هل يقف الحزب خلف التحريض على مطار حامات؟

لبنان الكبير

إنتشرت مقاطع صوتية تتحدث عن حركة مريبة في مطار حامات العسكري، تطورت إلى حملة يمكن وصفها بالتحريض على المطار ووصفه بأنه قاعدة عسكرية أميركية شاركت فيها أبواق مقربين من “حزب الله”، إلا أن العميد المتقاعد بسام ياسين نشر مقطعاً صوتياً أوضح فيه ما يجري في المطار، وأن سببه تحويل كل التدريب الجوي لعناصر الجيش اللبناني الى هذا المطار، لافتاً الى أن الطيران الأجنبي زاد قليلاً منذ عملية “طوفان الأقصى”، إلا أنه ليس بالأمر الذي يذكر، وهو طبيعي كون السفارات تنقل مواد لموظفيها وأجهزتها، استعداداً لاحتمالية توسع الحرب إلى لبنان. ونفى العميد ياسين أن يكون المطار قاعدة أميركية كما يتم التسويق، مؤكداً أن غالبية التحليق المروحي المسموع هي للجيش اللبناني. ولكن ألا يعلم “حزب الله” هذا الأمر؟ فلماذا التحريض؟

لطالما شكل مطار حامات العسكري مادة دسمة للحزب للتصويب عليها بين الحين والأخر وفق بروباغندا “أميركا الشيطان الأكبر” وتوجيه الاتهامات الى السفارة الأميركية، ولوحظ اثر عملية “طوفان الأقصى” الدعوات الضخمة من المجموعات غير الرسمية للحزب وحلفائه، الى التظاهر أمام السفارة الأميركية. وكانت الحملات ضد المطار سابقاً تقتصر على كلمة من مسؤول أو نائب في الحزب، وتمر مرور الكرام، إلا أن التحريض الكبير اليوم، يبدو أن جيوش الذباب الالكتروني جندت من أجله.

وأشارت مصادر مطلعة الى أن “حزب الله يعلم تماماً ما يجري في مطار حامات، وأن استعمال أميركا له عمره عقد من الزمن، وليس هناك أي جديد في هذا العمل، ولكن الحزب يريد أن يوجه رسالة الى الأميركيين أنهم في المطار سيكونون في مرمى أهدافه في حال توسعت الحرب وانضمت إليها الأساطيل الأميركية التي وصلت إلى البحر، وهذا الأمر ضمن الرسائل التي يوجهها المحور الذي ينضوي تحته الحزب في المنطقة، أي أن المصالح الأميركية في لبنان ستكون ضمن الأهداف أيضاً”.

أما “حزب الله” فلم ترغب مصادره في التعليق رسمياً على ما يتداول، ويقول أحد المقربين من جو الممانعة لـ “لبنان الكبير”: “ليس من مصلحة الحزب نفي أو تأكيد إذا كان هو من يقف خلف الحملة، اذ يعتبر أنه في حال ظن الأميركيون وقوفه خلفها، سيعتبرونها رسالة لهم، والحزب منذ عملية طوفان الأقصى، يعتمد الغموض في مواجهته لتبعياتها، لذلك لن يعطي لا الاسرائيلي ولا الأميركي أي استراحة في حال الظن أن هناك رسائل من الحزب، حتى لو لم يكن هو من يوجهها”.

ومساء، أصدرت قيادة الجيش بياناً حول ما تتناقله بعض وسائل التواصل الاجتماعي من معلومات عن هبوط طائرات عسكرية أجنبية في أحد المطارات التابعة للجيش اللبناني، وأوضحت أن “جزءاً من حركة الطيران في المطار هو حركة روتينية لنقل المساعدات العسكرية إلى الجيش اللبناني، ويضاف إلى ذلك نقل جميع التدريبات النهارية والليلية الخاصة بالقوات الجوية في الجيش إلى حامات”. ودعت إلى العودة إلى بياناتها الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة المتعلقة بالمؤسسة العسكرية.

إذاً، قد يكون “حزب الله” فعلاً خلف الرسائل، أو ربما يكون مجرد حماس من ناشطين وأبواق تدور في فلكه، إلا أنه لن يوضح هذا الأمر ضمن ما يعتبره حربه النفسية، ولكن هذا الأمر له ارتدادات سلبية، تحديداً أن مطار حامات يقع في منطقة تعتبر معارضة للحزب، وقد بدأ الجدال بين المناصرين على مواقع التواصل الاجتماعي، فهل يجب أن يبقى الحزب ملتزماً الصمت حتى لو عنى ذلك ازدياد الشقاق بينه وبين مكونات لبنانية أخرى؟

شارك المقال