الكذبة التي أغضبت “الحزب”!

عاصم عبد الرحمن

على الرغم من أنه لم يكن يعلم كما أعلن السيد حسن نصر الله وهو ما عاتب عليه المرشد الأعلى للثورة الايرانية السيد على خامنئي رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في الخارج اسماعيل هنية، إلا أن “حزب الله” الذي لم يكن على أهبة الاستعداد عسكرياً ولوجيستياً كما أنَّ قادته لم يكونوا خلف أكياس رمل الحرب لحظة انفجار “طوفان الأقصى” وإن كان ممسكاً بسلاحه طوال الوقت، يشارك من طرفه الجنوبي في العمليات العسكرية التي تخوضها “كتائب القسام” منذ السابع من تشرين الأول الماضي ولكنه حتى اللحظة ما يزال ملتزماً قواعد الاشتباك المعهودة مع العدو الصهيوني الذي يخرج علينا بصورة شبه يومية مهدداً بجعل بيروت غزة أخرى، مُحمّلاً تبعات أي تدخل لـ “حزب الله” على غرار حرب تموز في عدوانه المستمر على الفلسطينيين للحكومة اللبنانية.

خسائر بشرية من مقاتلين وصحافيين يسقطون في ميدان الحرية والدفاع عن الكرامة ومادية من أملاك مختلفة أسقطها العدوان الصهيوني مُنيَ بها الجنوبيون خصوصاً واللبنانيون عموماً، في مقابل إصابات مادية وبشرية يحققها “حزب الله” في صفوف الاسرائيليين شمال فلسطين المحتلة.

في هذا السياق يروي مصدر عسكري ناشط في الميدان الجنوبي شارك في إسعاف نجل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الشهيد عباس (سراج) لـ “لبنان الكبير”: “إنَّ حزب الله قتل مؤخراً مجموعة صهيونية مؤلفة من أحد عشر عسكرياً بين ضابط وجنود استهدفهم شمال فلسطين المحتلة، فما كان من الاسرائيليين إلا أن أعلنوا عن مقتل جنودهم في إحدى المعارك الدائرة في قطاع غزة وأخفوا حقيقة مصرعهم على يد الحزب الذي أثارت هذه الكذبة جنونه وغضبه فحاول تصحيح الخبر وتعميمه بين أوساطه والجنوبيين والفلسطينيين”.

خطوةٌ صهيونية تشير إلى أكثر من دلالة سياسية تدور في الكواليس الاسرائيلية يمكن إيجازها في الآتي:

أولاً: رغبة إسرائيلية في عدم فتح جبهة شمالية مع “حزب الله” في موازاة الخسائر التي يتكبدها الصهاينة في معارك غزة ولعدم إحراج أنفسهم واضطرارهم إلى الرد على الحزب، لهذا فضَّل الاسرائيليون ادّعاء مقتل جنودهم في غزة.

ثانياً: خضوع إسرائيل للضغوط التي مارستها الولايات المتحدة عليها لعدم توسيع ساحة الحرب وشمولها “حزب الله” وتالياً لبنان وهي الرغبة نفسها التي نقلها الفرنسيون إلى الحزب لإبقاء المواجهة تحت سقف قواعد الإشتباك المتفق عليها.

يقول “حزب الله” إنه لن يتوانى عن أداء واجبه الانساني والعسكري في إطار تحالفه الراسخ ضمن محور المقاومة وهو ما أكد عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعتبر “أننا لن ندخل في الحرب مع إسرائيل ولكن الويل لها من غضبنا في حال قررت الهجوم علينا”، فما الذي سيحمله القادم من أيام الحرب الطوفانية؟

شارك المقال