تحليل اسرائيلي “يشرّع” الاجرام بحجة إنقاذ اليهود من الابادة!

حسناء بو حرفوش

بالتوازي مع المعارك على الأرض، كثرت التحليلات التي يحاول الاسرائيليون من خلالها منح نوع من الشرعية لهجماتهم “الهستيرية” ضد قطاع غزة والمدنيين من السكان. وفي هذا السياق، ربط تحليل إسرائيلي ما يحصل بالبعد الديني “للجهاد ضد إسرائيل، ليس بهدف ممارسة الضغط فحسب، بل أيضاً لإجبار القوى الغربية على منح تنازلات تتوافق مع المصالح الايرانية”. وإنطلاقا من هذا التحذير، دفع التحليل باتجاه “الرد المناسب على حجم الخطر الوجودي ضد إسرائيل”.

التحليل الذي نشر في موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية استند إلى “فتوى للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تدعو المسلمين الى الانخراط في الجهاد، ظاهرياً في سياق الصراع بين إسرائيل وحماس”. وحذر المقال من أن “هذا قد يبدو للوهلة الأولى، بمثابة نداء متحمس في منطقة يشوبها صراع سياسي ومواجهات عنيفة، لكن قصر التفسير سيعكس قصر النظر الفكري والأخلاقي بحيث تشير التطورات الأخيرة إلى تقارب مفاجئ بين المدرسة الفكرية الشيعية، التي تمثلها إيران في المقام الأول، والتوجه السني لجماعة الإخوان المسلمين وتوحيد قائم على عدو مشترك: اليهودي. وفي حين أنهم قد يختلفون حول جوانب مختلفة من اللاهوت والحكم، يبدو أن إيران والإخوان المسلمين قد وجدوا أرضية مشتركة في كراهيتهم المتبادلة تجاه اليهود. وعندما ننظر الى الأمر من خلال هذه العدسة، تصبح الفتوى الصادرة عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي له علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، أكثر إثارة للقلق”.

وركز المقال على “نوايا بعض القوى التي تسعى الى الابادة الجماعية لليهود بصورة واضحة للغاية، بحيث نقرأ في السطور: لقد دعت إيران باستمرار إلى إبادة إسرائيل والشعب اليهودي، على أعلى المستويات في حكومتها. ولا تقتصر هذه التصريحات على المجال الداخلي أو الاقليمي، بل تمتد إلى سياق أوسع. وهي جزء لا يتجزأ من استراتيجية دولية تهدف إلى تدمير اليهود، بغض النظر عن موقعهم. ونظراً الى هذه الأجندة الأوسع، فمن الممكن، بل ينبغي، تفسير الفتوى الأخيرة باعتبارها أكثر من مجرد دعوة إقليمية الى حمل السلاح؛ وقد يُنظر إليه على أنه تفويض عالمي مخيف لتدمير اليهود أينما كانوا بهدف إجبار العواصم الغربية على تقديم تنازلات لصالح المصالح الإيرانية. ومن خلال تحديد المواقع الجغرافية، أشارت إيران الى استعدادها لاتخاذ خطوات جذرية، حتى على حساب تمزيق الأعراف الديبلوماسية وإثارة صراعات محتملة”.

ودائماً حسب المقال، “ما هو على المحك هنا ليس مجرد مواقف ايديولوجية بل عملية إعادة اصطفاف محتملة للكيانات المتطرفة التي كان يُنظر إليها، حتى وقت قريب، على أنها على خلاف جوهري. ويشكل التحالف الجديد في الكراهية خطراً واضحاً ليس على إسرائيل فحسب، بل على المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم. وإذا فشلت إسرائيل في أن تأخذ على محمل الجد هذا الاتحاد الذي يبدو غير محتمل وتداعياته المحتملة، تجازف بالتقليل بصورة كبيرة من حجم التهديد ومداه. وعلى هذا النحو، يستدعي الأمر إعادة تقويم فورية للعلاقات الديبلوماسية والتحالفات والاستراتيجيات الدولية لمكافحة الإرهاب”.

“خطر لا يمكن تجاهله”

ويختم المقال: “إن تجاهل هذا التحالف ورسالة الكراهية التي يرسلها سيكون أمراً محفوفاً بالمخاطر. هذه ليست مسألة للنقاش الأكاديمي. إنه تطور كفيل بتغيير مشهد الارهاب العالمي والهجمات المعادية للسامية. ويجب أن يكون ردنا متناسباً مع الخطر الجسيم الذي يشكله هذا التحالف، وأي شيئ أقل من ذلك سيكون بمثابة تنازل خطير عن مسؤولياتنا الأخلاقية والجيوسياسية”

شارك المقال