جحيم غزة يحاصر بايدن (2)… استهداف القواعد الأميركية يزيد من الضغوط عليه

زياد سامي عيتاني

المجازر وحرب الابادة والتدمير والتهجير التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة، دفعت بالفصائل والجماعات المناهضة للوجود الأميركي في المنطقة الى القيام بعمليات إستهداف عسكري للقواعد والمصالح في كل من العراق وسوريا، كرد على جرائم الحرب فى غزة. وهذا ما حدا بالمتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر الى الاعتراف بأن القوات الأميركية المتمركزة في الشرق الأوسط قد تعرضت لـ 13 هجوماً على الأقل في أسبوع. وقال: “إن الجيش يتخذ خطوات جديدة لحماية قواته في الشرق الأوسط، مع تزايد المخاوف بشأن هجمات على قواعده، ويترك الباب مفتوحاً أمام إمكان إجلاء عائلات العسكريين إذا لزم الأمر”. وأكد رايدر للصحافيين في وزارة الدفاع إنه أن القوات الأميركية استهدفت خلال الفترة بين 17 و24 تشرين الأول، عشر مرات في العراق وثلاث مرات في سوريا عبر مزيج من الطائرات من دون طيار والصواريخ الهجومية ذات الاتجاه الواحد. وعلى جانب متصل، أبدى مسؤولون في الادارة الأميركية، مخاوف خاصة على حياة الأميركيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان. ووفق وزارة الخارجية الأميركية، هناك حوالي 600 ألف أميركي في إسرائيل، وحوالي 86 ألفاً آخرين في لبنان. وقال خبراء: “إذا تم تنفيذ خطة الاجلاء، فربما ستكون أصعب عملية من نوعها في التاريخ الحديث بالنظر إلى العدد الكبير من الأشخاص الذين تشملهم”.

وبالعودة الى إستهداف المصالح الأميركية في المنطقة، فقد تكثفت هذه الهجمات على القوات الأميركية في شرق سوريا منذ الـ23 من الشهر الجاري، إذ أعلن حينها، عن استهداف قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي وتقع في منطقة المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، بواسطة طائرتين مسيّرتين، وأعقبت ذلك هجمات متكررة على هذه القواعد. كما تم الكشف عن إستهداف قاعدة الشدادي الأميركية جنوبي محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، وكذلك قاعدة حقل العمر النفطي الذي تتخذه قوات التحالف الدولي مقراً لها.

إلى جانب ذلك، تم تفجير خط أنابيب الغاز التابع لحقل “كونيكو” في ريف دير الزور شمال شرق سوريا في منطقة سيطرة الأكراد. كما في سوريا كذلك في العراق، الذي إرتفعت فيه وتيرة تفاعل بعض الفصائل المسلحة العراقية مع الحدث معلنة أن “كل القواعد الأميركية في العراق وسوريا باتت هدفاً مشروعاً” لها. وبالفعل استهدفت طائرتان مسيرتان قاعدة عين الأسد الجوية الأميركية في محافظة الأنبار على مدار يومي 18 و19 الجاري. واستهدفت في الوقت نفسه قاعدة حرير الجوية في إقليم كردستان.

إذاً، فان المصالح الأميركية في منطقة المشرق العربي، لا سيما في العراق وسوريا، أصبحت عرضة للاستهداف المباشر. وفي هذا الاطار، يؤكد مسؤولون أميركيون أن هذه التطورات تقتضي بالضرورة إبقاء واشنطن في حالة تأهب دائم، لأن الاستهدافات التي بدأت بالقواعد العسكرية قد تتطور لتشمل مقار السفارات الأميركية نفسها، في حال اتساع رقعة الحرب على غزة وتصاعد حدتها، ما سيشكل عبئاً كبيراً ومرتفع التكلفة على الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.

إن هذه الهجمات على المصالح الأميركية من “ميليشيات” مسلحة (غير نظامية) كرد على الدعم الأميركي اللامحدود للعدو الاسرائيلي في حربه الابادية لغزة، تشكل عامل ضغط جديد على الرئيس الأميركي جو بايدن، وتزيد من الضغوط الداخلية عليه، ما قد يؤثر لاحقاً بصورة مباشرة على حملته الانتخابية، التي تبدأ بعد أشهر معدودة، قبل موعد إجرائها في شهر تشرين الثاني من العام المقبل.

شارك المقال