جردة حساب لانجازات التغييريين في 2023… عاشقون للفت الأنظار واستجداء الشعبية

آية المصري
آية المصري

هي حالة مفككة غير منسجمة مع بعضها البعض، تطلق على نفسها شعار التغيير علماً أنه لم يمر بالقرب منها ولو خلسةً، نوابها عاشقون للفت الأنظار من خلال حركاتهم الصبيانية التي جعلت كل من انتخبهم “يندم على الساعة” نتيجة وصولهم الى قبة البرلمان. وقبل الانتهاء من العام 2023 لا بد من القيام بجردة حساب لأبرز إنجازات “التغييريين” الذين يرفضون أن يصنّفوا ضمن لائحة واحدة مع المنظومة السياسية، فماذا قدم هؤلاء النواب الى الشعب اللبناني الذي يعيش أزمات متواصلة أولها الفراغ الرئاسي؟

نبدأ بالنائبة سينتيا زراريز التي تهوى الأفلام الهندية الطويلة، فبعد رواية مجلات “البلاي بوي” في مكتبها في مجلس النواب، و”التلطيش” الذي تعرضت له، واقتحامها مصرفاً واعتصامها في داخله برفقة محاميين للحصول على ودائعها عام 2022، استطاعت الحصول على جائزة المفتش كرومبو الذي سرّب معلومات خطيرة عن زملائه، وأولهم زميلتها التغييرية بولا يعقوبيان المعروفة بمهاجمتها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذلك عبر مقطع مصوّر كشفته احدى الصحافيات بأن شرطة مجلس النواب تُموّل وتُرشى عن طريق بعض النواب، تكذب فيه زرازير يعقوبيان وتقول انها لن تجرؤ بعد الكشف عن هذا الخبر على تقديم المساعدات لشرطة المجلس، لتنهال موجة واسعة من السخرية على تصرفات زرازير “الولادية”.

ولم تكتفِ زرازير بذلك، بل أعلنت أنها ستقدم على رفع دعوى أمام النيابة العامة التمييزية ضد عناصر حرس مجلس النواب وعناصر الجيش اللبناني المكلفين أمن المنطقة بجرائم “الايذاء المقصود”، موضحة أن “هذه الدعوى ستستكمل لاحقاً باقتراح قانون لحل ميليشيا مجلس النواب وتسليم مسؤولية حفظ أمن المجلس النيابي للقوى الشرعية اللبنانية”.

اما النائبة يعقوبيان، فالتزمت الصمت الى حد كبير باستثناء نفيها كل ما جرى تداوله في حقها في ما يتعلق بشرطة مجلس النواب، لكنها تبقى العقل المدبر للنواب التغييريين ولطالما حاولت استجداء الشعبية من خلال سجالاتها داخل الجلسات النيابية، ولا سيما مهاجمتها الرئيس بري عبر قولها انها ستلاحقه الى باب الدار “ليوضح لنا تفاصيل الحوار الذي يريده”.

اما جائزة الـ “SHOW OFF” فحصدها النائبان نجاة صليبا عون وملحم خلف عن خطوتهما الفريدة من نوعها والتي مكنتهما من الاستيلاء على قاعة مجلس النواب والاعتصام داخلها بهدف دفع المجلس الى انتخاب رئيس للجمهورية، مع العلم أن عون تخلت عن رفيق دربها في “وقفة النضال” في الاعتصامات في البرد القارس بعد مرور 243 يوماً عليها، ليبقى خلف وحده بين أسوار المجلس، ليبدو كما قال في السنوات الماضية “الحلم الآتي” للشعب اللبناني.

ولا يمكن تناسي النائب مارك ضو الذي تبرّأ منه شيوخ طائفته نتيجة دعمه الشذوذ الجنسي، وأصدروا بحقه بياناً تحذيرياً نتيجة “أدائه المُفسد”، بعد اعلانه أنه أقدم مع عدد من النواب على إقتراح قانون لالغاء المادة 534 من قانون العقوبات التي تجرّم المثلية.

