١٠ أيام اما الحرب على كل لبنان أو ستاتيكو الاشغال… وثالثة الجمعة مضبوطة! 

ليندا مشلب
ليندا مشلب

يترقب لبنان وعدوه والمنطقة والعالم ماذا سيقول الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله في خطابه عند الثالثة من بعد ظهر الغد، حتى أن هناك من ضبط تفاصيل يومياته على هذه الساعة فأصبح هناك برنامج لما قبلها وما بعدها. 

والسيد يدرك تماماً حجم هذا الترقب والانتظار، وقد ذهب البعض الى تحميل خطابه شرارة الحرب العالمية الثالثة، وسيكون لكل كلمة ينطق بها ظاهرها وباطنها وما خلفها، وعلقت على خطابه مشاعر محاكاة الذات بين من هم قلقون على أحوالهم في لبنان ومن خارجه تجاه أهلهم وبين من يريدون ضربة كبيرة لاسرائيل رداً على مجازرها غير المسبوقة بحق الشعب الفلسطيني، والانشغال نفسه ينسحب على العدو عند الحدود وداخل اسرائيل التي تعلم أنها لن تكون بمنأى عن الصواريخ البعيدة المدى، وهي أرسلت أكثر من اشارة بأنه لا يريد توسيع الحرب، وصولاً الى العالم وجو بايدن نفسه الذي أصبح “حزب الله” بعد “حماس” شغله الشاغل.

لكن ما يتوقع أن يحصل ليس بالضرورة على مستوى كل هذه التقديرات. وعشية كلمة السيد لا بد من التوقف عند نقاط مهمة يفندها مصدر سياسي بارز على تواصل مع الحزب لموقع “لبنان الكبير”. 

يقول المصدر: “ان الفترة الفاصلة عن خطاب السيد الذي يخضع للتعديل في كل لحظة ببعض التفاصيل ووفقاً للمستجدات، لا يتوقع أن تغير كثيراً في المسار العام للحرب وفق المعطيات الأخيرة، اللهم الا اذا استجد ما ليس في الحسبان. وقد دخلت عوامل عدة جعلت احتمالات توسيع الحرب تتراجع، أهمها الخطاب الاسرائيلي على المستوى السياسي الذي خفض من أهداف عمليته العسكرية، اذ كان المطلوب سحق حماس، وأصبح اليوم يتحدث عن تحجيمها وضرب قدراتها العسكرية. كان (بنيامين) نتنياهو يؤكد أنه سينهي حماس ويلغيها من الوجود داخل فلسطين وخارجها، والواضح من وتيرة العمليات التي تصاعدت منذ بدء الغزو البري أن هذا المطلب لم يعد موجوداً أو متاحاً، فحتى الآن لم تتأثر حماس ولا زالت على قدراتها التي تدار بطريقة مختلفة (في التحكم، الهجوم، الاستهداف، السيطرة، توقيت العمليات، القصف بالصواريخ والمسيرات…) وكل فيديو ينشر عن عملياتها العسكرية يقول: نحن لا زلنا هنا وبيدنا المبادرة. وطالما هذا التوازن موجود لن يتغير شيئ في الوقت الراهن، وستبقى الكلمة للميدان. المؤشرات العسكرية في غزة ترتفع وتستبعد أي حل قريب وجيش الاحتلال مستمر في عملية المسح الميداني بالنار التي يمارسها في مناطق يتوقع فيها وجوداً عسكرياً لحماس، والموقف الأميركي الرافض لوقف اطلاق النار حتى مع هدنة انسانية يشكل ضوءاً أخضر ورافعة لهذه العمليات أي بصراحة يقول للاسرائيلي كفي”. وفي لبنان بحسب المصدر، المسألة لم تعد مرتبطة بالدخول البري بالشكل لناحية القرار، انما بنتائجه فاذا كانت قاسية جداً على الوضع الفلسطيني وأدت الى شل “حماس” ببنيتها العسكرية، يرتفع منسوب التوسع في الحرب لكن بصورة محدودة. واذا حافظت “حماس” على قدراتها فنكون قد دخلنا في مرحلة استنزاف ومعارك “اشغال” تواكب هذه الحرب الى حين البدء جدياً بالبحث عن الحل السياسي. 

يتابع المصدر: “ان التقدير يشير الى أن السيد لن يعلن حرباً، بالمعنى الذي يخشاه الجميع لكن بالتأكيد هناك تصعيد وتهديد ومواقف نارية ضد الاحتلال الصهيوني والأميركيين (الحصة الأكبر) والأوروبيين والغرب والعرب المتخاذل من دون اعلان قرارات كبيرة على مستوى المنطقة. السيد لن يطمئن وسيبقي يده على الزناد والعدو على رجل واحدة وليس رجلاً ونصف. سيؤكد أن القدرات العسكرية والصاروخية للحزب تعاظمت وأن اسرائيل كما تلقت الصفعة الأولى ستتلقى الثانية والثالثة… لكن بالتأكيد لن يعلن ساعة الصفر التي يرددها اللبنانيون بخفة، وهذا الموقف سيعززه صمود حماس وقدرتها على الرد والهجوم واستعداداتها التي لا تزال على مستوى عال جداً، إن في مخزونها الصاروخي أو في عمليات المواجهة واستهداف المدرعات والأنفاق التي استفادوا منها الى حد كبير من التجارب السابقة في الحرب مع جيش الاحتلال وأساليبه في القضاء عليها، بحيث من الواضح أنهم يثقون بكل ما اتخذوه من احتياطات كبيرة واجراءات اكتسبوا خبرتها طوال السنوات العشر الماضية (ادارة جديدة ومتطورة للأنفاق) في وجه القصف الوظيفي والهادف الى فتح معابر وكوريدورات وتقطيع أوصال بين مناطق وأحياء”.

ويخلص المصدر الى القول: “طالما العملية العسكرية لا تزال بهذا الحجم من الطبيعي البقاء على الحذر وحبس الأنفاس على الحدود، ومن الآن حتى فترة ١٠ أيام يتبين الخيط الأسود من الأبيض في هذه المعركة وليس في مسار الحرب الطويل. فإما الحرب على كل لبنان واما ستاتيكو الاشغال الذي سيكرّس وضعية مواجهة تخف حيناً وترتفع حيناً آخر من دون تطمين ولا استقرار”.

شارك المقال