تحليل غربي: حرب غزة والحشد الحوثي

حسناء بو حرفوش

ركز مقال في موقع “معهد أبحاث السياسة الخارجية” (Foreign Policy Research Institute) على الحشد الحوثي في اليمن بالتوازي مع حرب غزة، طارحاً تساؤلات حول الاستثمار السياسي للأحداث الأخيرة في ظل مشاركة الحوثيين في بعض الهجمات التصعيدية بما فيها بالمسيرات والصواريخ في البحر الأحمر.

التحليل الغربي الموقع بقلم نيكولاس برومفيلد ربط بين “هذه الهجمات والضرورات الاستراتيجية التي طال انتظار الحوثيين لها”، على اعتبار أن “هذه الهجمات تحقق عدة أهداف وقد تترك تأثيراً حاسماً مدفوعة بالحسابات السياسية المحلية في اليمن والتعاون الاقليمي مع إيران”. ونقرأ في المقال: “على الرغم من أن إيران وحزب الله أوضحا عدم رغبتهما في صراع إقليمي أوسع، يواصل الحوثيون الاشارة إلى استعدادهم لتصعيد الأمور ومن غير المرجح أن تتوقف هجمات الحوثي لا بل قد تتصاعد في الواقع طالما أن الحملة الاسرائيلية مستمرة ضد غزة. وتتوافق العديد من أفعال الحوثيين الأخيرة مع الأنماط طويلة الأمد في سلوكها وأهدافها التي لا تنحصر بغزة فحسب بل بمزيج من المكاسب السياسية المحلية والتحالفات الدولية والتوجه الأيديولوجي. وقد حقق تدخل الحوثيين في غزة حتى الآن عدداً من الأهداف المهمة لهم”.

على المستوى المحلي، يأتي الدعم لغزة في توقيت مهم للحوثيين بحيث يواجهون واحدة من أكبر أزماتهم السياسية على الاطلاق مع احتجاجات شعبية تطالب بإعادة هيكلة جذرية للدولة. وأعطى الهجوم الاسرائيلي على غزة الحوثيين إمكان توجيه الرأي العام تحت غطاء الحشد المؤيد لفلسطين. أما السياق الثاني حسب التحليل، فهو الهجمات الجوية، بحيث دفع التصعيد الحوثي وإطلاق المسيرات والصواريخ عن بعد أكثر من ألف ميل من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، الدفاعات الجوية الاسرائيلية على التنشيط والولايات المتحدة على نشر قوة بحرية كبيرة في البحر الأحمر، على الرغم من عدم ضرب أي هدف علني داخل إسرائيل. وتوضح الهجمات أكثر من أي تحرك آخر دور الاعتبارات الاقليمية، وتحديداً عضوية الحوثيين في محور المقاومة الذي تقوده إيران. وعلى الرغم من إصرار الحوثيين على أن مسيراتهم محلية الصنع بالكامل، فإن نماذجهم هي من أصل إيراني بشكل لا لبس فيه، بما في ذلك الصاروخ من نوع توفان الذي تم الكشف عنه مؤخراً وكان من المفترض أن يهدف إلى ضرب إسرائيل قبل أسابيع من 7 أكتوبر/تشرين الأول. وفي كل الأحوال، وعلى الرغم من خطابه المستمر الداعم للقضية الفلسطينية، حافظ التحالف الذي تقوده إيران على هدوء كبير في مواجهة الهجوم الاسرائيلي غير المسبوق على غزة. وعلى الرغم من أن حلفاء إيران شنوا هجمات استهدفت المواقع الأميركية في العراق وسوريا، إلا أن إيران نفسها تجنبت بشدة أي عمل عسكري، كما أبدى حزب الله رغبته في تجنب أي تصعيد قد يؤثر في وضع لبنان الهش بالفعل.

وعلى النقيض، يبدو أن الحوثيين متحمسون للدخول في القتال. وترجم ذلك مؤخراً بسلسلة من الهجمات المتصاعدة في البحر الأحمر. ومع إعلان الجماعة في 9 ديسمبر/كانون الأول نيتها استهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، يبدو أن المجموعة تعمل على تصعيد نطاق هجماتها البحرية بوتيرة كبيرة. ومع ذلك، تجدر الاشارة إلى أن هجمات الحوثيين تبقى على ما يبدو في سياق ترهيب السفن من دون التسبب في حادثة دولية. وقد أظهروا طوال فترة الصراع في اليمن، قدرتهم على تحقيق هدف استراتيجي محدد بعناية من هجماتهم الجوية والبحرية. ولكن على الرغم من إصرارهم على ردع إسرائيل وتغذية الشعور المستمر بضرورة التحرك لوقف المجازر في غزة، لماذا لا يفعلون ذلك؟”.

شارك المقال