السجون الاسرائيلية… محطة عبور للأطفال الفلسطينيين

حسناء بو حرفوش

المعتقلات الاسرائيلية أشبه بمحطات عبور بالنسبة الى الشبان الفلسطينيين، تلك هي خلاصة مقال في موقع “إندبندنت” يسلط الضوء على إعتقال إسرائيل زهاء 750 ألف فلسطيني منذ العام 1967. وحسب المقال، “يفسر هذا العدد درجة التأثر التي طالت الجميع تقريباً في الضفة الغربية عقب إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الأسبوع الماضي.

الأهل عاجزون عن حماية أطفالهم

ويختبر الفلسطينيون وتحديداً الأهل منهم حالة من القلق بسبب علمهم باستهداف إسرائيل للأطفال. يقول أحد الآباء الفلسطينيين، مروان التميمي، ان اللحظة قد تأتي في حياة كل الأهل الفلسطينيين حين يدركون أنهم عاجزون عن حماية أطفالهم. وقد اختبر ذلك بنفسه عندما أطلقت القوات الاسرائيلية رصاصة مطاطية أصابت رأس ابنه الأكبر، وسام، بينما كان يشاهد مداهمة من سطح منزل جدته مع عائلته. وقال مروان ان الجنود الاسرائيليين سرعان ما أتوا لاعتقال ابنه (17 عاماً)، وسحبوه من السرير على الرغم من إصابته بكسر في الجمجمة. واتهم الفتى في وقت لاحق بمجموعة من الجرائم التي أنكرها (إلقاء الحجارة وحيازة أسلحة وزرع عبوة ناسفة والتسبب في أذى جسدي). ثم أرسل الفتى إلى سجن عوفر الاسرائيلي. وعاد السبت الماضي إلى منزله مع 38 فلسطينياً آخرين، بعد ستة أشهر خلف القضبان، قضاها في زنزانة مكتظة، وحرم من الطعام والأدوية الكافية، وتعرض للاستجواب وللضرب مراراً وتكراراً.

وأثرت عودة وسام إلى وطنه الأسبوع الماضي، إلى جانب إطلاق سراح ابنة عمه الناشطة المعروفة، عهد التميمي، الأربعاء، في كل منزل في قرية النبي صالح، حيث يعتبر السجن من طقوس العبور القاتمة بالنسبة الى الأولاد الفلسطينيين. وتشكل هذه القرية شاهداً صارخاً على كيفية قيام السجون الاسرائيلية بسحق الأسر وتقييد الحياة والقضاء على المقاومة الشعبية على مدى عقود من الحرب.

ويدافع الجيش الاسرائيلي عن الاعتقالات واسعة النطاق للفلسطينيين، بما في ذلك القُصّر، باعتبارها ضرورية لمنع هجمات بينما يحذر الناشطون الفلسطينيون ومنظمات حقوق الانسان من أن الاعتقالات الجماعية تهدف الى زرع الخوف في نفوس الشباب وتحطيم المجتمعات التي تواصل تحدي الحكم العسكري الاسرائيلي، الذي دخل الآن عامه السابع والخمسين.

وقالت سلوى دعيبس، المؤسسة المشاركة لاحدى المنظمات الفلسطينية التي تدافع عن الحريات: “يقمع هذا النظام ويخيف غالبية الأطفال ويسحق أرواحهم، لدرجة أنهم حتى عندما يبلغون الأربعين من العمر، يهربون عندما يرون الجنود”.

في كل منزل فلسطيني… قصة

اختبر معظم الأولاد الفلسطينيين على غرار آبائهم وأجدادهم، السجن في مرحلة ما، ويبين الخبراء أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين الذين يقتادون الى السجن هي من المراهقين والشباب الذين ينتشلون في الغالب من الفراش في منتصف الليل لقيامهم بإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة أو الارتباط بالمسلحين في المدن والبلدات القريبة من المستوطنات الاسرائيلية. هذا مع الاشارة إلى أن معظم المجتمع الدولي يعتبر المستوطنات الاسرائيلية غير قانونية وتشكل عقبة أمام السلام.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع، أطلقت إسرائيل سراح 240 قاصراً وامرأة فلسطينية. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، استناداً الى بيانات من مصلحة السجون الاسرائيلية، بأن معظم الأطفال الذين أطلق سراحهم وتتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً كان محتجزاً للتحقيق ولم تتم إدانته بارتكاب جريمة. وقالت المجموعة إنه خلال الأسبوع نفسه، اعتقلت إسرائيل 260 فلسطينياً آخرين. وفي كل عام، تحكم المحكمة العسكرية الاسرائيلية على مئات القاصرين بالسجن، معظمهم بتهمة الرشق بالحجارة، بحجة أن إلقاء الحجارة قد يكون خطيراً وحتى مميتاً”.

شارك المقال