زيارة الراعي التضامنية الى الجنوب… تثبيت الشعب في أرضه

آية المصري
آية المصري

وسط سيناريو الحرب التي قد تدق الأبواب في أي لحظة، وربطاً بالأوضاع الامنية الصعبة التي يعيشها أهالي الحدود الجنوبية ما جعل الكثيرين منهم يهجرون بيوتهم خوفاً على حياتهم وحياة أسرهم وينزحون الى مناطق آخرى آمنة، أعلن المركز الكاثوليكي للإعلام أن “البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يقوم بزيارة تضامنية إلى الجنوب على رأس وفد من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك يرافقهم الأمين العام للمجلس الأب كلود ندره للتعبير عن تعاطفه مع الجنوبيين والنازحين”.

ويستهل الراعي زيارته التفقدية من مطرانية صور المارونية عند الساعة العاشرة من قبل ظهر اليوم، على أن ينتقل بعدها إلى مطرانية الروم الكاثوليك. ويتخلل الزيارة لقاء مع ممثلي الطوائف الروحية الاسلامية والمسيحية في المنطقة.

وأشارت المعطيات الى أن زيارة الراعي تقررت منذ أسبوعين بهدف التضامن مع الأهالي، وهي بمثابة زيارة انسانية تشمل عدداً من المناطق الجنوبية، خصوصاً وأن موقفه معروف مسبقاً ويذكر به في كل عظة أحد.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر نيابية مطلعة ومعنية بهذه الزيارة أن “هذا دور أساس تقوم به بكركي ممثلةً بالراعي لأن هناك عدداً كبيراً من رعاياه في المنطقة، وكلنا نتذكر عندما حاربوه بخصوص لم الصواني، وعندما قام المجلس الشيعي بزيارة الى بكركي بعدها واستنكر ما حصل ودعاه الى زيارة الجنوب، وبالتالي لها شقان: الأول، الرد على المشايخ الذين تطاولوا على الراعي يومها من جهة، والثاني القيام بزيارة الى الرعية والمواطنين الذي يتعرضون يومياً للقصف من الجانب الاسرائيلي من جهة اخرى”.

وأوضحت المصادر عبر “لبنان الكبير” أن “الزيارة لا علاقة لها بالشق السياسي لكنها مرتبطة بالشق الاجتماعي البحت وبحسب المعطيات سيزور مدينة صور، وتم التدوال في زيارته الى بعض القرى الحدودية التي تطاولها المناوشات من الجانب الاسرائيلي، ولكنها ليست مؤكدة بعد وتتوقف على الوضع الأمني ليوم الخميس، ولا ندري ان كان سيجري بعض الضغط على اسرائيل كي لا تقصف أثناء هذه الزيارة”، معتبرةً أن “كل هذه الزيارة جيدة ومفيدة لأهالي المناطق الحدودية لنشر الاطمئنان لديهم وكي لا يبقوا بكل هذا التشنج والخوف الموجود، وأقل واجب أن تزور الكنسية رعاياها”.

وأشارت أوساط مطلعة الى أن “الموقف السياسي من هذه الزيارة سيكون مكرراً حيال تجنيب لبنان الحرب، لكن أهميتها في رسالتها ألا وهي تثبيت الشعب في أرضه”.

وذكرت الأوساط أن “حزب الله انتقد منذ فترة الراعي عندما كرّس يوماً للم الصواني في الكنائس مخصصة للأيتام المسيحيين الموجودين في المنطقة، مع العلم أن الراعي يعلم أن هذه القرى المسيحية خائفة وناسها تغادر ووضعها المادي مأساوي، ولا أحد يقف الى جانبها. وهذه الزيارة تأتي في بعد له علاقة بتشجيع الناس على البقاء في منازلها وقراها وأنه الى جانبها بعدما قام بخطوة عملية لها علاقة بمساعدتهم مادياً، وهذه اللفتة لها طابع معنوي أنه الى جانبهم”.

في المقابل، رأت مصادر كتلة نيابية سيادية أن “زيارة الراعي مخصصة للرعايا والمناطق التي تعيش مخاوف كبيرة جداً اليوم، والتي هي عُرضة للتهجير ولمخاطر كبيرة كي يكون الى جانب الناس وفي المناطق، وبالتالي هذه ليست سوى زيارة تضامنية مع الأهالي المتضررين والقوى التي تواجه المخاطر”.

وشددت المصادر على أن “زيارة الجنوب هذه وبموقع البطريرك ستكون لها دلالات كبيرة جداً، طابعها أهلي وانساني ورعوي، لكن لا بد من القراءة السياسية، وفي كلمته سيكون هناك جزء مرتبط بالوضع العام السياسي المؤثر على حياة الناس”.

شارك المقال