النائبة الديموقراطية في الكونغرس… رشيدة طليب: أصولي فلسطينية ولن أسكت

ساريا الجراح

رشيدة طليب النائبة الديموقراطية في الكونغرس الأميركي شكلت حالة في الداخل الأميركي، فللمرة الثانية خلال أسبوعين يوجه اليها مجلس النواب اللوم بسبب انتقادها إسرائيل في حربها على “حماس” التي أدت إلى سقوط ما يزيد عن 10 آلاف و600 قتيل بالاضافة إلى آلاف الجرحى. وانتقدت اللوم الذي وجهه اليها زملاؤها وما وصفته بمحاولات “إسكات صوتها، بدلاً من إنقاذ حياة الفلسطينيين”. وفي خطاب لها، أمام الجلسة العامة لمجلس النواب قالت طليب: “لن أسكت لأني من أصول فلسطينية ولن أسمح بتشويه تصريحاتي”.

النائبة الديموقراطية الأميركية الوحيدة من أصل فلسطيني والعضو في الحزب الديموقراطي والتي تنتمي الى الجناح اليساري، هي البنت الكبرى بين 14 ولداً لعائلة فلسطينية مهاجرة. يتحدّر أبوها من بيت حنينا القريبة من مدينة القدس وأمها من قرية بيت عور الفوقا قرب رام الله في الضفة الغربية. وهي متزوجة من فايز طليب وأم لولدين. عملت كمساعدة ومن ثم انتخبت لتمثيل الدائرة الخامسة عشرة في ولاية ميشيغان في مجلس النواب الأميركي في انتخابات العام 2018. بفضل برنامجها الانتخابي الذي يدافع عن المساواة في الرواتب بين الرجال والنساء والتعليم الجامعي المجاني والصحة العامة وحقوق مثليي الجنس وإلغاء رسوم الهجرة الذي اعتمده دونالد ترامب وحماية البيئة، حظيت بدعم كبير من الأحزاب اليسارية واستطاعت الدخول إلى الكونغرس، حيث تشكل أحد أعضاء مجموعة “النساء الأربع” اللواتي انضممن اليه في الدورة الـ116.

تشتهر طليب بمواقفها القوية بشأن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان كما تدافع في خطابها عن حقوق المرأة والطفل والرعاية الصحية والمساواة الاجتماعية. ومنذ دخولها إلى الكونغرس بدأت منظمات إسرائيلية بحملاتٍ ضدها مطالبة إياها بإعلان موقفها الصريح من إسرائيل والعداء للسامية، وواجهتها جماعات جمهورية بسبب معارضتها لسياسة الرئيس ترامب.

استهدافات ليست جديدة والنتيجة “وعود بالالغاء”

لم تكن المرة الأولى التي يواجه فيها النواب التقدميون ضغوطاً كبيرة داخل الكونغرس، بسبب موقفهم من العدوان الاسرائيلي على غزة. ولا تكل البلدان المعروفة بعدائها للحق الفلسطيني والداعمة لاسرائيل من شن حملات تحريض عليهم وسط محاولات مستمرة لاخراجهم من مجلس النواب في انتخابات تشرين الثاني المقبل، عن طريق الدفع بمنافسين أقوياء يتم تمويلهم بسخاء من مجموعات محددة.

لكن الفارق اليوم أن المستهدفة فلسطينية الهوى أثبتت ولاءها التام والمطلق بالتوازي بين أبرياء الطرفين، قائلة: “لا أدعم استهداف المدنيين وقتلهم، سواء في إسرائيل أو فلسطين”.

“تروج روايات كاذبة بشأن هجوم حماس على إسرائيل” هذا ما أعرب عنه 22 نائباً ديموقراطياً انضموا الى المجلس للتصويت ضد طليب.

وليكتمل مشهد “الافتراء” اتهمها المجلس بالدعوة إلى تدمير دولة إسرائيل انطلاقاً من تأكيدها على قيام الدولة الفلسطينية “من النهر إلى البحر”، وهي المقولة التي يعتبر الكثير من اليهود أنها معادية للسامية وتدعو إلى القضاء على إسرائيل وإنكار حقهم في الوجود، ورفض حل الدولتين، كما تعرض حياة اليهود للخطر. لذا توعدت “أيباك”، أكبر منظمات اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة، بأنها مستعدة على نحو خاص لدعم حملات المرشحين المنافسين لطليب، وغيرها من النواب التقدميين.

طليب: “من النهر الى البحر… فلسطين ستحرر”

لم يقتصر هجوم طليب على ترامب وحسب، بل تخطته حتى أثارت غضب العديد من زملائها الديموقراطيين يوم الجمعة الماضي عندما نشرت مقطعاً اتهمت فيه الرئيس الأميركي جو بايدن بدعم ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني”. كما عبرت عن استغرابها لرفضه عدم الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وإنقاذ المدنيين من سكان قطاع غزة، مهددة بعدم انتخابه عام 2024. وقالت: “سيدي الرئيس، الشعب الأميركي ليس معك في هذا الأمر، سنتذكر ذلك في العام 2024”. فشعار “من النهر إلى البحر… فلسطين ستتحرر”، هو الشعار الذي يتكرر في كل المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين حول العالم، وتشير طليب الى أن الشعار ما هو الا دعوة طموحة الى الحرية وحقوق الانسان والتعايش السلمي، وليس الموت أو الدمار أو الكراهية. فهل سيكون لكلامها صدى لدى الآخرين أم أنها ستذهب ضحية الصوت العالي والمحق؟

شارك المقال