صراع صامت على مركز نقيب المحامين في بيروت

حسين زياد منصور

في 19 من الشهر الجاري، يجتمع المحامون لانتخاب نقيب وأعضاء جدد لنقابتهم. انتخابات نقابة المحامين تعد مهمة وأساسية، فهذه النقابة يتجاوز عمرها عمر الاستقلال، حتى أنها تأسست قبل تأسيس “لبنان الكبير”. ولطالما لعبت دوراً في الحياة السياسية والاجتماعية، وكان للمحامين، ولو جزء منهم دور في الدفاع عن أصحاب الحقوق، فضلاً عن الدور الذي لعبته خلال السنوات الماضية، خصوصاً في ما يتعلق بـ “ثورة 17 تشرين”، وتطوع عدد من المحامين للدفاع مجاناً عن موقوفين، الى جانب الحركة التي قامت بها، ودخلت الى السجون للوقوف على أحوال السجن والسجناء.

في 19 /11/2023، ستجرى الانتخابات، كما في كل مرة، فهي لم تتوقف أبداً منذ أكثر من 100 عام، حتى خلال فترات الحروب والأزمات، لكنها هذه المرة ستكون معركة حقيقية، فالسباق الانتخابي بدأ مبكراً هذه المرة، وستكون المعركة بحسب محامين متابعين للانتخابات والمرشحين “كسر عضم”، اذ ان هناك 16 مرشحاً لعضوية مجلس النقابة، فالمنافسة على 6 مقاعد، و11 منهم يتصارعون للوصول الى مركز النقيب.

هذه الانتخابات تحمل طابعاً خاصاً، فالصراع على مركز النقيب مسيحي، اذ ان كل حزب مسيحي تبنى مرشحاً، بحيث لم يحصل توافق على الاسم الواحد بين الجميع.

ومع المعركة، تزداد المشاحنات والمنافسات بين المرشحين، اذ يسعى كل منهم الى رفع حظوظه أكثر وأكثر لاعتلاء المنصب، والدليل اللقاءات التي عقدوها خلال الأيام الماضية.

لكن مصادر مطلعة على أجواء الانتخابات والتحضيرات تشير لموقع “لبنان الكبير”، الى أن مرشحين يمتلكان الحظ الأوفر للوصول الى مركز النقيب، الأول هو المحامي عبدو لحود، وكان عضواً سابقاً في النقابة، والثاني هو المحامي ألكسندر نجار، الذي كان خلال السنتين الماضيتين عضواً في النقابة.

وتقول المصادر: “الصراع سيكون في الأساس بين نجار ولحود، نجار يتمتع بعلاقات طيبة مع المحامين، وهو عضو في النقابة، أي يمتلك العلاقات والخبرة، ويرتكز على نقطة، قد تساعده، وهو أنه مستقل، انطلاقاً من محاولة جذب عدد كبير من المحامين غير المحازبين، والذين برزوا كثيراً بعد 17 تشرين، فضلاً عن أنه يعتبر نفسه على مسافة واحدة من جميع المحامين، محازبين أو مستقلين”.

وعن المرشح لحود، توضح المصادر أن “القوات رشحته ودعمه تيار المستقبل، لكنه يعتبر نفسه مستقلاً، وليس مرشحاً حزبياً، وله خبرة واسعة في العمل النقابي وكان عضواً سابقاً في النقابة، ويلقى تأييداً من المحامين المخضرمين والشباب”.

وبالنسبة الى باقي المرشحين، ترجح المصادر أن يتمكن مرشح “الكتائب” المحامي فادي المصري من فرض نفسه على الأقل كعضو، وذلك لعدة أسباب أولها الخبرة في مجال المحاماة والعمل النقابي، وثانيها علاقاته مع زملائه.

أما عن الأعضاء فترى المصادر أن من الممكن مع بعض التحالفات أن يوصل الثنائي الشيعي ممثلاً عنه، وهو المحامي شوقي شريم، وهناك أيضاً المحامي ايلي اقليموس الذي يمتلك علاقة جيدة مع عدد من المحامين أصحاب الشأن والكلمة.

ولكن حتى موعد الانتخابات واقفال صناديق الاقتراع، الكثير من الأمور قد تتبدل، والتحالفات قد تتغير. وفي المحصلة، ما يهم المحامين، من سيعمل لأجل حقوقهم وحرياتهم، من الاستشفاء الى رواتب المتقاعدين، وتقديمات النقابة.

شارك المقال