هيكلية “فتحاوية” جديدة في “عين الحلوة”

حسين زياد منصور

على الرغم من مرور ما يقارب الشهرين على توقف الاشتباكات وليس انتهاءها، في مخيم عين الحلوة بين حركة “فتح” والمجموعات الاسلامية، لا يزال المخيم محور اهتمام القيادات الفلسطينية، وخصوصاً “فتح”، ولم تمنعها الأحداث الجارية في فلسطين، إثر عملية “طوفان الأقصى”، من متابعة ما بدأته في ما يتعلق بعملية اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي. فهذه القضية لا تزال محور الاهتمام في المخيم، على الرغم من كل الصمت والهدوء اللذين يسيطران على أجوائها.

النقطة الأساسية في كل ما حصل أن “فتح”، لم تتمكن من تحقيق مطالبها ومبتغاها، بعد معارك ضارية، نتج عنها دمار وقتلى وجرحى ونزوح أعداد كبيرة من أبناء المخيم، فضلاً عن ظهور الانقسام الكبير بين القيادات “الفتحاوية” أكثر وأكثر، اذ لم تتحد قواتها جميعاً تحت راية واحدة، وجلس عدد من القيادات جانباً، متفرجاً على المعارك، ومحاولاً تحييد النقاط الخاضعة لسيطرته عن الاشتباكات.

وتفيد مصادر خاصة بموقع “لبنان الكبير” أن “هناك عملية إعادة هيكلة، وتشكيلات جديدة في المخيم”.

وانطلاقاً من هذا الكلام، كان لنا اتصال بأحد المسؤولين الأساسيين الميدانيين للاستفسار عن الأوضاع في المخيم، ليأتي رده: “تركت العمل في المخيم، وحتى سكني خارج المخيم”.

وتؤكد المصادر وجود تحقيقات كبيرة ومحاكمات بحق كل من تسبب في المعارك والأحداث الأخيرة التي حصلت في المخيم.

وتشير الى أن منذر حمزة أحد أبرز القيادات الفتحاوية، ورئيس الفرع المالي، وضع “على جنب”، ومن المحتمل تنحيته، بعد التحقيقات التي قد تشير الى تسببه في الاشتباكات ونتائجها غير المرضية، الى جانب حسم 20٪ من معاشات بعض الفتحاويين الشهر الماضي، وهذا الشهر لم يتلقوها بعد، وفق المصادر، التي تلفت الى أن “فتح” تسعى الى استقدام شاب جديد عمره 26 عاماً، من الداخل الفلسطيني الى المخيم كي يمسك به ويضبط الأمن فيه.

وتضيف المصادر: “التشكيلات الجديدة في الغالب هي لتهدئة الوضع، لمعرفة كيف سيتم التعامل مع بقية الفصائل في المخيم، وضبط كل المخالفات والمطلوبين”.

في المقابل، تربط مصادر فلسطينية أخرى كل ما يحصل، ببعضه البعض، من تدبير اغتيال العرموشي، الذي كان رجلاً قوياً، ومقرباً من عدد القيادات في السلطة الفلسطينية ومحسوباً عليها، الى ما يحصل الآن في المخيم من تغيير قيادات.

وتشرح هذه المصادر أن “ما يحصل هو نتاج لتقويم كل الأحداث التي حصلت في الأشهر الماضية، وبعد الفشل في الوصول الى تسوية أو أي نتيجة وهدف بعد المعارك الدموية التي عاشها المخيم، والأسباب التي جرته الى هذه الحالة”، معتبرة أن “الوقت حان للقضاء على الخلافات بين قادة فتح في المخيم، وتوحيدهم جميعاً تحت راية واحدة، لذلك تحصل تغييرات جذرية في المخيم الذي يعد التجمع الأكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان، الى جانب وجود عدد كبير من الفرقاء والتنظيمات فيه”.

وتؤكد أن “الهدف الأساس الى جانب توحيد قيادات الحركة، إعادة المخيمات الى سيطرتها من جديد كاملة، وعدم التساهل مع بقية التنظيمات، خصوصاً المتشددة والتي تأوي مطلوبين ومجرمين”، ملمحة الى وجود “صفقات كبيرة بالتوازي مع ما يحصل”.

شارك المقال