غزة: إسرائيل تخوض مخاطرة عالمية

حسناء بو حرفوش

تواجه إسرائيل بعد انتهاء الهدنة القصيرة، عواقب خطيرة نتيجة العدوان الوحشي الذي تشنه على غزة، بحسب مقال في موقع Prospect الالكتروني. ووفقاً للتحليل، “تخاطر إسرائيل بالنبذ على المستوى العالمي وبحرب إقليمية. وعلى الرغم من أن العدوان تسبب بمقتل نحو 17,500 من سكان غزة، تشكل الحرب تهديداً أكبر لاسرائيل نفسها حيث يشهد العالم على قيامها بحملة تطهير عرقي، وهو ما دافع عنه بعض وزراء الحكومة الاسرائيلية علناً.

كما خلصت منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية إلى أن الغارة التي وقعت في 13 أكتوبر/تشرين الأول وأدت إلى مقتل العديد من الصحافيين، بما في ذلك مصور فيديو لرويترز، كانت متعمدة.

صراع إقليمي يلوح في الأفق

أما الخطر المباشر الأكبر فهو أن تتحول الحرب إلى صراع إقليمي، بحيث تصاعدت التوترات على طول الحدود مع لبنان منذ أسابيع، وأخبر مسؤولون أميركيون موقع HuffPost أن إسرائيل تفكر في استخدام المساعدات الأميركية لشن هجمات في لبنان. وقال ديبلوماسي أوروبي: يسعى الجانب الاسرائيلي الى الافادة من التصاعد الحالي في التوترات لتغيير الحقائق على الأرض… ولدفع حزب الله بعيداً عن الحدود الإسرائيلية. وبالتالي، قد تغرق إسرائيل في حرب شوارع داخل غزة وبالتوازي في إطلاق النار مع حزب الله في لبنان وسوريا، وبالتوازي، تلحق أضراراً كبيرة بعلاقاتها مع محيطها.

لكن دعم الحكومة الأميركية لاسرائيل قد ينفد، فإدارة بايدن غاضبة بصورة واضحة ومتزايدة من رفض إسرائيل المطلق حتى التظاهر بالتقليل من الخسائر في صفوف المدنيين. وأفادت مجلة +972 بأن القوات الاسرائيلية تمتلك ملفات مفصلة وبيانات استخباراتية حول مواقع المدنيين، واستهدفت مباشرة المساكن الخاصة وكذلك المباني العامة والبنية التحتية والمباني الشاهقة. أما الشخصيات الوحيدة المستفيدة من هذه الحرب فهي تلك في الحكومة الحالية، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وسواء أصدقت الادعاءات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي أم لا، تبقى الحقيقة الواضحة هي أن غزة تعرضت للقصف العشوائي بشكل أو بآخر. وعلى سبيل المقارنة، لا تمثل الخسائر في الفلوجة حيث استخدمت أسلحة الفوسفور الأبيض سوى حوالي 3 أو 4% مما سجل في غزة حتى الآن. وازدادت التحذيرات والتسريبات من إدارة بايدن للحكومة الاسرائيلية صرامة بصورة مطردة. وحذر وزير الدفاع لويد أوستن مؤخراً من أن الخسائر في صفوف المدنيين تهدد بهزيمة استراتيجية لاسرائيل. كما فرضت الادارة عقوبات علنية على العديد من المستوطنين المتطرفين الذين هاجموا الفلسطينيين في الضفة الغربية، فيما اعتبر على نطاق واسع بمثابة طلقة تحذيرية. كما حذر أحد مسؤولي وزارة الخارجية من الآثار الجانبية على الأمن الأميركي وعواقبها الوخيمة. وأخيراً، هناك خطر أن تقوم إسرائيل بخلق جيل جديد سيكبر في حالة من الغليان وسيسعى الى الانتقام. ويخلق الهجوم الوحشي ضد غزة كراهية مبررة وبمستويات غير مشهودة في غزة، في الضفة الغربية وفي الشتات الفلسطيني وفي العالم العربي وفي كل مكان في العالم.

أما أكثر المستفيدين ففي فلك الحكومة الاسرائيلية وعلى رأسهم رئيس الوزراء الذي يواجه اتهامات جنائية وانهيار شعبيته. وفي اللحظة التي تنتهي فيها الحرب، من المؤكد تقريباً أن مسيرته السياسية قد انتهت أيضاً. وهذا ما يفسر محاولة الحكومة الاسرائيلية إشعال صراع إقليمي بدلاً من تجنبه”.

شارك المقال