“جيران” العاروري إفترضوا إنفجار “قنينة غاز” لأن “المنطقة آمنة”

فاطمة البسام

بات اللبنانيون ليلتهم على التحليلات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان معظمها “يطبّل” للحرب التي ستتبع عملية إغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، باستهداف إسرائيلي طال مكتب الحركة في الضاحية الجنوبية في بيروت، تحديداً في محلّة معوّض. ولكن بعد إنقضاء أقل من 24 ساعة على الاعتداء الذي أصاب المنطقة بالهلع، عادت الحياة إلى طبيعتها!

من جسر المشرفية، حتى مشارف مدخل معوّض، كانت حركة السير كثيفة امس، منهم من أتى “للفرجة” ومنهم قصد المحال التجارية التي فتحت أبوابها كأن شيئاً لم يكن.

سوق معوّض بزحمته المعهودة، وموظفو المحال التجارية يتبادلون الأحاديث عمّا جرى في الأمس، على الجهة المقابلة للشارع، في المبنى المجاور لـ”حلويات الشرق”.

على بُعد أمتار، قبل الوصول إلى النقطة حيث حصلت عملية الاغتيال، ضربت فرق الجيش طوقاً أمنياً منعت بموجبه “دخول المواطنين”، وسط إنتشار كثيف لعناصر “حزب الله” الذين بدوا وكأنهم أعطوا “الضوء الأخضر” للعناصر الأمنية للامساك بزمام الأمور.

المواطنون: “لم نسمع شيئاً”

أوضح الموظف الذي كان يجهز بعض الطلبيات لدى “حلويات الحيدري”، لموقع “لبنان الكبير”، أن الدقائق التي سبقت الاستهداف كانت عادية وهادئة، ما خلا أصوات السيّارات والمارة، موكداً أنه لم يسمع صوتاً “غريباً” يدل على وجود مسيّرة أو طائرة حربية في الأجواء.

أضاف: “عند حوالي الساعة الخامسة والنصف سمعنا صوت إنفجار، للوهلة الأولى ظننا أنها إسطوانة غاز”. وأشار إلى أن فكرة “سقوط صواريخ” لم تكن واردة، لأن المنطقة تعتبر “آمنة”، لافتاً الى أنه بعد مرور حوالي الساعة على الدوي الذي سمعوه، تمكنوا من معرفة ما جرى، عندها أقفلوا المحل بسبب الفوضى التي عمّت المكان، حفاظاً على رزقهم.

أما اللافت فهو عدم تحطّم زجاج المحال التي تقع في أسفل المبنى المستهدف، فيما عصف التفجير فجّر الأبواب والشبابيك في الأبنية الموازية، كما طالت السيارات حصة من حطام الشقة التي تم استهدافها بعدّة صواريخ إلى جانب السيارة التي تخص العاروري.

وعن وجود مكتب لحركة “حماس” في المنطقة، أكّد أصحاب المحال المجاورة، أنهم لم يكونوا على علم بذلك، خصوصاً وأن المبنى المكوّن من ثلاث طوابق، مأهول من مدنيين بشكل لا يثير الريبة.

لكن السؤال يبقى، هل أصبحت مكاتب “حماس” تشكل خطراً على المواطنين في لبنان؟

بحسب مصدر أمني في “حزب الله” لموقع “لبنان الكبير”، فان اسرائيل تمتلك منظومة تكنولوجية متطوّرة تمكنها من القيام بإستهدافات بهذا الشكل، وفي المقابل لدى “الحزب” إمكانات أخرى متطوّرة تمكّنه من إختراق العدو بالطرق المناسبة.

واعتبر المصدر أن “حجم الخسارة كبير جداً، فالعاروري شخصية على صعيد المحور ككل وليس خسارة لحماس فقط”.

ولطالما كان صالح العاروري على رأس المطلوبين لاسرائيل، إذ يوصف بـ”مهندس” عملية “طوفان الأقصى” والهجمات في الضفة الغربية المحتلة ضد الجنود الاسرائيليين والمستوطنين، وإطلاق الصواريخ من غزة ولبنان، كما أن الاعلام الاسرائيلي وصفه بـ “كابوس إسرائيل” وعرّاب العلاقات مع إيران و”حزب الله”، وهو مدرج على قائمة الارهابيين الدوليين الأميركية.

يذكر أن القوات الإسرائيلية هدمت منزل العاروري الواقع في بلدته العارورة بالضفة الغربية نهاية تشرين الأول الماضي، كما اعتقلت عشرين شخصاً بينهم شقيقه وأبناؤه.

شارك المقال