أحداث العالم العربي وكوارثه في 2023… أيلول أكثر الأشهر مأساوية

عمر عبدالباقي

انقضت سنة 2023 حاملة معها سلسلة من الأحداث المأساوية التي شهدها العالم العربي وتركت أثرها القوي على مجتمعاته وشعوبه، وتنوعت بين النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية والأزمات الانسانية، ونستطيع أن نقول فعلياً انه كان عاماً مليئاً بالدم والدمع العربي. وهذا أبرز ما مرت به المنطقة العربية في السنة التي انقضت:

زلزال سوريا وتركيا

في شباط 2023، تعرضت مناطق في تركيا وسوريا المتاخمة للحدود بين البلدين لزلزالين هائلين بلغت قوتهما 7.8 درجات على مقياس ريختر. ووصفت الأمم المتحدة هذه الكارثة بأنها واحدة من أكبر المآسي التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، فهذا الزلزال أسفر عن مقتل حوالي 55,000 شخصاً وإصابة أكثر من 100,000 آخرين. وبناءً على تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن الزلزالين تسببا في دمار حوالي 273,000 مبنى في تركيا وأكثر من 9,000 مبنى في سوريا. ونتيجة لهذه الكارثة، نزح أكثر من 3.3 ملايين شخص في تركيا وأصبح أكثر من مليوني شخص بلا مأوى. وفي استجابة لهذا الوضع، أعلنت الحكومة التركية عن خطط لإنشاء 650,000 وحدة سكنية جديدة لتوفير سكن للمتضررين.

حرب السودان

في نيسان، اندلعت اشتباكات عنيفة في السودان بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي يتولى رئاسة البلاد، وقوات الدعم السريع التي تعتبر قوة شبه عسكرية تابعة لمحمد حمدان دغلو المعروف بـ”حميدتي”. سبب الصراع يعود إلى السلطة التي كان من المفترض أن تنتقل إلى الحكم المدني.

تصاعدت حدة العنف بين الجانبين وأسفرت عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص وإصابة أكثر من 33 ألفاً، والحرب لا تزال مستمرة وفقاً لتقارير الأمم المتحدة التي استشهدت بمعلومات من وزارة الصحة السودانية، فنزح في هذه الكارثة أكثر من 5.6 ملايين شخص عن منازلهم، وأكثر من 25 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وأكثر من 4.2 ملايين امرأة وفتاة معرضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.

زلزال المغرب

في أيلول، ضرب زلزال قوي المغرب بقوة تصل إلى 6.8 درجات على مقياس ريختر، وكان مركزه في إقليم الحوز وتأثرت به مناطق أخرى أيضاً. وأسفر عن مقتل حوالي ثلاثة آلاف شخص وإصابة عدد كبير من الأشخاص، وتدمير العديد من المدن والقرى.

وأعلن الديوان الملكي المغربي عن تخصيص مبلغ 120 مليار درهم، أو حوالي 12 مليار دولار، ليتم صرفها خلال السنوات الخمس المقبلة في إطار برنامج لإعادة إعمار المناطق المتضررة. فقد تضررت المناطق التاريخية والأثرية في مدينة مراكش التي تعد جزءاً من قائمة التراث العالمي لـ “اليونسكو” جراء الزلزال، بما في ذلك سور المدينة الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى. ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن حدوث زلزال بهذا الحجم في تلك المنطقة ليس شائعاً، بحيث لم تشهد المنطقة زلازل بالقوة نفسها منذ أعوام عدة.

فيضانات ليبيا

وفي أيلول أيضاً، تعرضت السواحل الشرقية لليبيا لهجوم إعصار دانيال بعد أيام قليلة من الزلزال الذي ضرب المغرب. تسبب هذا الإعصار في فيضانات مدمرة وتقسيم مدينة درنة إلى قسمين، ما أدى إلى غرق أحياء كاملة وفقدان الآلاف من الأرواح. وتعرضت مدن مثل درنة وبنغازي والبيضاء وسوسة والمرج وشحات لأضرار جسيمة، وانهار سدان بُنيا في درنة كانا يهدفان إلى حماية المدينة من الفيضانات، ما أسفر عن تفاقم الأضرار.

ووفقًاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن عدد الضحايا الذين فقدوا حياتهم جراء الاعصار والفيضانات والسيول بلغ ما لا يقل عن 4,333 شخصاً، بالاضافة إلى 8,500 شخص فقد أثرهم، ونزح حوالي 43,000 شخص.

حريق الحمدانية

وكذلك في أيلول شهر المآسي، اندلعت النيران بصورة مروعة في حفل زفاف بمنطقة الحمدانية في العراق، ضمن محافظة نينوى، وكانت هذه الكارثة الهائلة سبباً في وفاة أكثر من 120 شخصاً، ويصعب وصفها إلا أنها مجزرة حقيقية ومفجعة هزت العالم بأسره، وأثارت تساؤلات عديدة حول كيف يمكن لفرح أن يتحول إلى جحيم بهذه الصورة المروعة.

أحداث غزة

منذ السابع من تشرين الأول الماضي وحتى الآن، تستمر المواجهات العنيفة بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة في اطار عملية “طوفان الأقصى”، وتشير التقديرات إلى أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في القطاع تجاوز الـ21000 شخص، والنسبة الكبيرة التي تفوق الـ 70 في المئة من الضحايا هي من الأطفال والنساء. وعلى الرغم من توقف المعارك لمدة أسبوع واحد فقط، تم خلاله تبادل الأسرى والمعتقلين بين الجانبين إلا أن الأوضاع لم تشهد تحسناً.

شارك المقال