إلى فخ في غزة؟

حسناء بو حرفوش

يخشى حلفاء إسرائيل، وفقاً لتحليل في بموقع “سي أن أن” الأميركي وقوعها في فخ في غزة بالتوازي مع توسيع رقعة الصراع. وحسب المقال، “لا يكف عدد من الجنود الاسرائيليين عن التساؤل عن قرار الغزو والشك ربما بمحاولة إيقاعهم في فخ ما خصوصاً وأن من المؤكد أن حماس ومؤيديها كانوا يتوقعون مواجهة هجوم بري إسرائيلي شرس. ومن الممكن لا بل من المحتمل، أن يكون هذا الهجوم محاولة لضمان رد إسرائيلي واسع النطاق، بغض النظر عن التكلفة التي يتحملها المدنيون في غزة. ومن شأن التحركات الاسرائيلية المقبلة أن تحدد مجرى الأحداث ربما لعقود من الزمن… الأمر منوط بغزة. ومن المرجح أيضاً أن القطاع الذي بنيت فيه شبكات من الأنفاق، يضج بالأفخاخ المتفجرة، ولا شك في أن حماس متأهبة لمواجهة الجيش الاسرائيلي بأي شيئ، من أسراب من الانتحاريين إلى فرق الخطف من أجل أخذ الجنود كرهائن.

حرب المدن كانت على نطاق واسع موضوع تبادل خبرات مع إسرائيل. وقد روى جنرالات أميركيون ومسؤولون آخرون كيف استغرق الأمر من الجيش العراقي، بدعم من القوات الأميركية والبريطانية وغيرها من القوات الخاصة إلى جانب الضربات الجوية المتواصلة، تسعة أشهر لطرد داعش من الموصل عام 2017. وعلى الرغم من إخلاء المدينة الواقعة شمال العراق إلى حد كبير من المدنيين، استمر القتال بين المنازل. واستخدم داعش أنظمة الأنفاق التي بناها لنصب كمين للقوات الحكومية التي استولت على الموصل تدريجياً”.

ويتابع المقال: “بالاضافة إلى ذلك، انتشرت مهارات صنع القنابل التي يتمتع بها حزب الله اللبناني والحليف الوثيق لحركة حماس، في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وفي غزة، تدرك القوات الاسرائيلية أنها تواجه عبوات ناسفة قادرة على أن تشل حركة الدبابة. كما أن حماس باتت تتمتع بقدرات مضادة للطائرات. ولا شك في أن لدى حماس أيضاً طواقم من المروجين المستعدين لتصوير أشرطة فيديو القتل لتأجيج الشباب الغاضبين”.

المرحلة الثانية؟

ويرى التحليل في تعليق وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان الأحد الماضي “تهديداً وليس تحليلاً. والبيت الأبيض يعرف ذلك، بحيث أن الفخ الذي ينصب ضد إسرائيل قد يؤدي إلى عواقب واسعة النطاق وصولاً إلى نوع من صراع الحضارات الشبيه بما أعقب أحداث 11 أيلول. وسيمثل موضوع سلامة الرهائن الأميركيين في غزة وما يزيد عن 200 من الرهائن والجماعات الأخرى في القطاع مصدر القلق الرئيس للرئيس جو بايدن. لكن منذ نهاية الأسبوع، عكست مصادر شبكة سي إن إن في واشنطن مخاوف من أن تؤدي عملية برية إسرائيلية واسعة النطاق الى إشعال حريق قد يخرج عن نطاق السيطرة، على شاكلة ما حصل في العراق بعد الغزو الأميركي.

وينظر (بنيامين) نتنياهو بالفعل إلى الصراع بين إسرائيل وحماس باعتباره صراعاً للحضارات. وفرض حصار شبه كامل على السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وسقط آلاف القتلى ومع ذلك، فإن أي عملية برية من جانب ستعني حتماً ارتفاع هذه الأرقام. ونظمت على مستوى العالم مسيرات مؤيدة للفلسطينيين احتجاجاً على مستوى الدمار الذي أصاب غزة بالفعل. وإذا بدأ التوغل البري، فستزداد من دون شك وتيرة الاحتجاجات”.

ماذا عن إيران؟

وفقاً للمقال الأميركي، “ربما تحاول إيران صرف انتباه واشنطن بعيداً عن المسرح الاسرائيلي، لكنها ربما تحاول أيضاً جر الولايات المتحدة إلى المزيد من الصراع. وهذا صراع تحاول الولايات المتحدة تجنبه. وينصح بايدن، وفقاً لتقارير شبكة سي إن إن الخاصة، بالحذر في المحادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي”.

شارك المقال