سيناريو المقايضة بين الهدوء والرئاسة “ترهات”… ولودريان يجس نبض “الحزب”

محمد شمس الدين

يبدو أن العلاقة بين الثنائي الشيعي وفرنسا بعد حرب غزة ليست كما قبلها، بحيث كان واضحاً الانزعاج من مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المعادية للفلسطينيين والداعمة لاسرائيل، علماً أن الثنائي قبل الحرب كان لديه مأخذ على فرنسا لتخليها عن تبني ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ولكن بعد الحرب زاد تمسك الثنائي برئيس “لا يطعن بظهر المقاومة” تحديداً بعد التطورات جنوباً، فيما تسوّق المعارضة منذ مدة لسيناريو مفترض لمبادلة الهدوء على الحدود برئاسة الجمهورية، فهل طرح الثنائي هذه المقايضة؟ وكيف هي العلاقة مع فرنسا التي يزور موفدها جان ايف لودريان بيروت؟

تصف مصادر قريبة من الثنائي الشيعي لموقع “لبنان الكبير” السيناريو الذي تتحدث عنه المعارضة بأنه “مضحك إلى حد السخرية”، لافتة إلى أن “الرئيس نبيه بري لا يتعاطى في ملفات وطنية بهذه الخفة والسخافة، ويبدو أن من يكتبه هاوٍ لا يفقه في السياسة شيئاً، أو على الأرجح يقوم أحد أطراف المعارضة بالتسويق له ليبيعه لجمهوره في بازار الشعبوية”. وتشكك في أن يصدق الجمهور المعارض هذه الترهات.

أما بالنسبة الى “حزب الله”، فتؤكد المصادر أن “المقاومة لا تخلط بين الميدان والاستحقاقات، ولن تفكر أصلاً في طرح مبادلة كهذه، بل هي ستتشدد أكثر لوصول رئيس جمهورية يدعم حق المقاومة في الدفاع عن لبنان وتحرير الأراضي المحتلة، تحديداً بعد شبه الحرب التي حصلت في الجنوب، ولا يمكن أن تبادل على المبادئ، وهي إن كانت داعمة لفرنجية، لكنها في مرحلة ما كانت تتقبل مرشحاً آخر ترى أنه قد لا يقدم على الصدام معها، إلا أنه بعد حرب غزة، والمواقف الدولية والمحلية، لن تؤمن لأي رئيس تسووي، بل يجب أن يكون مؤمناً بحق المقاومة بصورة كاملة”.

وعن العلاقة مع فرنسا، تشير المصادر إلى أن “الثنائي لا يزال على مواقفه ومبادئه نفسها، والادارة الفرنسية هي التي غيّرت بعد تعرضها لضغوط دول أخرى، عدا عن الدعم غير المشروط الذي قدمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاسرائيل، الذي أدى الى ضرب أي رصيد ثقة لديه عند الثنائي الشيعي”.

وتعتبر أن المبعوث الفرنسي “لا يحمل أي جديد فعلياً، ولا يزال ماضياً في الطروح نفسها التي سار بها في الزيارة السابقة، أي محاولة الدفع باتجاه اسم ثالث، وقد سمع في عين التينة الكلام نفسه الذي يسمعه أي من الموفدين الدوليين، أن ملف الاستحقاق الرئاسي يحتاج الى حوار، وقد قدم الرئيس بري كل التسهيلات لهذا الحوار كي يطمئن المعارضة، إلا أن النية التعطيلية هي التي تحكم”.

وتتساءل المصادر: “كيف يخاف سياسيون من الحوار؟ أين المنطق في رفض الحوار؟ هل ستكون هناك أسلحة مرفوعة في وجههم تفرض عليهم مرشحاً ما؟”، قائلة: “حجة أن الحوارات السابقة فشلت ليست كافية لرفض الحوار، فليلبوا دعوة الحوار، ويبقوا على مواقفهم وترشيحاتهم، ويحشروا الثنائي الشيعي، علماً أن لا مرشح لديهم اليوم، بعد سقوط ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور”.

وتلفت إلى أن الضيف الفرنسي يحاول التدخل في استحقاقات أخرى غير الملف الرئاسي، على رأسها قيادة الجيش، “وكأن لبنان ينقصه المزيد من التدخلات الخارجية في شؤونه”.

وتوضح المصادر أن “الشق الآخر من زيارة لودريان هو جس نبض حزب الله بالنسبة الى الحدود الجنوبية، والتشديد على الـ 1701، وقد حصل على جواب دسم في عين التينة أن المقاومة لم تكن يوماً معتدية بل هي رد فعل ضد الاعتداء، وكما قال بري لـ (آموس) هوكشيتاين، الضغط يجب أن يكون على المعتدي أي إسرائيل لا لبنان”.

شارك المقال