2024: عام الخوف والاختبارات للغرب

حسناء بو حرفوش

كيف سيكون العام 2024 بالنسبة الى الغرب؟ بحسب قراءة للمحلل البريطاني ماثيو دانكونا، سيضع هذا العام الدول الكبرى بالاضافة إلى حلفائها أمام أكبر الاختبارات لدرجة تستحق معها تسميته بـ”عام الخوف”.

ووفقاً للمقال، “في عصر الاضطرابات والتحول والتقلب، يمكننا التيقن من أن عام 2024 سيكون حافلاً بالعواقب وبالاضطرابات الكبيرة وسيحمل اختبارات كبيرة للغرب في ما يتعلق بقضايا كثيرة مثل غزة والحرب الاسرائيلية وأوكرانيا وروسيا وصولاً إلى دونالد ترامب والانتخابات الأميركية وتلك البريطانية.

ومع توجه أكثر من نصف سكان العالم (أربعة مليارات ناخب) إلى صناديق الاقتراع، ستتعمق الأزمات الجيوسياسية وتنتشر. وسيتم اختبار النظام الدولي القائم على القواعد وعلى سيادة القانون إلى أقصى الحدود. وفيما يلي بعض السيناريوهات المحتملة:

  • قد ينتهي حكم المحافظين الذي دام 14 عاماً في بريطانيا قبل نهاية العام، مع احتمال تحقيق السير كير ستارمر نجاحاً كبيراً.
  • من المرتقب أن تجري في حزيران الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأولى منذ خروج المملكة المتحدة رسمياً من الاتحاد الأوروبي. وستهيمن عليها قضية الهجرة، كما لم يحدث من قبل، من خلال وجود الجماعات اليمينية والمحافظين والاصلاحيين الأوروبيين ومحاولتهم تعزيز نفوذهم في ستراسبورغ.
  • ستختبر قدرة الغرب على التحمل بسبب الصراع الدائر في أوكرانيا. لقد تغير الكثير منذ غزو فلاديمير بوتين وتوحد الرأي في العالم أكثر من أي وقت مضى منذ 11 أيلول. ولكن بدأت هذه الوحدة تتآكل بصورة واضحة، وخصوصاً في الولايات المتحدة حيث يحظر الكونغرس حزمة من المساعدات العسكرية بقيمة 61 مليار دولار.
  • في الشرق الأوسط، لا شك في أن نسب الضحايا في صفوف المدنيين في غزة هي المحور الحتمي للحرب بين إسرائيل وحماس. ويواجه بنيامين نتنياهو ضغوطاً دولية لتخفيف حدة الهجمات الاسرائيلية، كما لا يحظى بشعبية كبيرة في الداخل، وقد تتم إطاحته كرئيس للوزراء قبل نهاية العام 2024. ولكن لا ينبغي الخلط بين عدم الشعبية والاصرار الاسرائيلي، ومن الواضح أيضاً أن الصراع الحالي ليس سوى الجبهة الأولى في مواجهة أوسع مع إيران ووكلائها في المنطقة.
  • ليس هناك شك في أن العام 2024 سيكون واحداً من أكثر الأعوام أهمية في تاريخ الولايات المتحدة، مع سيناريو استبعاد دونالد ترامب المحتمل من السباق الرئاسي، والتهم الـ 91 الموجهة ضده، والتحقيق في عزل جو بايدن، ثم الانتخابات نفسها المرتقبة في الخامس من تشرين الثاني. وإذا استمر ترشيح ترامب وفاز (كما تشير العديد من استطلاعات الرأي) فإن مستقبل الديموقراطية الأميركية سيصبح على المحك. أما إذا خسر فهل سيزعم وأنصاره مجدداً أن النتيجة مزورة؟ تبدأ المنافسة رسمياً بعد أسبوعين، مع المؤتمرات الحزبية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا.

وقبل ذلك، هناك الانتخابات الرئاسية في تايوان في الثالث عشر من كانون الثاني، حيث تتدخل بكين بقوة لتنصيب مرشح أكثر قبولاً من زعيمة المعارضة تساي إينغ وين التي قضت الحد الأقصى لفترتين. وفي ظل خلفية جيوسياسية غير مستقرة على نحو متزايد، يتحدث التايوانيون عن قلقهم من أن يصبحوا “أوكرانيا التالية”.

هل يعني ذلك أن العام 2024 سيكون مروعاً؟ ليس بالضرورة. ولكن من المؤكد أنه عام يحمل الكثير من المخاطر!”.

شارك المقال