وبعدها جاءت حرب البيانات بين ضو ووزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى الذي اعترض على عرض فيلم “باربي”. وكتب ضو عبر حسابه على منصة “اكس”: “إهانة للثقافة أن لقب وزير يمنح لهذا الشخص، واهانة للقضاء أن يمنح لقب قاضي”. وأضاف: “هذا يظن أنه وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعتقد أننا نعيش في دولة دينية وليس مدنية. هذا وزير يخاف من فيلم باربي، ومن بعض الألوان”.

ورد المرتضى بدوره على ضو، قائلاً في بيان: “وقانا الله شرّ هذا الزمان الذي أصبح لنا فيه نوائب شذوذ كمثل جنابك أفرزها قانون انتخاب شاذ، والعجب أن يتسنّى لمثلك أن يجلس مجلساً شغله كمال جنبلاط”. وتوجه اليه بالقول: “دع غيظك يقتلك يا نائب الغفلة ومشرّع الشذوذ وثمرة القانون الشاذ فلن نبالي بك ولن نردّ على تفاهاتك”.

وبعدما تحمّس النائب الغيّور على مصلحة شعبه الياس جرادة، الذي يعلم كل نقطة في دستور بلاده كونه حريصاً على عدم خلق تجاوزات دستورية، تقدم باقتراح قانون لتنظيم وجود النازحين السوريين رافضاً “أن نكون بلداً للتوطين”. وفنّدت “المبادرة اللبنانية لمناهضة التمييز والعنصرية”، في بيان اقتراح القانون الذي قدمه، واعتبرت أنه ينطوي على مغالطات قانونية غير مقبولة.

كما تفرّد جرادة بالعديد من المواقف خارج تكتل “التغييريين” الذي بدأ متعثراً عندما تشتت في أول جلسة لمجلس النواب بعد الانتهاء من الانتخابات النيابية للعام 2022، وانقسم النواب ليتضاءل عددهم عن 13 نائباً. وآخر خطوات جرادة خارج السرب كانت في الجلسة التشريعية الأخيرة لمجلس النواب عندما رفض الجلوس مع غالبية نواب التغيير على “البلكون” للتعبير عن موقفهم الرافض للتشريع، فتفرّد مجدداً ودخل قاعة المجلس معتقداً أنه “بطل”.

وقبل انتهاء العام 2023 أبصرت النور كتلة “تحالف التغيير” التي تضم 3 نواب هم وضاح الصادق، ميشال دويهي ومارك ضو، ويبدو أن كتل التغييريين باتت أكثر من كتل القوى السياسية التابعة لأحزاب، وسيكون مصيرها مماثلاً لكتلة “الكتائب اللبنانية” المؤلفة من أربعة نواب والتي تبرز “شطارتها” في تسجيل المواقف والتذكير بالمواقف السيادية.

وفي ظل الشغور الرئاسي المستمر منذ أكثر من عام وشهرين، أطل النائب ابراهيم منيمنة في جلسة 14 حزيران موافقاً على انتخاب رئيس للجمهورية، قائلاً: “تجرّعت كأس السم في وجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”. اما تحركاته المكوكية تجاه أهالي بيروت فلا تقدم ولا تؤخر شيئاً في المعادلة الحقيقية.

ويبقى ختامها مسكاً مع النائبة حليمة قعقور التي قررت ممارسة هواية “السباحة” في منطقة الجية، في عز العاصفة التي ضربت لبنان الأسبوع الماضي. وكتبت عبر منصة “اكس”: “عارض صحي صغير بسبب انخفاض حرارة الجسم بعد ساعة ونصف سباحة وأنا هلق بصحة جيدة، ما تشوفوا شر”.

فعلاً “يا هيك نواب تغيير با بلا”.

شارك المقال