الوحدة الوطنية الفلسطينية وصيته الأخيرة… ١٩عاماً على رحيل “أبو عمار”

راما الجراح

١١ تشرين الثاني هي الذكرى السنوية الـ١٩ لرحيل القائد السياسي والرئيس الفلسطينىي ياسر عرفات “أبو عمار”، الذي رحل عام ٢٠٠٤ عقب حصار إسرائيلى لمقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله. ويُعتبر واحداً من أهم الرموز في النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال، ومن الشخصيات العربية المحورية في الصراع العربي – الاسرائيلي.

عرفات كان قومياً عربياً، وعضواً مؤسساً في حركة “فتح”، التي قادها من عام ١٩٥٩ حتى عام ٢٠٠٤، ورئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية من ١٩٦٩ إلى ٢٠٠٤، ورئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية من ١٩٩٤ إلى ٢٠٠٤ .

عرفات من مرحلة المقاومة والتسويات إلى الاستشهاد:

  • ١٩٥٢ تم انتخابه رئيساً لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة.
  • ١٩٥٩ (تشرين الأول) أسس حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”.
  • ١٩٦٧ أقام معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة في منطقة غور الأردن بموافقة أردنية، بعدما واجه صعوبات في استمرار العمل المسلح داخل الأراضي المحتلة واحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة.
  • ١٩٦٨ انتصار المقاومة في معركة “الكرامة” بعدما تصدت قوات عرفات المدعومة بمدفعية أردنية للقوات الاسرائيلية وأجبرتها على الانسحاب.
  • ١٩٦٩ انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
  • ١٩٧٠ غادرت المقاومة الفلسطينية الأردن بعد تصاعد المواجهات بين التنظيمات الفلسطينية والسلطات الأردنية.
  • ١٩٧١ توجه إلى لبنان وأسس مقر قيادة في بيروت الغربية، و”قواعد مقاومة” في الجنوب اللبناني بدأت بشن عمليات مسلحة ضد إسرائيل، ولكن سرعان ما اندلعت الحرب الأهلية ووجدت المنظمة نفسها متورطة فيها.
  • ١٩٨٢ أُجبرت القيادة الفلسطينية بزعامة عرفات على التفاوض للخروج نهائياً من لبنان بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان، حيث أبرم اتفاق تخرج بموجبه “المقاومة” الفلسطينية تحت الحماية الدولية من لبنان، مع ضمان أمن العائلات الفلسطينية.
  • غادر عرفات بيروت متوجهاً إلى تونس، وتم إعلان الاستقلال الفلسطيني سنة ١٩٨٨ من المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة التونسية.
  • ١٩٩٣ إعلان إتفاقية أوسلو بحيث اعترف عرفات رسمياً بإسرائيل، في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين، وفي المقابل، اعترفت إسرائيل، بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وتمت إقامة السلطة الفلسطينية الحالية.
  • ١٩٩٤، عاد عرفات مع أفراد القيادة الفلسطينية، إلى الأراضي التي أعلنت عليها السلطة، ولم يلبث أن انتخب رسمياً كرئيس للسلطة الفلسطينية.
  • ٢٠٠٠ اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، بعدما رفض عرفات التوقيع على اتفاقية الحل لانهاء النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي الذي طرحه رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الحين، إيهود باراك بإشراف الرئيس الأميركي بيل كلينتون، واعتبره منقوصاً.
  • ٢٠٠٢ منعت اسرائيل عرفات من مغادرة رام الله، وحاصرته قواتها داخل مقره في المقاطعة مع ٤٨٠ من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية.
  • ٢٠٠٤ تدهورت حالة عرفات الصحية لتقوم على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن، ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى “بيرسي” في فرنسا، وتم الاعلان الرسمي عن وفاته في ١١ تشرين الثاني.

