إسرائيل تواجه حرباً ثلاثية الأبعاد وتدمير “حماس” هدف غير واقعي

حسناء بو حرفوش

تعهدت إسرائيل بعد هجوم السابع من تشرين الأول بتدمير “حماس”، ولكنها مع ذلك، أبعد ما يكون عن تنفيذ هدفها المعلن، وأكثر من ذلك، يبدو أنها تواجه حرباً ثلاثية الأبعاد وفقاً لتحليل مشترك لستيف هندريكس وميغ كيلي. وحسب التحليل، “في الوقت الذي تنشغل فيه إسرائيل بجبهة جنوبية جديدة في حربها في غزة، لا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها العسكري المعلن وهو التدمير الكامل لحركة حماس. وعلى الرغم من تقدير ثلاثة مسؤولين أمنيين إسرائيليين لمقتل ما لا يقل عن 5000 من مقاتلي حماس، هذا يعني أن غالبية جناح الحركة العسكري والذي يقدر بنحو 30 ألفاً ما زال على حاله.

وتحدث مسؤولون إسرائيليون لصحيفة “واشنطن بوست” شريطة عدم الكشف عن هويتهم في سياق مناقشة العمليات العسكرية الجارية، وأشاروا إلى أن العمليات الدائرة بعيدة عن تحقيق أهدافها. وعلى الرغم من أن معظم مدينة غزة قد سوي بالأرض بسبب الغارات الجوية، لم تدخل القوات الاسرائيلية البرية بعد إلى بعض معاقل حماس الرئيسة هناك. وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ريتشارد هيشت قد لفت إلى أن المعركة ستطول. ومن المرجح أن تؤثر الضغوط الدولية الدافعة الى تقليص أعداد القتلى في صفوف المدنيين على وتيرة العمليات، بحيث تحاول إسرائيل الحفاظ على دعم الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن إسرائيل تكثف ضرباتها حالياً، سيصعب الضغط الدولي على الجيش الاسرائيلي تكرار استراتيجيته على المدى الطويل. مع الإشارة إلى أن التكلفة باهظة بالفعل، بحيث فقد نحو 16,000 فلسطيني، من بينهم أكثر من 5,000 طفل حياتهم في القصف وفقاً لأرقام وزارة الصحة في غزة.

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين السلطات الإسرائيلية الى تحديد هدفها النهائي بصورة أكثر وضوحاً وإلا فستستمر الحرب لـ10 أعوام بعد. كما تثبت الفرضية أقوال الرئيس السابق للقسم الفلسطيني في وكالة المخابرات العسكرية الاسرائيلية مايكل ميلشتاين، الذي بيّن أن ثلث مدينة غزة تقريباً لا تزال خارج سيطرة القوات الاسرائيلية، بما فيها المناطق التي هي شديدة التحصين. كما حذر من صعوبة المعارك نظراً الى أن حماس استعدت بالفعل على كل مستوى بنيتها التحتية.

ويعتقد أن لدى حماس مئات الأميال من الأنفاق التي تمتد تحت غزة، وهي من بين أصولها العسكرية الأكثر أهمية، ما يسمح للجماعة بنقل الأسلحة والمقاتلين بعيداً عن الأنظار. وقال هورويتز: “أحد الأهداف هو الوصول إلى مكان وجود الأنفاق”، مشيراً إلى أنه لا يمكن إصلاح شبكة الأنفاق أو استبدالها بسهولة في منتصف الصراع.

ثلث نظام الأنفاق في غزة لا يزال سليماً

وتترك شبكة أنفاق غزة إسرائيل في مواجهة حرب “ثلاثية الأبعاد” بحيث يقدر المسؤولون العسكريون عدد فتحات الأنفاق التي اكتشفت حتى الآن بـ800، مع تدمير 500 منها بالفعل. ورفض هؤلاء التعليق على التقارير التي تفيد بأنه يتم النظر في خطة لاستخدام المضخات لإغراق الأنفاق بمياه البحر.

ورأى هورويتز أن من الصعب قياس مدى التأثير الذي تمكنت إسرائيل من إحداثه على نظام الأنفاق ككل. وقال: “لا نعرف عدد الأعمدة الموجودة لكل نفق”. وفي حين أن بعض الأنفاق قد يكون صغيراً ومخصصاً لهجمات لمرة واحدة، يُعتقد أن البعض الآخر يبلغ عمقه عشرات الأمتار ومتصل بشبكات أكبر. وتقدر شركة هورويتز أن حوالي ثلث نظام الأنفاق في غزة لا يزال سليماً. وعلى الرغم من مرور شهرين على القتال العنيف، لا تزال حماس قادرة على إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

وحتى لو انخفضت وتيرة هجمات حماس يبقى التساؤل حول ما إذا كانت ترسانتها تتناقص أو أنها تسير بخطى ثابتة. وقبل الحرب، قدرت المخابرات الاسرائيلية أن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة تمتلك ترسانة تبلغ حوالي 30 ألف صاروخ. وتقول السلطات الاسرائيلية إن المسلحين أطلقوا أكثر من 11500 صاروخ تجاه إسرائيل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وسيصعب على إسرائيل تدمير قدرات حماس الصاروخية بصورة كاملة، بحيث يتم إنتاج الكثير منها محلياً. وهذا يعني أن الهدف المعلن للجيش الاسرائيلي يتطلب فعلياً تعطيل تدفق المواد المستخدمة محلياً ومصانع تصنيع الصواريخ”.

شارك المقال