أهمية قمة الرياض (٢)… التمسك بحل الدولتين وفقاً للشرعية الدولية

زياد سامي عيتاني

قمة الرياض تعد من أهم لقاءات القادة العرب والمسلمين، لا سيما مع التوقيت الخطير للمحاولات الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، والتي لطالما تمسكوا بها كجزء لا يتجزأ من العالم العربي، بحيث أكدت القمة وحدة الموقف العربي والإسلامي لرفض التهجير القسري للفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية. وهذا ما حدا بالقمة الطارئة الى تبني موقف رافض للدعوات الاسرائيلية الى نزوح الفلسطينيين سواء داخلياً من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، أو إلى دول مجاورة، كمصر والأردن.

لذلك، فان الجمع بين القمتين، يوحد الصف العربي والإسلامي حول التمسك بحل عادل للدولتين وفقاً للشرعية الدولية والقانون الدولي، ويأتي استشعاراً من قادة جميع الدول بأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد، يُعبّر عن الارادة العربية الاسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة، تستوجب وحدة الصف العربي والاسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها، خصوصاً بعد الانفراجات التي حصلت بين الدول العربية التي كانت قد قطعت العلاقات بينها، وبين إيران، التي شارك رئيسها في القمة كمؤشر بالغ الدلالة، ما ساهم بصورة ملحوظة في وضع حد الى كبير للاضطرابات والتوترات التي شهدها الإقليم. إذ بين تصفية القضية الفلسطينية، ومساعي إنهاء الفوضى الاقليمية، تبدو الأهمية الكبيرة للقمة التي انعقدت في الرياض، خلال المرحلة الراهنة، في ظل حالة الارتباط الوثيق بينهما، بحيث يبقى تقويض الحق الفلسطيني، مرتبطاً إلى حد كبير بتراجع القضية في الأجندة الاقليمية، وهو ما يعكس أحد الأهداف الرئيسة للقمة العربية الاسلامية، في ظل ارتباط الأهداف.

من هنا، فالقمة العربية الاسلامية سيكون لها دور كبير في تنسيق المواقف والخروج بموقف موحد يظهر التضامن العربي والاسلامي ووحدة الصف، والتأكيد على عدم التنازل عن حل عادل للقضية الفلسطينية، وبالتالي ان عدم حل القضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية يفتح الباب أمام العنف والتصعيد.

إن توجه قمة الرياض الى مجلس الأمن، والمطالبة بإصدار وقف لإطلاق النار في غزة، باعتبار ذلك خطوة ديبلوماسية وفقاً للشرعية الدولية، للتأكيد أن قادة الدول العربية والاسلامية يعتبرون أن عدم حل القضية الفلسطينية وفقاً للشرعية الدولية سيفتح الباب لجولات أخرى من العنف والتصعيد في المنطقة. فالآليات الدولية التي يجب اتخاذها في هذا الشأن لضمان وقف إطلاق النار هي المؤسسات الدولية والأممية، خصوصاً وأن قمة الرياض بحثت في ثلاثة مسارات متكاملة، منها الأمني والانساني والسياسي للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار بصورة كاملة ومستدامة، وليس التوصل الى هدنة إنسانية.

إذاً، ستكون القمة ورقة قوية للدول العربية والاسلامية، لا بل خريطة طريق، تقول للجميع إن السلام لن يتحقق إلا بحل القضية الفلسطينية، وإذا أرادت إسرائيل العيش بسلام وبمستقبل آمن لشعبها فعليها أن توقف الحرب وتنطلق نحو مفاوضات تقوم على مبدأ حل الدولتين.

شارك المقال