“أمل” في قلب المعركة جنوباً

محمد شمس الدين

منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول، واحتمال تمددها إلى لبنان، كانت مواقف الرئيس نبيه بري متقدمة في موضوع المقاومة، بل ان حركة “أمل” استنفرت عناصرها في الجنوب استباقاً لأي تصعيد اسرائيلي محتمل، وهو ليس استنفاراً لعناصر الدفاع المدني و”كشافة الرسالة” وحسب، بل حتى الجناح العسكري للحركة مستنفر في كل قرى الجنوب، بالاضافة إلى استنفار المكاتب الحركية في كل المناطق طبقاً لخطط الحركة الخاصة للتعامل مع أي حرب تشنها اسرائيل على لبنان.

وقال الرئيس بري في حديث صحافي أمس: “ان الحركة في صلب المعركة، وعناصرها مستنفرون بأعداد كبيرة في البلدات الحدودية وفي قلب الجنوب أجهزة الدفاع المدني في كشافة الرسالة الاسلامية ناشطة ومستنفرة”. ولفت الى أنه من موقعه ليس حليف الحزب وحسب، بل شريك له وفي الصفوف الأمامية للمقاومة.

كلام بري يتطابق مع مواقفه منذ بدء الحرب، بحيث أكد دعمه لأيّ خطوة يقوم بها “حزب الله” في حال عدم توقف الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزّة، في رسالة إلى رئيس مجلس النواب الايراني محمد علي قاليباف.

ولعل دور بري السياسي يطغى على الدور العسكري المقاوم لـ “أمل”، إلا أن هذا الاستنفار للحركة وتحضيراتها وتجهيزاتها ينسجم مع ما قاله بري منذ 4 سنوات في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، بأن “حركة أمل شأنها شأن محور المقاومة لن تسمح لاسرائيل بترميم صورتها الردعية في الشرق الأوسط على حسابنا”. وتوجه في حينه الى أفواج المقاومة اللبنانية “أمل” قائلاً: “كما كنتم مبتدأ المقاومة وحجر الزاوية أنتم مدعوون للبقاء على أهبة الجهوزية والاستعداد لإفهام العدو بأن أرض لبنان كل شبر منها مقاوم”.

وهذه المواقف يكررها في كل سنة لدى احياء الذكرى، وقال في العام 2021: “أيها الحركيون ندائي لكم في ذكرى تغييب القائد المؤسس بأن تبقوا في الأمكنة التي تشمخ بحضوركم. كونوا حيث أرادكم الامام الصدر، الى جانب فلسطين وقضيتها وقضايا العرب والعروبة، في الداخل دعاة حوار ووحدة، وعلى الحدود مقاومين في مواجهة عداونية اسرائيل حماية مع جيشكم وشعبكم ذوداً عن الأرض والحدود والثروات والانسان من أجل أن يبقى لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه”.

وجدد بري في العام الماضي “التزامنا بحرفية ما هو وارد في ميثاق الحركة بأن قضية فلسطين هي في قلب الحركة وفي عقلها، وسنبقى الى جانب أشقائنا من أبناء الشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته للاحتلال من أجل تحرير أرضهم كاملة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ومقاومة أي شكل من أشكال التوطين أو إقامة الوطن البديل”.

أما هذه السنة وبعد تصاعد وتيرة التهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان، وآخرها التهديد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، فأكد بري أن “حركة أمل بكل مستوياتها الجهادية ، معنية الى جانب اخوتنا في حزب الله بأن يكون كل فرد منها فدائي للدفاع عن حدود أرضنا المقدسة”.

كلمات بري المتقدمة في موضوع المقاومة تزامنت مع عروض ومناورات عسكرية قام بها عناصر حركة “أمل” في الجنوب، وآخرها كان في ذكرى عيد المقاومة والتحرير هذه السنة ومناورة “الرعب الأعظم” في أيلول 2021، وكانت المناورات محاكاة حرب مع اسرائيل واقتحام المستوطنات الفلسطينية المحتلة، واشتباكات، ولم تكشف الفيديوهات التي نشرتها الحركة عن كل الأسلحة التي تمتلكها، واكتفت بإظهار أسلحة متوسطة وخفيفة، وآليات رباعية الدفع، بالاضافة الى مشاركة الاسعاف الحربي في بعض المناورات، عدا عن مناورات دائمة لـ “كشافة الرسالة” والدفاع المدني.

ومن جهة التحضيرات وخطط الطوارئ، قال رئيس الهيئة التنفيذية في حركة “أمل” مصطفى الفوعاني في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة وبدء العدو باستهداف أراضي الجنوب، فعلت حركة أمل خطة متكاملة في كل مكاتبها وهي دراسة تشمل كل أجهزة الحركة بكل أقاليمها، ويتم التنسيق فيها مع وزارات الدولة المعنية والأحزاب في مناطق وجودها”.

ولفت الفوعاني إلى أن “الحركة شكلت خلية عمل في المناطق الجنوبية تعمل على مدار 24 ساعة، وهي على صعيد الدفاع المدني والكشاف، ومكاتب البلديات والصحة والخدمات المركزيين، وتعمل وفق الخطة، التي تعالج كل الأمور من الألف إلى الياء، إن كان من الجهة الصحية أو الغذائية أو حتى الإيواء، أو كل ما يحتاجه إخوتنا، ونحن سنكون إلى جانب أهلنا وناسنا كما كنا دوماً”.

وفي مدينة صور شكلت الحركة بالتعاون مع فعاليات البلدة هيئة إدارة الكوارث، والتي تدير 3 مراكز إيواء للنازحين من القرى الحدودية، والتي يلبي احتياجاتهم كشاف الرسالة ومكاتب الحركة الخدماتية والصحية.

بالإضافة إلى ذلك فإن عناصر كشاف الرسالة والدفاع المدني التابعين للحركة، كانوا من أول الجاهزين على الحدود، حيث تعمل فرق الإسعاف على نقل الجرحى والمصابين، فيما يستبسل عناصر الدفاع المدني بعمليات الإنقاذ والانتشال، وإطفاء الحرائق التي يتسبب بها العدو الاسرائيلي.

شارك المقال