نصر الله يطالب العرب بحماية “حماس”… وجنبلاط يتحمس معه

رواند بو ضرغم

ولئن جاء خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله على مستوى الداخل اللبناني أقل مما كان يفترضه حلفاؤه والخصوم، الا أنه كان عالي السقف وواضحاً في وجه الولايات المتحدة الأميركية (الأصيل) نيابة عن الوكيل (إسرائيل)، التي جاءت بأساطيلها الى حوض البحر المتوسط ونقلت رسائل تهديدية لردع الجبهة اللبنانية.

ثبّت نصر الله بالمباشر انغماس الأميركيين في المعركة، وجوهر خطابه وجديده تحويل تهديداتهم من منطق قوة الى واقع ضعف، بالقول: “أعددنا العدة وأساطيلكم تحت مرمانا”.

أولى ترددات خطاب نصر الله أثمرت تراجعاً في موقف وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن من أرض المعركة في تل أبيب، معلناً أن الولايات المتحدة مصممة على عدم فتح جبهة ثانية أو ثالثة في هذا الصراع، واستتبعه موقف رسمي من البيت الأبيض يؤكد أن أميركا لا تريد توسع الصراع ليشمل لبنان.

أما عن رسالة نصر الله الى العرب فتلخصت في عنوانين، واحد قابل للتنفيذ وآخر لن يكون له صدى ولا وقع. فما لن يؤخذ في الاعتبار العربي هو دعوة نصر الله الى حماية “حماس”، إذ إن السيد أراد تأكيد هوية المعركة على أنها فلسطينية وغير محصورة بفصيل مقاوم، وضمّنها تأكيداً أن أحداً لا يستطيع القضاء على “حماس”، لذلك هدف في كلامه الى تحميل المسؤولية، وهو يعلم أن إشارته اليها لن تغيّر الوقائع ولا أثر كبيراً لها على الموقف العربي وخصوصاً أنها صادرة عنه شخصياً. الا أن إشارة نصر الله تلقفها رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط الذي قال لموقع “لبنان الكبير”: “إن حماس فلسطينيون قبل أن يكونوا اخواناً مسلمين، وحمايتهم ضرورة وواجب لأنهم يحاربون عن العرب”.

أما ما هو قابل للتنفيذ عربياً، فهو ضغط العرب على المجتمع الدولي لوقف فوري لإطلاق النار، ودفع الأميركيين الى فتح معبر رفح ومد الفلسطينيين بالمساعدات. ولهذا الهدف تجتمع الدول العربية في قمة الرياض المحددة في الحادي عشر من الجاري، وتقول المعلومات إنها ستطالب بوقف فوري للحرب الدائرة على قطاع غزة وعلى الجبهات كافة وخصوصاً على الجبهة اللبنانية، وإيصال المساعدات الى الغزاويين، بالاضافة الى مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة ووضع حد للمجازر بحق المدنيين العزّل من أطفال ونساء ومسنين. كما أن قمة الرياض ستشدد على حل الدولتين وتبادل الأسرى بين الطرفين، مع إعطاء حيّز كبير لنقاش مستقبل الحكم في غزة وإعادة إعمارها.

شارك المقال