قالوا في ذكرى استشهاده

في ذكرى استشهاد “أبو عمار”، أكد أحد مسؤولي “فتح” محمود السعيد عبر “لبنان الكبير” أن “الشهيد ياسر عرفات رمز للشعب الفلسطيني بكل أطيافه، كرّس الهوية الوطنية الفلسطينية، ونعتبر بإستشهاده خسرت القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني قائداً وأباً، ومعلماً كرّس حياته كلها من أجل تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

أضاف: “كان يؤمن بالوحدة الوطنية الفلسطينة، وهذه كانت إحدى وصاياه، وهذا ما سار عليه الرئيس محمود عباس، وبذل جهوداً مضنية من أجل استعادة الوحدة الوطنية وتوجه إلى الأشقاء والاصدقاء لإنجاز الوحدة الوطنية، وإنهاء حالة الانقسام الموجودة، وحافظ على الرغم من الأثمان الباهظة التي دفعت على التمسك بالقرار الفلسطيني المستقل، ونحن في حركة فتح في قلب المعركة الحالية، وعدونا لا يفرق بين فلسطيني وآخر فهو بمجازره واستهدافه في غزة أو الضفة لا يستثني أحداً”.

وشدد على أن “حركة فتح لم تغير نهجها وتعاطيها مع العدو الصهيوني، كعدو إنما تدير المعركة معه حسب الظروف الموضوعية الداخلية والاقليمية والدولية، وبالوسائل والأساليب المختلفة والمناسبة فأبناء حركة فتح في الضفة وفي غزة يواجهون المحتل بكل إمكاناتهم. لم نسقط أي وسيلة من وسائل النضال من أيام الشهيد ابو عمار وإلى يومنا هذا، وستستمر المسيرة حتى تحقيق أهداف شعبنا في إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم حسب القرارات الدولية وعلى رأسها القرار ١٩٤”.

أما نائب مسؤول قيادة الخارج في “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” مروان عبد العال فاعتبر أن “أبو عمار رمز للتغريبة الفلسطينية بألوانها وعذاباتها المتواصلة، حتى شكل الابادة الجماعية التي يمارسها النازيون الجدد في غزة، كما القتل المتسلسل في الضفة والقدس وكل فلسطين، نستدعي روحه الهجومية اليوم التي لم تتخلف أو تتراجع في معركة مفصلية، هكذا كان في الانتفاضات الفلسطينية وهو يشد على أيدي الشباب. حتماً لو كان بيننا اليوم لبصق في وجه العالم الذي غفا ضميره عن الجريمة وأن صواريخهم التي ترتكب المجزرة، تحرق البشر والحجر، الأخضر واليابس! سيذكرهم بما حذرهم منه على منبر الامم المتحدة حين قال: لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي”.

ورأى أن “ذكرى أبو عمار هي تذكير بالأمانة الثقيلة، أن لا نحيد عن الثورة إن لم تتحقق الدولة، ولا نبتعد عن المقاومة كحق مشروع لاقتلاع هذا الاحتلال العنصري الاستيطاني، وكما رأى يوماً قوافل الشهداء، يراها مجدداً تروي تراب غزة، ويشتم رائحة مؤامرات التهجير والاقتلاع، سيخاطب الجماهير الغاضبة في شوارع فلسطين ومدن العرب والعالم بجملة بسيطة وقصيرة لكن لها دلالات كبيرة وتحمل معاني وآمالاً كبيرة وروحاً متأججة لتستمر إرادة القتال الأقوى من الابادة بقوله: عالقدس رايحين شهداء بالملايين”.

وقال: “هذا صدى صوت الختيار يتردد في هذا الصخب الذي يحدثه العدوان الغاشم، سيقول للزعماء العرب ان كل الشعب الفلسطيني مثله تماماً، حدد خيار الشهادة والقتال كعامل قوة، لأنه يدرك أن لا قيمة للسلام بلا القوة، وأن يفهم الجميع بعد كل اللهاث نحو التطبيع أن فلسطين هي الرقم الصعب، في معادلات الصراع ومحاولات شطب القضية الفلسطينية، فالتجربة في غزة البطلة تؤكد، أنه عندما يهون الرقم الفلسطيني يهون العرب، وفلسطين بلا عروبة هي قضايا وشعوب، وأن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي وصيته الاخيرة”.

شارك المقال