“INKRIPT” أمام القضاء… وتواصل الاخلال بالعقود

حسين زياد منصور

صحيح أن “النافعة” عادت الى العمل، وستعاود استقبال المواطنين خلال الأسبوع المقبل، لإنجاز معاملاتهم العالقة. وبعيداً عن التفاصيل التي تصدر كل أسبوع في بيان لهيئة ادارة السير والآليات والمركبات – مصلحة تسجيل السيارات والآليات، عن أيام العمل، والخدمات التي ستقدم في كل قسم أو فرع، ثم اعلان الموظفين اضرابهم، لعلهم يحصلون جزءاً من حقوقهم المهدورة والمخفية، على الرغم من العمل الذي تقوم به إدارة الهيئة في سبيل تأمين الحقوق لهؤلاء الموظفين، الا أن الموظفين عادوا هذه المرة بعد اعطائهم وعوداً بصرف بدل نقل، وفق معلومات “لبنان الكبير”.

ولو عدنا في الزمن الى الوراء، لوجدنا أن الفساد المنتشر بين بعض موظفي “النافعة” هو سبب الاقفال الذي عاشه هذا المرفق، بعد عملية التطهير التي عرفتها الهيئة، وأودت برؤوس كبيرة الى السجن والادعاء عليها.

لكن لا يمكن نسيان دور الشركة المشغلة “INKRIPT” في تعطيل مصالح الناس، وهو دور كبير، الى جانب كل الشوائب وعلامات الاستفهام التي تطرح حولها.

وعلى الرغم من ادعاء القضاء على الشركة، واحالتها على النيابة العامة، الا أنها لا تزال تقدم الخدمات وتعمل في الهيئة، وهذا ما يثير جدلاً كبيراً، لكن مصادر “لبنان الكبير” تفيد بأن استمرار “INKRIPT” في العمل هو فقط لتسيير الأمور وعدم تعطيل مصالح الناس أكثر فأكثر، أي “جود من الموجود”، الى حين أن يبت القضاء في الأمر.

منذ أشهر، وبعد تسوية بعض الأمور العالقة مع الموظفين والاتفاق على إعادة انتظام العمل تدريجاً في “النافعة”، كانت هيئة السير على موعد مع ابتزاز ستقوده شركة “INKRIPT”، وتعطل مصالح الناس من جديد، وعلى الرغم من انتصار ديوان المحاسبة للهيئة الا أن الشركة بقيت عند موقفها، وتدعي انها تطالب بحقوقها وحقوق موظفيها، مع العلم أنها حصلت على جزء كبير من مستحقاتها منذ بداية عملها، وكانت الهيئة ستعطيها مستحقاتها وفق قرار من مجلس الوزراء، كبقية الشركات التي تتعامل معها الدولة، لكنها رفضت وأخذت تبتز الدولة والناس وكذلك الموظفين لديها، اذ واصلت الاخلال بالتزام عقودها معهم.

ومنذ أسابيع عادت الشركة الى العمل، ووعدت موظفيها بإعطائهم حقوقهم ورواتبهم، وهو ما ذكره حينها وفق معلومات خاصة موقع “لبنان الكبير”، لكنها الى اليوم لم تعطهم باقي مستحقاتهم، وتواصل الاخلال بالعقود.

ةوفق مصادر “لبنان الكبير” فان الموظفين لهم في ذمة الشركة رواتب شهرين، والآن أصبحنا في منتصف كانون الأول، أي ستصبح قيمة الرواتب الموجودة في ذمة الشركة خلال الأيام المقبلة رواتب 3 أشهر.

وتؤكد المصادر أن الشركة لا تزال تخل بالعقود، فالرواتب التي قبضوها، أعطيت لهم على أساس دولار 8 آلاف ليرة. وتعطي مثالاً على ذلك، أن الراتب وفق العقد 800 دولار أميركي، ويصرف على سعر 8 آلاف ليرة، مع العلم أن سعر صرف الدولار 89 ألف ليرة.

ويقول مصدر متابع لملف النافعة وشركة “INKRIPT” لموقع “لبنان الكبير”: “يجب محاسبة الشركة وكل من يظهره التحقيق شريكاً بعد الانتهاء من كل شيء، على الأقل بسبب الابتزاز الذي قامت به مع الدولة واغلاق النظام الالكتروني، ورفضها تسليم الرموز الى الهيئة وادارتها، فضلاً عن الخسائر التي كلفتها خلال أيام الاقفال، والتي تقدر بمليارات الليرات”.

ويضيف: “وصول الشركة الى الهيئة وتقديمها الخدمات فيها أمر مخالف منذ البداية، أي منذ تلزيمها، حتى يومنا هذا. ويجب المضي حتى النهاية في ملف النافعة، فالفساد ليس لدى بعض الموظفين الصغار والكبار وحسب، بل هو في النهج المستمر”.

شارك المقال