أخبار إسرائيل بالمرصاد… الاعلام العربي يكافح ويكشف “فبركاتها”

منى مروان العمري

في خضم الحرب الدموية القائمة في قطاع غزة، تخوض الذات الفلسطينية في المقابل حرباً ضد إسرائيل على فضاءات وساحات متعددة ووسائل الاعلام المختلفة التقليدية والرقمية، والتي تعمل على نقل الصورة المباشرة والحقيقية لتوثيق الجرائم والمجازر ومكافحة التضليل الاعلامي الذي تقوم به إسرائيل بمساندة الغرب. فالاعلام يعد سلاحاً خطيراً من أسلحة الحروب وسيفاً ذا حدّين، ولا سيما ما نراه اليوم في أجواء حرب المعلومات وتقييد حركة الاعلاميين واستهدافهم في قطاع غزة. إلا أن إسرائيل تواجه في المقابل حرباً إعلامية – رقمية من نوع آخر، من خلال جهود وسائل الاعلام العربية الى جانب المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي عبر كشف الحقائق وتنبيه الجمهور العالمي من الأخبار المفبركة التي ينشرها الاحتلال الاسرائيلي لتغطية جرائمه وكسب تأييد الرأي العام الدولي.

الاعلام العربي يفضح الاحتلال

نشرت المدونة الفلسطينية بليستيا العقاد على صفحتها عبر موقع “انستغرام” فيديو تقول فيه “ظهر مؤخراً على منصة إكس مصطلح بالي وود يدعي من خلاله المستخدمون أن الفلسطينيين في غزة يقومون بتزييف الحقائق ويتلاعبون بعدد الضحايا والجرحى محاولين بكل الطرق اظهار للرأي العام أن الفلسطينيين يكذبون”، لذلك قامت العقاد من خلال الفيديو بعرض للمتابعين منصة اسمها “كاشف” والتي تقوم على كشف الحقائق وعرض المعلومات الصحيحة ومكافحة الحملات المضللة التي تقوم بها الجماعات الداعمة لاسرائيل.

وفي مثال آخر، قام موقع “إيكاد” بعرض فيديو يتناول خبراً ادعت فيه اسرائيل وجود نفق لـ “حماس” في مستشفى حمد الطبي، وقام فريق الموقع بالتحقق من هذا الخبر المفبرك وكشف الحقيقة.

وفي مثالٍ إضافي، اتهم الجيش الاسرائيلي حركة “الجهاد الاسلامي” بالوقوف وراء قصف مستشفى المعمداني في غزة، الأمر الذي نفته الحركة واعتبرته أكاذيب يروجها العدو للتنصّل من المسؤولية، وأكد حينها مراسل “الجزيرة” أن “الطائرات الاسرائيلية استهدفت وسط ساحات المستشفى الذي يلجأ إليه مئات من اللاجئين والنازحين”.

ونشر المدوّن الفلسطيني في قطاع غزة صالح الجعفراوي على صفحته عبر “إنستغرام”، مقاطع مصورة توضح الجرائم التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في مستشفى المعمداني، كاشفاً للرأي العام العالمي أن الأحداث “ليست مجزرة بحق الشعب الفلسطيني كما يقولون بل انها إبادة”.

ومن أمثلة التضليل الاعلامي في حرب غزة أيضاً، إشاعة انتشرت في الاعلام الأميركي والغربي عن أن “حماس” ذبحت 40 طفلاً في مستوطنات إسرائيل وقتلت مثلهم من الأمهات، بحيث أشعلت الرأي العام الأميركي لتبرير تحريك أكبر حاملة طائرات أميركية الى الأراضي المحتلة لدعم إسرائيل. ثم تكشفت الأكذوبة وفضح الاعلام الاميركي مراسلون أجانب في غزة، واعتذرت “سي إن إن” وكذلك البيت الأبيض ولكن بعد تأثير سلبي على الرأي العام الدولي، فقد عرضوا مشاهد لأطفال مشوهة من حرب فيتنام وزعموا أنها لأطفال إسرائيل ضحايا “حماس”.

