تصعيد دموي في الجنوب… من دون حرب

حسين زياد منصور

يوم أمس، كان دامياً في الجنوب اللبناني، فمنذ الصباح الباكر بدأت العمليات العسكرية عند الحدود مع فلسطين المحتلة، وكان الرد الاسرائيلي عنيفاً، اذ استهدف عدداً من المدنيين وفريق قناة “الميادين” ما أدى الى استشهاد الزميلين المراسلة فرح عمر والمصور ربيع معماري. واستمرت المناوشات طوال اليوم وسط تحليق مكثف للطيران على علو منخفض، وقصف على عدد من القرى الجنوبية.

طوال الأيام الماضية توسعت رقعة الاشتباكات بين الطرفين مع اشتداد القصف، خصوصاً مع قيام “حزب الله” بمهاجمة عدد من المواقع الاسرائيلية بصورة متواصلة ملحقاً بها إصابات مباشرة ومدمرة، بحسب بيانات الحزب.

هذا التطور الذي يصفه البعض بالخطير أثار مخاوف عديدة من توسع رقعة القتال بين الحزب وإسرائيل، لتصبح معركة أوسع.

وسط كل هذه العمليات العسكرية التي تتوسع في كل يوم متجاوزة “قواعد الاشتباك”، يظهر الموقف الأميركي الرافض لجر لبنان الى حرب مع إسرائيل، اذ وصل آموس هوكشتاين مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لأمن الطاقة الى إسرائيل للقاء عدد من مسؤوليها والعمل على استعادة الهدوء على امتداد الحدود الشمالية، ومنع نشوب حرب بين إسرائيل ولبنان، خصوصاً وأن هناك قلقاً أميركياً متزايداً مما قد تؤدي اليه العمليات العسكرية بين الطرفين والتي قد تجر وفق الأميركيين إلى حرب إقليمية.

وتشير مصادر متابعة للتصعيد الذي يحصل في الجنوب في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “حزب الله” يرد فوراً على أي قصف يطال أو يستهدف البلدات أو الأفراد، ولا يسكت عن أي اعتداء، وهو ملتزم منذ البداية بقواعد الاشتباك التي تعداها العدو الاسرائيلي.

وتقول المصادر: “الاسرائيلي يرتكب التجاوزات، لذلك فهو الذي يبقي على وجود احتمال توسع المعركة أكثر فأكثر، اذ لا يستهدف عناصر حزب الله وحسب، بل طاول قصفه المنازل أولاً، ثم المستشفيات والكنائس، الى جانب استهداف الاعلاميين عدة مرات”.

وتضيف: “حزب الله على جهوزية تامة للمواجهة، وهذا ما سبق وأعلن عنه أمينه العام، والحزب أقوى بكثير من حماس، ووجود قوة الرضوان عند الحدود يكركب الاسرائيليين، فالعمليات التي يقوم بها تثير الذعر في ما بينهم، والدليل رفض الآلاف من المستوطنين القريبين من الحدود العودة الى منازلهم قبل إيجاد حل لانتشار حزب الله عند الحدود”.

وتلفت المصادر الى التغيير الواضح في السلاح الذي يستخدم بين الطرفين، ان كان “حزب الله” الذي يرسل المسيرات ويضرب بصواريخ “البركان”، أو الاسرائيلي الذي يرسل طائرات مقاتلة لضرب الحزب. لكن في الوقت نفسه تستبعد المصادر تطور الأمور أكثر وتدحرجها لتتوسع الى معركة أو حرب أكبر وأشمل.

في المقابل، توضح مصادر أخرى تدور في فلك محور الممانعة في حديث لـ”لبنان الكبير” أن جبهة الجنوب تشهد تطوراً في كل يوم، ومسار العمليات العسكرية يؤكد ذلك، لكنها في النهاية لن تتوسع لتصبح حرباً، لأنها لن تكون في صالح أحد، لا اللبنانيين ولا الاسرائيليين وحلفائهم. وتقول: “لو أننا سنشهد حرباً، لشعرنا بذلك، فكلام السيد نصر الله كان واضحاً، بأن ما يحصل في الوقت الحالي، لن يأخذنا الى حرب، وهذه العمليات هي لإشغال العدو وتخفيف الضغط عن غزة، وان كان العدو يرد ويقصف القرى في الجنوب”.

وتشير المصادر الى”أننا نتابع عن كثب ما يقوم به الأميركيون في منعهم تطور الأمور أكثر عند الحدود، فالحرب ليست من مصلحة الأميركيين حتى، وشهدنا دعواتهم المتكررة الى عدم جر لبنان الى حرب مع إسرائيل”.

شارك المقال