التوترات الايرانية – الاسرائيلية تغذي المخاوف من اتساع رقعة الحرب

حسناء بو حرفوش

مع ارتفاع حدة التوتر في الجنوب اللبناني وتبادل مسلحين مدعومين من إيران والقوات الاسرائيلية النار على أكثر من جبهة، ازدادت المخاوف من تحول الحرب في غزة إلى صراع إقليمي أوسع يشمل لبنان وسوريا، وفقاً لمقال في موقع “وول ستريت جورنال”.

وحسب المقال، “قال الجيش الاسرائيلي إنه رد الأربعاء بإطلاق النار بعد أن أطلق مقاتلو حزب الله في لبنان صواريخ على إسرائيل. وأدت غارة جوية إسرائيلية منفصلة في اليوم نفسه إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم مواطنان لبنانيان أستراليان. كما أعلنت حركة عراقية مدعومة من إيران مسؤوليتها عن إسقاط مسيرة تحمل متفجرات في جزء من مرتفعات الجولان. ويأتي تصاعد العنف بعد غارة جوية أسفرت عن مقتل مسؤول كبير في الحرس الثوري الاسلامي الإيراني في سوريا. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي التي شنت الهجوم لكنها لم تعلن مسؤوليتها عنه. وفي صلاة الجنازة التي حضرها الآلاف في طهران الخميس، تعهد القادة الايرانيون بالانتقام لمقتل المسؤول رضي موسوي.

ويثير تصاعد العنف على طول الحدود الشمالية لاسرائيل مخاوف من تحول حربها مع حماس في غزة إلى مواجهة شاملة مع حزب الله اللبناني ومجموعة من الجماعات المسلحة الأخرى المتحالفة مع إيران في جميع أنحاء المنطقة. وتبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بصورة منتظمة منذ هجوم 7 أكتوبر، لكن الضغوط الدولية، بما في ذلك من إدارة بايدن، سمحت حتى الساعة بإبقاء الجبهة الاسرائيلية اللبنانية تحت السيطرة.

وقد تكون المواجهة الشاملة بين إسرائيل وحزب الله مدمرة لكلا الجانبين. ويشكل حزب الله، الذي يمتلك عشرات الآلاف من المقاتلين وترسانة من الصواريخ والأسلحة الأخرى التي تقدمها إيران، خصماً أكثر قدرة بكثير من حركة حماس ذات الأسلحة الخفيفة نسبياً. وخلال الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، قصفت إسرائيل لبنان بشدة، بما في ذلك مطار بيروت وغيره من البنية التحتية المدنية، في حين أمطر حزب الله إسرائيل بوابل من الصواريخ. وشكل احتواء الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله والجماعات الأخرى المدعومة من إيران هدفاً ديبلوماسياً رئيساً لإدارة بايدن والحكومات الغربية الأخرى طوال الحرب الحالية.

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن إدارة بايدن نجحت في إقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بإلغاء ضربة وقائية ضد حزب الله بعد أيام من هجوم 7 أكتوبر. وحذر الزعماء الاسرائيليون هذا الأسبوع من أن صبرهم بدأ ينفد تجاه الجهود الديبلوماسية الغربية بينما عمل المسؤولون الأميركيون وحلفاؤهم على نزع فتيل التوترات في الأسابيع الأخيرة.

وقال بيني غانتس، العضو البارز في مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، الأربعاء “إن توقيت الحل الدبلوماسي بدأ ينفد”، مشيرا إلى أنه “إن لم يتحرك العالم والحكومة اللبنانية لمنع إطلاق النار شمال إسرائيل وإبعاد حزب الله عن الحدود، فإن الجيش الإسرائيلي سيفعل ذلك بنفسه”. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري إن حزب الله سيدفع ثمنا باهظا إذا استمر بممارساته”.

ويتطور الصراع البطيء بين إسرائيل ولبنان بالتوازي مع الهجوم الاسرائيلي على حماس في غزة، حيث قُتل أكثر من 21 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقاً لسلطات القطاع، ويشمل العدد كلاً من المسلحين والمقاتلين. وأدى الصراع إلى نزوح أكثر من 230 ألف شخص من منازلهم في جنوب إسرائيل وشمالها منذ بداية الحرب، حسب مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي. كما أدى إلى نزوح أكثر من 70 ألف شخص من جنوب لبنان.

ومن الجانب الاسرائيلي أخليت كريات شمونة، التي يبلغ عدد سكانها 24 ألف نسمة، وتعد أكبر مدينة في شمال إسرائيل يتم إخلاؤها منذ بداية الحرب، وهي في مرمى نيران حزب الله. وقال أفيخاي شترن، رئيس بلدية كريات شمونة، إن 16 قذيفة هاون أطلقت الأربعاء على المدينة، ما أدى إلى أضرار في المنازل والبنية التحتية العامة.

أضاف شترن أنه لن يدعو السكان للعودة إلى المدينة حتى يتم إبعاد حزب الله عن الحدود وتتمكن الحكومة من ضمان الأمن، خصوصاً مع تصاعد حدة التوتر عقب اغتيال موسوي”.

شارك المقال