لا “دواعش” في “اقليم الاعتدال والتعايش”

حسين زياد منصور

مرت فترة ليست قصيرة، نسيت فيها الناس تنظيم “داعش” وأخباره ووجوده في بعض المناطق اللبنانية. وعلى الرغم من كل الجهود التي تقوم بها القوى الأمنية كافة بصورة دورية في تفكيك خلايا تابعة لـ”داعش” وتوقيفها، الا أن هذه الخلايا لا تزال موجودة، وفي مناطق لا تثير الشبهات.

منذ يومين، وفي داريا، في إقليم الخروب، تمكنت دورية من معلومات الأمن العام – دائرة الأمن القومي، من توقيف 10 اشخاص، في محلة نهر الحمام القريبة من بلدة غريفة، بتهم تأليف جماعة مسلحة.

وفي التفاصيل بحسب مصادر أمنية خاصة بموقع “لبنان الكبير” فقد أوقف 10 اشخاص، 5 منهم لبنانيون (من شمال لبنان)، و3 من الجنسية الفلسطينية، و2 من الجنسية السورية. وأحد الموقوفين، وهو مروان المغربي، فلسطيني الجنسية، يتبع الفكر الارهابي ومقرب من تنظيم “داعش”، وجاء من أحد المخيمات في الشمال، واستأجر في أحد المجمعات في داريا، الى جانب عدد من الشاليهات التي اتخذها مقراً له ولمجموعته.

وتوضح المصادر أنه تم توقيف هؤلاء الـ 10 بجرم تأليف جماعة مسلحة والقيام بتدريبات عسكرية، واعترفوا بعد التحقيق معهم بوجود أسلحة تم طمرها مقابل المجمع. وتمكنت القوى الأمنية من العثور على 8 بنادق “كلاشينكوف”، وأكثر من 1000 طلقة، الى جانب قنبلة يدوية و”جعب” و”عصبة” مكتوب عليها “لا الله الا الله”.

في البداية، وقبل توضح الصورة، اتهمت المجموعة بصلتها وانتمائها الى “الجماعة الاسلامية” (الاخوان المسلمون في لبنان)، لكن تبين أن لا علاقة للجماعة بذلك. وهذا ما نفاه عدد من المصادر المقربة منها، مؤكدين أن لا علاقة لها بذلك، وأنها لا تحضر أو لا تقوم بأفعال كهذه.

مصادر سياسية تعلق على ذلك في حديثها الى “لبنان الكبير” بالقول: “ان هذه المظاهر موجودة في جميع المناطق اللبنانية، لكن انتشارها ونسبتها هي التي تشكل فارقاً، وفي إقليم الخروب، هذه الأفكار وجدت، لكنها لم تدخل في عقول الشباب”. وتستبعد وجود من يحملون هذه الأفكار المتطرفة جداً من بين أبناء المنطقة، “ولو كان كذلك، لوجدنا على الأقل أحدهم متورطاً، وفي منطقتنا من النوادر أن نجد مجموعات كهذه، او حتى بنسبة 99٪، وهذه الحوادث لا تتكرر عندنا”.

وترى أن القيادات السياسية في المنطقة على أنواعها، ومهما اختلفت أو تعارضت هي ضد وجود حالات “شاذة” كهذه، ولا يمكن أن تكون مثل هذه الحادثة، من أشخاص غرباء ارتكبوها معياراً لانتشار “داعش” أو توغله في المنطقة، مشددة على أن “إقليم الخروب، الاقليم العروبي المعتدل، والمتميز بتنوعه الطائفي، ليس بؤرة لأصحاب أفكار وتوجهات كهذه”.

في إقليم الخروب، تنوع طائفي، لكن الغالبية سنية، وتوصف بالمعتدلة، فعلى مدى السنوات الماضية، وخلال الأوقات التي شهدت تطوراً وظهوراً أكبر للحركات الاسلامية، خصوصاً تلك المتشددة نوعاً ما، كان إقليم الخروب الأقل تأثراً بهذه الموجة، على الرغم من بعا الإشكالات التي كانت تحصل، ولا سيما في الفترة التي رافقت دخول “حزب الله” في الحرب السورية، ما أثار نقمة واسعة ضده من السنة في لبنان عموماً، وليس في بعض مناطق إقليم الخروب فقط، بالاضافة الى ظاهرة الشيخ أحمد الأسير في صيدا، ومعركة عبرا التي تلتها.

وخلال تلك الفترة وقع انفجار في بلدة داريا أيضاً، وكان ناجماً عن عبوة ناسفة يعدها بعض الأشخاص من الجنسيتين المصرية والسورية، أدت الى مقتل واصابة عدد منهم، وأحد القتلى من الرؤوس المدبّرة الكبيرة والخطيرة للتنظيمات الأصولية الارهابيّة، وتم العثور حينها في منزلهم على عبوات ناسفة ومواد متفجّرة مخصّصة لتنفيذ اغتيالات الى جانب خرائط طبوغرافية وصور مسح جغرافية للمنطقة.

شارك المقال