اسرائيل تكثف هجومها على خان يونس ونتنياهو يحدد 3 شروط لوقف الحرب

لبنان الكبير

تعرض قطاع غزة اليوم الثلاثاء لعمليات قصف جديدة مع إعلان إسرائيل تكثيفاً جديداً للقتال ضد حركة “حماس” على الرغم من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والخسائر البشرية المدنية الفادحة في القطاع الفلسطيني المحاصر، بعد أكثر من شهرين ونصف الشهر على اندلاع الحرب.

ورأى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين أن السلم لن يتحقق إلا في حال كانت غزة “منزوعة السلاح” و”خالية من التطرف”. وألحقت الحرب دماراً هائلاً في القطاع وكارثة إنسانية إذ يتهدد الجوع السكان فيما خرجت غالبية المستشفيات عن الخدمة.

وارتفعت أعمدة دخان في سماء خان يونس في جنوب قطاع غزة صباح اليوم بعد عملية قصف، فيما أعلنت إسرائيل أنها باتت تركز هجومها على “حماس” في هذه المدينة التي نزح إليها الكثير من سكان القطاع بعد فرارهم من الشمال.

وأفادت وكالة “فرانس برس” بأن الضربات الاسرائيلية تواصلت خلال الليل خصوصاً على خان يونس ورفح المجاورة عند الحدود مع مصر حيث يقيم عشرات آلاف النازحين في خيم.

ونقلت جثث نحو 30 ضحية سقطوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة إلى مستشفى ناصر في خان يونس على ما أفادت وزارة الصحة في حكومة “حماس”.

وأعلن الجيش الاسرائيلي اليوم أنه ضرب في الساعات الـ 24 الأخيرة 100 هدف لحركة “حماس” بينها “فتحات أنفاق ومنشآت ومواقع عسكرية تستخدم لشن هجمات على الجنود في قطاع غزة” بما يشمل جباليا في شمال قطاع غزة وخان يونس.

وقال نتنياهو الاثنين بعدما زار غزة: “لن نتوقف (..) سنكثف القتال في الأيام المقبلة. ستكون الحرب طويلة”.

وحدّد في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” ثلاثة “شروط مسبقة” لتحقيق السلام. وكتب: “يجب تدمير حماس، ويجب نزع سلاح غزة، ويجب استئصال التطرّف من المجتمع الفلسطيني”.

“شهادات مروعة”

وحصدت عمليات القصف في الأيام الأخيرة أعداداً كبيرة من القتلى، لترتفع الحصيلة إلى 20674 قتيلاً وزهاء 55 ألف جريح غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس”.

وصباح اليوم أعلن الجيش الاسرائيلي مقتل عنصرين في صفوفه لترتفع إلى 158 حصيلة الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم البري في قطاع غزة في 27 تشرين الأول.

وفي القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصاراً مطبقاً منذ 9 تشرين الأول، صار وضع 1,9 مليون نازح – أي 85% من السكان – يائساً وفق وكالات الأمم المتحدة التي تقول إن لا مكان آمن في قطاع غزة.

وقادت منظمة الصحة العالمية السبت بعثة جديدة إلى المستشفيات في مدينة غزة، سلمت خلالها خصوصاً أكثر من 19 ألف لتر من الوقود إلى مجمع الشفاء الطبي الأكبر في القطاع.

ونقلت المنظمة شهادات “مروّعة” عن قصف مخيّم المغازي للاجئين الفلسطينيين في وسط غزة، مشيرة إلى أنّ هذه الروايات جمعتها طواقمها من “مستشفى الأقصى” الذي نُقل إليه ضحايا هذا القصف الاسرائيلي الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غبرييسوس في منشور على منصّة “إكس”: “هذه الضربة الأخيرة تظهر ضرورة وقف إطلاق النار فوراً”.

وأدت الضربة على مخيم المغازي إلى سقوط ما لا يقل عن 70 قتيلاً بحسب وزارة الصحة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه “يتحقق من الحادث”.

ولم يشهد وصول المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة ارتفاعاً ملحوظاً على الرغم من اعتماد مجلس الأمن الدولي قراراً الجمعة يطالب بنقل المساعدات “فوراً وعلى نطاق واسع” إلى القطاع.

وفي اسرائيل، تتواصل الضغوط للافراج عن الرهائن. وأطلقت عائلات رهائن محتجزين في قطاع غزة صيحات استهجان ضد رئيس الوزراء أثناء إلقائه خطاباً في الكنيست الاثنين. وحملوا لافتات وصوراً لأبنائهم مرددين “الآن! الآن!”، ردا على قوله إن الجيش يحتاج إلى “المزيد من الوقت” لاستكمال العملية العسكرية.

ومساء الاثنين، تظاهرت عائلات رهائن أمام وزارة الدفاع في تل أبيب.

وعلى الرغم من مواقف طرفي النزاع المتشددة، لا يزال الوسطاء المصريون والقطريون يحاولون التفاوض على هدنة جديدة، بعد هدنة أولى دامت أسبوعاً في نهاية تشرين الثاني أتاحت الإفراج عن 105 رهائن و240 معتقلاً فلسطينياً بالاضافة إلى إدخال قوافل مساعدات إنسانية أكبر إلى غزة. وتشترط “حماس” وقف القتال قبل بدء مفاوضات جديدة للإفراج عن رهائن جدد.

 ضربات أميركية في العراق

وثمة مخاوف كبيرة من توسع نطاق القتال على الصعيد الاقليمي، مع تبادل شبه يومي للقصف بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية وهجمات المتمردين الحوثيين على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب.

وكثرت الهجمات المنسوبة إلى فصائل موالية لإيران على القوات الأميركية في العراق وسوريا. وأعلنت الولايات المتحدة اليوم أنها شنت ضربات جوية على ثلاثة مواقع تستخدمها فصائل موالية لايران في العراق.

ونددت الحكومة العراقية “بفعل عدائي واضح” أدى إلى مقتل عنصر على الأقلّ من فصيل عراقي في الحشد الشعبي وإصابة 18 شخصاً بينهم مدنيون.

وكانت طهران اتّهمت إسرائيل الاثنين بقتل أحد قادة “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني بضربة على منطقة السيدة زينب قرب دمشق.

وقتل “الجنرال السيد رضي موسوي، أحد المستشارين الأكثر خبرة” في “فيلق القدس”، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري الايراني، في “هجوم صاروخي” إسرائيلي في دمشق، بحسب الاعلام الرسمي الايراني.

ولم يصدر تعليق على الفور من إسرائيل، واكتفى متحدث باسم الجيش الاسرائيلي بالقول “لا نعلّق على تقارير إعلامية أجنبية”.

أما “حزب الله” فاعتبر في بيان “هذا الاغتيال اعتداءً صارخاً ووقحاً وتجاوزاً للحدود”. فيما أكد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أن إسرائيل “ستدفع ثمن هذه الجريمة”.

شارك المقال