“الميركافا” تستغيث أمام “الياسين”

حسين زياد منصور

بعد كل القصف الهمجي والتدمير، والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الاسرائيلي يومياً في غزة، ومع كل الحشد العسكري على حدود القطاع، ومحاولات اختراقه واحتلاله، من جهتي الشمال والشرق، أي من المناطق التي دمرتها إسرائيل بقصفها، حيث خرق جيشها بعضها بعدة كيلومترات، الا أن مقاتلي المقاومة، كانوا جاهزين لصد هذه القوات، وهذا ما تبين خلال الأيام الماضية، اذ تمكنوا من ردعها من خلال أسلحتهم التي باغتتها.

وبما أن الهجوم أو اختراق غزة يحصل برياً، فهذا يستدعي تدخل الدبابات والمدرعات الاسرائيلية الى جانب العسكر، “كتائب القسام” فاجأت الاسرائيليين بصواريخها المضادة للدبابات والدروع، صواريخ دمرت دبابة “الميركافا”، مثل “الكورنيت”، لكنها كشفت صواريخ أخرى فتكت بـ”الميركافا” وبقية المدرعات الاسرائيلية، وهي “الياسين 105”.

نالت “الياسين 105” شهرة واسعة خلال الفترة الأخيرة، مع بداية عملية “طوفان الأقصى”، بعد أن دمرت عدداً كبيراً من المدرعات الاسرائيلية المصفحة بالكامل منها “بانثر” أو “النمر”، الى جانب دبابة “الميركافا”، التي توصف بـ “فخر الصناعة الاسرائيلية”.

فما هي صواريخ “الياسين”؟ وماهي “الميركافا”؟

“الياسين 105”

تسمى بـ “الياسين” نسبة الى مؤسس حركة “حماس” الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتالته إسرائيل عام 2004.

قذيفة “الياسين 105″، هي من “آر بي جي”، مضادة للدروع وتحمل على الكتف، سلاح روسي صنع لتدمير العربات العسكرية، لكن الفلسطينيين طوّروها، حتى أصبحت قادرة على تدمير “الميركافا” الاسرائيلية. يقدر مداها بين 100 و500 متر، ومداها المؤثر نحو 150 متراً، فيما مداها الفاعل 100 متر، وتصل سرعتها القصوى الى 300 متر في الثانية. يبلغ وزنها الكلي بحدود 4،5 كيلوغرامات.

هذه القذيفة التي يتم اطلاقها بقذائف “آر بي جي” هي من عيار 105 ملم، تتمتع بقدرات تدميرية عالية وتستخدم ضد الآليات المدرعة. وتتألف من رأس حربي مزدوج تدميري، يضم حشوتين تنفجران على مرحلتين، المرحلة الأولى تخرق الدرع الخارجية وتنفجر، والمرحلة الثانية تخرق فولاذ الدبابة وتنفجر بداخلها، وقدرتها على اختراق الحديد الصلب تصل الى 60 سنتيمتراً بعد الدرع الخارجية.

ويعلق خبراء على تطوير “حماس” لقذائف “الياسين”، أنها أظهرت قدرات المقاومة المتطورة على تصنيع الأسلحة وتطويرها محلياً، وأعطت دافعاً للمقاومة في مواجهة الاحتلال، والدليل الدمار الذي ألحقته بآلياته. وهذا الإنجاز يساعد في تقوية معنويات الفلسطينيين بفضل الخسائر التي تصيب صفوف الاحتلال الاسرائيلي، خصوصاً وأنها سلاح يسهل حمله على الكتف، ودقيق الاصابة، وتحديداً للأهداف الثابتة، بحيث تمكن من القضاء على “الميركافا” وغيرها من المدرعات.

“الميركافا” لقمة “سائغة”

يتفاخر العدو بصناعاته العسكرية، وخصوصاً “الميركافا”، لكنها لطالما كانت ضحية نيران المقاومة، وارتكبت بحق آلة الحرب الاسرائيلية المجازر، وكان آخرها خلال العدوان على غزة، والمحاولات لاحتلال القطاع، حيث كانت على موعد مع صواريخ “الياسين 105” وجهاً لوجه.

هذه الآلة التي دخلت الخدمة في العام 1979، نعيش اليوم جيلها الرابع، أي “الميركافا 4″، التي تقاتل اليوم في غزة، وتصفها إسرائيل بدبابة القرن 21، وبعد كل التحسينات والتطويرات عليها، من نظام متقدم من الذكاء الاصطناعي ونظام حماية نشط يعترض الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها وإطلاق النار على الأهداف المتحركة، دروع معيارية جديدة، فضلاً عن تطوير قاع هيكلها لتقديم حماية أفضل من الألغام الأرضية، والكثير من التحسينات “الخارقة”. وعلى الرغم من كل ذلك، سقطت ضحية صواريخ “الياسين 105”.

وتدمير “الميركافا” من الفلسطينيين في “طوفان الأقصى” ليس للمرة الأولى، اذ سبق وكانت الأجيال السابقة لها ضحية ضربات المقاومة وأبطالها، ففي آذار 2020، تم القضاء عليها، والأمر نفسه خلال عام 2008 أثناء العدوان على غزة، وعام 2002.

واشتهر خلال حرب 2006 في لبنان أنها كانت مقبرة “الميركافا”، بعد تدمير “حزب الله” عدد منها في وادي الحجير.

وسبق “الميركافا 4″، “الميركافا 1″،”الميركافا 2″، و”الميركافا 3”. ويحمل اسم “الميركافا” دلالات دينية في الكتاب المقدس، فهي تعني “عربة الرب”.

بعد ما حصل بين “الميركافا” وصواريخ “الياسين 105″، في “طوفان الأقصى”، أشار خبراء الى أن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً، خصوصاً بعد أن تم اختراقها، وهي الدبابة التي تعد الأكثر قوة في التدريع والهيكل عالمياً.

شارك المقال