بايدن يعكر صفو المنطقة ويضحي برئاسته؟

حسناء بو حرفوش

هل يخاطر جو بايدن برئاسته من خلال دعمه لاسرائيل؟ الاجابة في مقال بموقع “ذا نايشن”. ووفقاً للتحليل، “حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، السبت نظيره الاسرائيلي يوآف غالانت من حرب إقليمية أوسع تفتح جبهة جديدة في لبنان إلى جانب الهجمات المستمرة في غزة. وفي الأسابيع الأخيرة، انخرطت إسرائيل وحزب الله، في اعتداءات متبادلة. وبينما ركز الأمين العام للحزب، حسن نصر الله على الرغبة في تجنب التصعيد، فإن واقع الضربات وحقيقة تعرض هذا الأخير لضغوط من مؤيديه يجعل حرباً أخرى بين إسرائيل ولبنان أمراً محتملاً وإمكانية حقيقية.

وقبل أن يتحدث إلى أوستن، حذر غالانت من أن “حزب الله يجر لبنان إلى حرب ويرتكب أخطاء سيدفع مواطنو لبنان ثمنها”. وأفاد موقع “أكسيوس” أن “البعض في إدارة بايدن يشعر بالقلق من أن إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله وخلق ذريعة لحرب أوسع في لبنان يمكن أن تجر الولايات المتحدة ودول أخرى إلى المزيد من الصراع، وفقاً لمصادر مطلعة على هذه القضية. الأمر الذي ينفيه المسؤولون الاسرائيليون بصورة قاطعة.

ولا شك في أن محاولات أوستن كبح جماح إسرائيل موضع ترحيب، ولكن الأدلة قليلة على أن بايدن قادر على استخدام النفوذ الأميركي الكبير للحد من سياسات إسرائيل التصعيدية. وسيكون اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً بمثابة كارثة للشرق الأوسط والعالم إذ إن إسرائيل قوة نووية، وإيران على عتبة امتلاك ترسانتها النووية الخاصة. ولا يمكننا استبعاد النهاية المروعة.

موقف بايدن يعكر جو المنطقة

بالتالي، لا يعكر موقف بايدن صفو الشرق الأوسط فحسب، بل صفو السياسة الأميركية أيضاً. وإذا فشل بايدن في العمل كصانع سلام فاعل، فإنه يهدد رئاسته. وبالنظر إلى أن فشل رئاسة بايدن سيعيد دونالد ترامب إلى السلطة، هذا يعني أن مستقبل الديموقراطية الأميركية بذاته بات على المحك. ويبدو أن الناخبين الديموقراطيين يفهمون المخاطر في الشرق الأوسط بصورة أفضل من المسؤولين المنتخبين. ووفقاً لاستطلاع حديث، يؤيد 80% من الديموقراطيين وقف إطلاق النار. أما في الكونغرس، فيحظى وقف إطلاق النار بدعم أكثر بقليل من 20 ممثلاً وسيناتور واحد وحيد هو ديك دوربين. أما اللغة الأكثر غموضاً حول الهدنة الانسانية ووقف الأعمال العدائية فهي الأكثر شيوعاً.

وبمواجهة عناد المسؤولين المنتخبين، يزداد غضب القاعدة الديموقراطية. وذكرت هافينغتون بوست الخميس أن موظفين من أكثر من عشرين مكتباً ديموقراطياً يقولون إنهم يتلقون عدداً غير مسبوق من المكالمات ورسائل البريد الالكتروني التي تطالب الأعضاء بدعم وقف إطلاق النار. ومع ذلك، تشير هافينغتون بوست أيضاً إلى أن المسؤولين المنتخبين استجابوا لهذا الغضب العام من خلال صم آذانهم.

يمثل هذا الازدراء المتغطرس للناخبين سياسة سيئة، وتهديداً حقيقياً للديموقراطية الأميركية. ففي نهاية المطاف، من المرجح أن يظل الناخبون الذين يشعرون بأن ممثليهم يحتقرونهم في منازلهم. وستكون النتيجة النهائية رئاسة ترامب الثانية.

سببان لتغيير سياسة بايدن

بالتالي، هناك سببان يدفعان بايدن الى تغيير مساره في السياسة الخارجية، الأول هو أن سياسته في الشرق الأوسط في حالة من الفوضى. وعلى المستوى الأيديولوجي، وعد بايدن باستعادة النظام الدولي الليبرالي بمبادئه المتمثلة في القواعد والديمزقراطية وحقوق الانسان. وعلى المستوى العملي، وفي تناقض إلى حد ما مع أيديولوجيته، سعى للتوصل إلى اتفاقات أبراهام بهدف المنفعة المتبادلة. ولكن في المحصلة، فشلت كل من النظرية والممارسة الخاصة بالبيدينية. فالشرق الأوسط يشتعل وليس هناك من نظام دولي ليبرالي ولا من اتفاقيات. وما تبقى ليس أكثر ترخيص من الولايات المتحدة لنتنياهو وحكومته الانتقامية.

ولكن ما الحل؟ تقتضي مصلحة أميركا، فرملة الوضع قبل تصاعد الحرب الاسرائيلية وخروجها عن نطاق السيطرة. فإذا تمكن بايدن من إثبات قدرته على تضييق الخناق على الحرب، ستتوافر الفرصة لإعادة توحيد ائتلافه المتهالك. كما أنه سيثبت أن الديموقراطية لا تزال قادرة على النجاح. وهذه مهمة أساسية، لأن الطريقة الوحيدة لمنع عودة ترامب تتلخص في إقناع الناخبين بأن الديموقراطية تستحق الدفاع عنها، وإلا سيسير بايدن على خطى وودرو ويلسون وهاري ترومان وليندون جونسون كديموقراطي آخر دمر رئاسته بفعل السياسة السيئة”.

شارك المقال