لا تجييش لـ”حماس”… في المخيمات الفلسطينية

حسين زياد منصور

في السابع من تشرين الأول الماضي، عاشت المخيمات الفلسطينية حالة من الفرح والبهجة والاحتفالات، خصوصاً مخيم عين الحلوة، تأييداً لعملية “طوفان الأقصى”، بعدها جاءت تأكيدات عدد من الشباب الفلسطيني في المخيمات بأنهم جاهزون للالتحاق بالمقاتلين الفلسطينيين في الداخل، لمقاومة العدو الاسرائيلي، الذي يواصل عدوانه على قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية.

بعد “طوفان الأقصى” بشهرين، كان اعلان “حماس” في لبنان عن تأسيس “طلائع طوفان الأقصى”، ودعوة الشّباب الفلسطينيّ إلى الالتحاق بها، أمراً مستفزاً للكثير من الفرقاء اللبنانيين، الى جانب التخوف من التجييش وإعلان حالة عسكرية في المخيمات الفلسطينية، خصوصاً مخيم عين الحلوة الذي لطالما شهد اشتباكات بين الفصائل الموجودة فيه بين الحين والآخر، والخوف من دخول ميليشيات مسلحة جديدة على الخط. فالمخيم يضم العديد من الفصائل منها ما هو إسلامي ومنها ما هو وطني، والمسلحون الموجودون في المخيم ليسوا تابعين لحركتي “فتح” أو “حماس” فقط.

بعد الاعلان عن “طلائع الطوفان”، أفادت معلومات بأن حركة “حماس”، بدأت فعلاً بتجنيد الشباب الفلسطيني، وتسجيل أسماء الراغبين في الانضمام اليها.

الا أن مصادر فلسطينية نفت في حديث لموقع “لبنان الكبير” وجود ظواهر مسلحة جديدة من “حماس” في مخيم عين الحلوة، وأن وجود الحركة في المخيم سيقتصر على ما هو عليه الآن، ولن يتوسع هذا النفوذ، مؤكدة أن “ليس هناك أي تحضير عسكري فعلي للحركة داخل المخيم حالياً، بل التحركات ستبقى سياسية وثقافية”.

وعن وضع الحركة الحالي في المخيم، أشارت المصادر الى أنها مجرد مجموعة ضمن المجموعات الاسلامية المتبقية، كـ “عصبة الأنصار” مثلاً، ولا نية لديها لأي تحرك أو تجييش عسكري.

وعلق مصدر أمني متابع لأحداث مخيم عين الحلوة على ذلك لـ “لبنان الكبير” بالقول: “ان مجموعة حماس في المخيم لا نية لديها لاظهار أي تحركات أمنية أو عسكرية أو مسلحة في المخيم، ولا لتوسيع نفوذها في المخيمات”.

في المقابل، أشارت مصادر فلسطينية أخرى الى أن “حركة حماس لطالما كان وجودها في لبنان سياسياً، لكنها تمتلك أيضاً جهازاً عسكرياً مهما كان حجمه، ولم تكن تظهره أو تتباهى به كباقي المجموعات والفصائل الفلسطينية المنتشرة في المخيمات، خصوصاً مخيم عين الحلوة”.

ولفتت المصادر الى أن “بعض عناصر الحركة بالطبع شارك في أحداث عين الحلوة الأخيرة، وإن كان الصراع في الواجهة محصوراً بين فريقين، الا أن الجميع كان له دور في المعارك، ولو تم الاعلان عن غير ذلك. لكن الآن الأمر مختلف، دعوة حماس هذه، لا تعني أنهم يحضرون للسيطرة على المخيمات وتحديداً عين الحلوة، بل يعني أنهم موجودون في كل الساحات والميادين، حتى في لبنان، لكنهم لن يقوموا بأي شيء معادٍ للبنانيين، فعناصرهم منضبطة، ولا خرق للسيادة اللبنانية، وأنهم تحت لواء الوحدة الفلسطينية”.

وأوضحت المصادر أن “طلائع الأقصى” ليست عملية تعبئة عسكرية كما اخذت المنحى الأولي وحسب، بل هي خطة أو عملية لمساندة الفلسطينيين في الداخل، إن كان من جمع التبرعات والأنشطة الاجتماعية والاغاثية.

وشددت المصادر التي تعد مقربة من “حماس” على أن الحركة ليست لديها أي نية للقيام بأي عمليات عسكرية في المخيمات أو استغلال الفرص والسيطرة عليها.

شارك المقال