سيناريو نتنياهو الفاشل

لينا دوغان
لينا دوغان

بالمجازر رد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على عملية “حماس” في ٧ تشرين الأول ولا يزال، ووصل به الحد وحكومة الطوارئ التي شكلت الى اتخاذ قرار بقطع غزة نهائياً عن العالم بعد أن قطع عنها كل الامدادات، وأوقف الاتصالات والانترنت، ما أثار سلسلة من المخاوف لدى منظمات حقوقية دولية، من حجب صورة ما يجري في قطاع غزة الذي يتعرض للقصف الاسرائيلي المكثف، فما بالكم مع انقطاع الكهرباء والاتصالات والانترنت والذي قد يشكل غطاءً لإبادة جماعية؟

وقالت منظمة العفو الدولية إنها فقدت الاتصال بموظفيها في غزة، معربة عن أسفها لأن انقطاع الاتصالات هذا يعني أنه سيصبح من الصعب أكثر الحصول على معلومات وأدلة ضرورية تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة. كذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه فقد الاتصال بمركز عملياته وبكل فرقه في قطاع غزة، وهذا الأمر يعوق وصول سيارات الاسعاف الى المصابين خصوصاً مع استمرار القصف.

هكذا عاشت غزة ليلتها الحالكة تلك التي أعلن فيها الجيش الاسرائيلي أنه يوسع عملياته البرية فيها، فأتى على القطاع خصوصاً الجهة الشمالية براً وجواً وبحراً، بقصفه بطريقة عنيفة وغير مسبوقة.

واستفاقت غزة على دمار وصل الى حد تغيير معالمها في المنطقة الشمالية التي قال الجيش الاسرائيلي إنه وسع عملياته البرية هناك وتفاوتت التصاريح بشأنها، فبعضها قال إنه ليس الاجتياح البري المرتقب، وآخر رأى أنها عملية محدودة.

من هنا نقرأ أن هذه العملية البرية الضبابية والفاشلة في آن بعدما قاموا بتجربتهم الجزئية الأولى في ليلة أغلقوا فيها عيون أهل غزة وأفواههم، تكلم عنها الفاشي نتنياهو أكثر من مرة، وأعطوها حتى الساعة أكثر من ألف سبب لعدم حصولها وآخرها أن الاميركيين يردعونهم عن القيام بها، وما هي في الظاهر الا حجة يرتكز عليها نتنياهو وحكومته غير المتفاهمة والتي تجمعت كرمى لحرب غزة. هذه العملية البرية ما هي سوى ذريعة ليستمروا في نزيف الدم والاجرام والمجازر التي يرتكبونها خصوصاً بحق الأطفال والنساء، ونتنياهو الخاسر قبل ٧ تشرين، يتمسك بفرصة أتته لن تتكرر وهي الدعم الأميركي والأوروبي اللامحدود له في حربه على “حماس”، وهو بدوره ماضٍ في سياسة القتل حتى يستطيع أن يحقق نصراً ينسي فيه شعبه ما حصل في ٧ تشرين، والذي اعتبرته أكبر الصحف العالمية ضربة قاسية للنظام الأمني والاستخباراتي الاسرائيلي.

نتنياهو المأزوم في الداخل الاسرائيلي أكثر، يعتبر أن الهجوم البري هو السبيل لاستعادة الأسرى، باعتباره المرحلة الثانية من الحرب على غزة، ويؤكد أن الحرب ستكون طويلة، في محاولة منه للهروب من المحاكمة والإبقاء على القيادة المسؤولة عن الاخفاقات للافادة من الوقت لأغراض ومصالح شخصية أو حزبية.

يصر نتنياهو على تكرار أن الحرب طويلة، على الرغم من أن “حماس” عرضت صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لديها، وقد نوقش العرض في المجلس الوزاري الحربي الاسرائيلي، الا أن نتنياهو رفض الخوض في التفاصيل وعاد ليتحدث عن بداية الرحلة والاستعداد لها.

“نحن في اختبار وجود لاسرائيل، هذه هي حربنا الثانية من أجل الاستقلال”.

بعد وعد بلفور، أول رئيس وزراء اسرائيلي يتحدث عن استقلال ثانٍ، ما يعني أن نتنياهو عاقد النية على حرب استنزاف طويلة لا أحد يعرف الى أين ستأخذنا رياحها!

شارك المقال