هوكشتاين لاسرائيل: الهدوء مع لبنان أهمية قصوى لواشنطن

لبنان الكبير / مانشيت

3 عناوين تحيط بلبنان: الميدان الجنوبي، زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى اسرائيل لمتابعة التطورات على الحدود الاسرائيلية – اللبنانية، وجلسة مجلس الأمن المرتقبة غداً الاربعاء التي ستبحث في القرار 1701.

في الجنوب يوم عنف طويل تخلله قصف متبادل قد يكون الأعنف بعد أن استخدم “حزب الله” صواريخ بركان على ثكنة برانيت ودمر أجزاء واسعة فيها، فيما رد الجيش الاسرائيلي بقصف في عمق القرى الحدودية ولم يكتف بأطرافها، وكأن القصف كان رسائل من الدولة العبرية إلى كل لبنان، بحيث استهدف منزل النائب وعضو هيئة الرئاسة في حركة “أمل” قبلان قبلان، والذي يأتي بعد أكثر من أسبوع على نعي الحركة أحد مقاتليها. كذلك طال القصف حسينيات في عيتا الشعب وكفركلا بالتزامن مع قصف كنيسة مار جرجس في بلدة يارون.

القصف الاسرائيلي أمس دفع العديد إلى التساؤل إن كان بنك الأهداف هو رسائل للبنان، عبر استهداف منزل نائب في برلمانه، أو حتى قد تكون رسالة لحركة “أمل” التي تنتشر عناصرها المقاتلة في الجنوب، وهذا ما أشار إليه الاعلام الاسرائيلي. وقرأت بعض الأوساط السياسية في استهداف الكنيسة أن الأمور في حال تطورت نحو حرب واسعة، لبنان كله سيكون في دائرة الاستهداف وليس “حزب الله” والطائفة الشيعية فقط.

ووصل آموس هوكشتاين كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى إسرائيل أمس لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين حول “منع الحرب بين إسرائيل ولبنان”، في ظل تصاعد سخونة القصف المتبادل بين جيش الاحتلال و”حزب الله” على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وسط ارتفاع منسوب القلق لدى الإدارة الأميركية، من أن إسرائيل تحاول استفزاز الحزب وخلق ذريعة لحرب أوسع في لبنان يمكن أن تجر الولايات المتحدة ودولاً أخرى إلى مزيد من الصراع، الأمر الذي ينفيه المسؤولون الاسرائيليون.

ومن المتوقع أن يلتقي هوكشتاين وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي ومستشار الأمن القومي تساحي هنجبي.

وتأتي الزيارة بعد زيارته إلى بيروت أواخر الشهر الماضي في سياق منع توسع الحرب. ونقل عن مسؤولين أميركيين القول ان هوكشتاين سيؤكد أثناء وجوده في إسرائيل أن استعادة الهدوء على طول الحدود الشمالية لاسرائيل له أهمية قصوى بالنسبة الى الولايات المتحدة ويجب أن تكون أولوية قصوى لكل من إسرائيل ولبنان. ونقلت وسائل الاعلام عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن تل أبيب تريد من واشنطن أن تعمل ديبلوماسياً للضغط على “حزب الله” لسحب قوة “الرضوان” الخاصة به من الحدود مع إسرائيل.

أما جلسة مجلس الأمن غداً، والمخصصة لمناقشة تقرير الأمين العام عن القرار 1701، فلا يبدو أنها في صدد الخروج بنتائج تنفيذية للقرار المهتز منذ بدء الحرب، وفق ما أفادت مصادر ديبلوماسية لـ “لبنان الكبير”. ورأت أن “أي قرار جديد قد يتخذ سيكون مستنسخاً عن الـ 1701، وبالتالي لا حاجة اليه، ومن المستبعد أن يكون هناك تصعيد دولي تجاه لبنان، بل سيفضي الاجتماع إلى عرض للخروق من الطرفين، والتشديد على تنفيذ القرار”.

وكانت الجبهة الجنوبية اشتعلت منذ ساعات الصباح الأولى، واستهل “حزب الله”عملياته باستهداف ثكنة زبدين، ثم استخدم صواريخ “بركان” ليدك ثكنة برانيت موقعاً فيها دماراً كبيراً، وأعلن في بيانات متتالية عن عدة عمليات، وأنه استهدف قوة مشاة في تلة الكرنتينا قرب موقع حدب يارون، وتجمعاً للجنود في موقع الضهيرة، ومجموعة جنود في مثلث الطيحات، وعن هجوم بثلاث مسيرات انتحارية على مراكز تجمع الجنود الاسرائيليين غرب مستوطنة كريات شمونة.

بينما أعلن الجيش الاسرائيلي أنه قصف مواقع في لبنان أطلقت منها قذائف صاروخية باتجاه كريات شمونة، واعترض 3 مُسيّرات في أجواء الجليل الأعلى. وتعرضت أطراف بلدات يارين، الضهيرة وطيرحرفا ورب ثلاثين ومحيبيب والجبين ويارين وحولا ووادي السلوقي وحرش هورة بين ديرميماس وكفركلا لقصف مدفعي، وسجل أيضاً قصف على تلة العزية خراج ديرميماس، وحاصرت نيران القذائف راعياً في الوادي بين حولا ومركبا. وتعرضت المنطقة الواقعة ما بين بلدتي رميش وعيتا الشعب لقصف مدفعي مركز. واستهدفت المدفعية الاسرائيلية منزل النائب قبلان قبلان في ميس الجبل. فيما قصفت مروحيات أطراف بلدة مارون الراس، واستهدف القصف كنيسة مار جرجس في بلدة يارون.

غزاوياً، وفيما أعرب الرئيس بايدن عن اعتقاده أن التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم “حماس” بات قريباً، يستمر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في إطلاق المواقف المنددة بالحرب، وأعلن أن “عدد قتلى الأطفال في غزة يفوق ما ورد في أي من تقارير الأمم المتحدة عن الأطفال والصراعات المسلحة في السنوات السبع الماضية”. وأشار في مؤتمر صحافي في نيويورك، الى أنه قدم على مر السنوات السبع الماضية تقارير أظهرت أن أكبر عدد من الأطفال الذين قُتلوا في عام واحد من طرف واحد كان عام 2017 أو 2018 من حركة “طالبان”، وكان ثاني أعلى رقم يُعزى الى الحكومة السورية حين بلغ عدد الأطفال القتلى نحو 700 طفل.

إلى ذلك، شدد غوتيريش على دعوته إلى الوقف الانساني لإطلاق النار، ووصول المساعدات الانسانية من دون عوائق، والافراج عن الرهائن، والحاجة الى إنهاء انتهاكات القانون الدولي الانساني وضمان حماية المدنيين.

وفيما أعلن الجيش الاسرائيلي أنه يواصل “توسيع عملياته في مناطق جديدة بقطاع غزة”، خصوصاً في منطقة جباليا، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس جيبرييسوس إنه يشعر “بالفزع” من الهجوم على المستشفى الإندونيسي في غزة، والذي أدى إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم مرضى، وذلك نقلاً عن تقارير لم يحددها.

وأضاف على منصة “إكس”: “ينبغي ألا يتعرض العاملون في مجال الصحة والمدنيون لمثل هذا الرعب أبداً، وخصوصاً أثناء وجودهم داخل مستشفى”.

شارك المقال