“حماس” وسياسة النفس الطويل ومصادر المعلومات

حسناء بو حرفوش

بعد نشر مقال صحيفة “نيويورك تايمز” حول معرفة إسرائيل بصورة تفصيلية بخطط الهجوم الجماعي قبل عام من 7 تشرين الأول، بقي الكثير من الأسئلة المعلقة حول أسباب الإخفاق الاسرائيلي في استباق الهجوم ومصادر معلومات “حماس”. رونان برغن الذي شارك في مقال “التايمز” أوضح في مقابلة عبر “سي أن أن” أن “سلسلة طويلة من الأخطاء الاسرائيلية أدت إلى هذا الهجوم. ولعل من أهم أساسات هذه الاخفاقات، الاعتقاد الوحيد وغير الدقيق إلى حد كبير بأن أي كان لن يجرؤ على القيام بهجوم شبيه ضد اسرائيل”.

ووفقاً لبرغن، “يسود مثل هذا الاعتقاد داخل الحكومة الاسرائيلية، حيث قال مسؤولون حكوميون إن التهديدات قوبلت بنوع من التجاهل كما أن هناك تحذيرات أخرى لم تلقَ أي صدى. ويطرح السؤال حول مصدر ذلك الاعتقاد الاسرائيلي غير الدقيق بأن حماس لم تكن تفتقر إلى الرغبة فحسب، بل إلى القدرة على تنفيذ هذا الهجوم أيضاً. لذلك، يمكن القول ان هناك نوعين من الاخفاقات قادا إلى النوع الثالث. الأول كان الاعتقاد الاسرائيلي بإمكان احتواء حماس.

أما الفشل الثاني، فكان يتعلق بالقدرة والامكانات لأن إسرائيل لم تصدق أن حماس تمتلك القدرة على إرسال فرق عبر الحدود، وهذا لا يعني مجرد غارة تستهدف قرية أو قريتين، وهو شيء يجب أخذه في الاعتبار. وما لم يكن ممكناً تصديقه هو أن ما حصل أشبه بغزو إسرائيل. وبالنسبة الى المتخصصين الذين يفهمون الأمور المتعلقة بالعمليات، هذه خطة مفصلة ودقيقة، ولا يمكن للمرء ألا يشعر بالاحباط من مدى معرفة حماس بإسرائيل.

ويترجم ذلك على مستوى جميع الاستعدادات، وأجهزة المراقبة على الحدود، فكلها موجودة، والمدافع الرشاشة الأوتوماتيكية، كلها تدخل ضمن استراتيجية مخططة بدقة. ويشرح مخطط جدار أريحا بالتفصيل لمسلح حماس كيفية تدمير كل التحصينات على الحدود. وكانت إسرائيل تعتقد أن هذا مجرد حلم وطموح، وليس شيئاً يمكن لحماس أن تفعله.

ما هو مصدر المعلومات؟

وتضمن المخطط أيضاً تفاصيل حول موقع مراكز اتصالات القوات العسكرية الإسرائيلية وحجمها وغيرها من المعلومات الحساسة، ما أثار تساؤلات حول كيفية جمع حماس للمعلومات الاستخبارية وما إذا كانت هناك تسريبات داخل المؤسسة الأمنية الاسرائيلية. فهل يمكن جمع تلك المعلومات الحساسة، بأي طريقة أخرى باستثناء التسريب البشري؟

من السيناريوهات المحتملة، دور وسائل التواصل الاجتماعي حيث قد ينشر الكثير من الجنود وجنود الاحتياط أشياء على صفحاتهم”. يقول الصحافي: “أعتقد أن الناس سيندهشون من مقدار الوقت والصبر الذي يتمتع به سكان غزة. ومع ذلك، بالنظر إلى التفاصيل في تلك الخطة، يجدر القول انه لا شك في أن هناك صعوبة في تصديق أنها أخذت من وسائل التواصل الاجتماعي أو من أي قناة من المعلومات الاستخبارية مفتوحة المصدر. وحتى لو تمكنت حماس من تجنيد بعض سكان غزة الذين يعملون في إسرائيل، أو حتى أولئك الذين يقضون لياليهم في إسرائيل، فلن يتمكنوا من الوصول إلى هذه المعلومات”.

فكيف حصلت “حماس” على كل تلك المعلومات؟ يختم الصحافي: “الوقت كفيل بإطلاعنا. يمكننا أن نفترض أن المخابرات الاسرائيلية بدأت بالتحقيقات”.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد نشرت مقالاً حول تجاهل المسؤولين الاسرائيليين لمعلومات حول عملية “طوفان الأقصى” قبل أكثر من عام.

شارك المقال