“طوفان الاقصى” تعيد ألق القضية

رأت الصحافية والمتخصصة في المجال الفلسطيني حنان الهاشم لموقع “لبنان الكبير” أن “معركة طوفان الأقصى أعادت الألق الى القضية الفلسطينية بعد أن مرت أجيال خفتت فيها الأصوات المطالبة بنصرة الفلسطينيين وإعادة الحق لأصحابه، فاليوم، انقلبت الصورة وعاد المشهد الفلسطيني يتصدر الشاشات العربية والعالمية وأصبح التحدي أمام المقاومة ليس في الميدان وحسب، بل في إيصال الواقع كما هو إلى المجتمع الغربي الداعم لاسرائيل على حساب دماء الفلسطينيين وتضحياتهم”.

ولفتت الى أن “الحرب على غزة هي الاعلام العربي الذي ينقل الحرب لحظة بلحظة لتصل مشاهد الابادة الجماعية إلى عيون العالم وآذانه، وتكاتفت الجماهير العربية الداعمة لغزة وأهلها في حراك إعلامي على وسائط التواصل الاجتماعي مجتهدة في مناورة الخوارزميات التي تحجب المحتوى الفلسطيني لصالح العدو الصهيوني والغرب الداعم وشركة ميتا خير مثال، وانقسم العالم بين داعم للمقاومة ومساند لها بكل شكل ومنها المقاطعة والجهاد بالكلمة ومشاركة البوستات والفيديوهات التي تنقل مجازر الاحتلال وتشارك الغزاويين الأمل الملتصق بالألم والفقد والتهجير والجوع وصمودهم الملحمي، وبين إعلام غربي يطمس الحقيقة ويزور الواقع ويفشل في عملية الكذب الممنهج”.

نصائح لتقليل الحظر على السوشال ميديا

الصحافي والناشط في القضية الفلسطينية أحمد ياسين أكد لموقع “لبنان الكبير” أن “الاعلام العالمي والغربي تبنى في المرحلة الاولى من عملية طوفان الأقصى، الرواية الاسرائيلية بصورة مباشرة، وهنا جاء دور رواد مواقع التواصل الاجتماعي والناشطين والمؤثرين في تفنيد الرواية الاسرائيلية واظهار الحقائق كما هي وكشف أكاذيب الاحتلال وملاحقة المصادر، فقد نجح الاعلام العربي في قلب الموازين وتوجيه الرأي العام العالمي عبر الحقائق والاثباتات على الرغم من كل ما نواجهه من صعوبات في هذا الأمر، ولكن الهدف هو كسب تأييد الرأي العام للتعاطف مع الفلسطينيين أو على الأقل وجود رأي عام محايد يطرح أسئلة عما يحصل في غزة”.

وقدّم بعض خبراء الشبكات الاجتماعية مجموعة من النصائح لتقليل فرص الحظر الذي قد يتعرض له أي شخص في حال مشاركة الصور والمنشورات وأيّ وسم داعم لغزة أو القضية، عن طريق تجنب الأخطاء التالية:

  • تجنب إضافة أكثر من وسم (هاشتاغ) في المنشور الواحد على أي منصة من منصات التواصل الاجتماعي.
  • كلما زاد عدد الوسوم أو (الهاشتاغات) في المنشور، قل حجم وصولها الى المتابعين.
  • النسخ واللصق بصورة متكررة يعطي إنذاراً لـ “فيسبوك” باعتبار أنها ردود آلية، وأن من قام بكتابة الوسم آلة لا بشر.
  • لا بد من إضافة محتوى إضافي في التعليق أو المنشور، ولا يكفي أن تطلب من الآخرين نسخ التعليق نفسه، فربما يعرضك ذلك للحجب.
شارك المقال