الجنوبيون… بين التصعيد والتهجير

فاطمة البسام

عاش الجنوبيون حالة من الذعر، أول من أمس، بعد أن نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة من الغارات الوهمية على علو منخفض جداً، في أقضية صور، بنت جبيل، مرجعيون والنبطية، وألقى بالونات حرارية في وضح النهار، الأمر الذي تسبب بحالة هلع لدى المواطنين، كونها المرّة الأولى التي يحلّق فيها العدو بهذا الانخفاض.

ولأن التصعيد العسكري مرتبط بالنزوح، سجلت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة”، ارتفاعاً في عدد النازحين من القرى الحدودية، وصل الى حد الـ76 ألف شخص، وهو رقم لا يمكن التهاون به!

وأوردت المنظمة، في تقرير جديد، أن التصعيد عبر الحدود بين لبنان واسرائيل أدى إلى نزوح 76018 شخصاً ضمن الجنوب حيث المنطقة الحدودية. وذكرت أن اثنين في المئة فقط من النازحين يقيمون في 14 مركز إيواء جماعي موزعة في جنوب البلاد، ولا سيما في مدينة صور وحاصبيا.

لمحة على مراكز الإيواء

وصل اجمالي عدد النازحين في قضاء صور إلى 21400 نازح موزعين على قرى القضاء الآمنة والبعيدة عن مسرح العمليات العسكرية، وهناك 800 نازح، موزعين على خمسة مراكز للإيواء معتمدة لدى وحدة ادارة الكوارث، بحسب المنسق الاعلامي في وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور، بلال قشمر، الذي أشار لموقع “لبنان الكبير”، إلى أن “حالات النزوح ارتفعت بفعل الاعتداءات الاسرائيلية مؤخراً على مدينة بنت جبيل، التي كانت قبل أسبوعين لا تزال منطقة آمنة، ولم ينزح أهلها مثل سكان بلدة مارون الراس، يارون وعيترون، ما شكل عبئاً اضافياً على وحدة ادارة الكوارث التي تعاني من الشح في التقديمات من الجمعيات والمنظمات الدولية، التي ساهمت ضمن امكاناتها في تأمين المستلزمات الخاصة بالنازحين الذين يرتفع عددهم يومياً”.

وأكد قشمر أن “النقص في التمويل، يحد من قدرة ادارة الكوارث على الاستجابة لحاجات النازحين، لا سيما ما يخص تأمين مستلزمات التدفئة لمواجهة فصل الشتاء، أمّا في ما يخص الطبابة والاستشفاء، فلم نلمس أي تحرك جدّي من وزارة الصحة من أجل تأمين أدوية للمرضى أو كميات كافية من حليب الأطفال”.

هل من تصعيد؟

وفي السياق، صعّدت اسرائيل بعيد مساء أول من أمس من اعتداءاتها على القرى الجنوبية في القطاعين الغربي والأوسط. وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام”، أن “الطيران الاستطلاعي المعادي كان يحلق طيلة الليل الفائت (أول من أمس) وحتى صباح اليوم (امس)، فوق قرى القطاعين وصولاً حتى مشارف مدينة صور، كما استمر العدو في إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق”.

وأشارت الوكالة إلى أن “الجمعيات الاسعافية والدفاع المدني أصدروا بيانات متتالية وجالت سيارات على القرى والأحياء السكانية تحذر الأهالي والمدنيين عبر مكبرات الصوت من الاقتراب السريع من أماكن القصف المعادي تخوفاً من تكرار الغارات في المكان نفسه وترك العمل الإنقاذي لأصحاب الاختصاص من الدفاع المدني”.

وأعلنت اسرائيل أنها تستخدم نوعاً لم تستخدمه من قبل من القذائف الفوسفورية الدخانية، والقذيفة الواحدة تعادل 5 قذائف كانت تُستخدم خلال الفترة السابقة، وأدى سقوط عدد منها في عدّة بلدات إلى اغراق أحياء كاملة في الدخان الأبيض.

أمّا التدحرج السريع للأحداث فلا يمكن أن تحسمه سوى الأيام، خصوصاً وأن الاستهدافات الأخيرة وضعت الكثير من الفرضيات، وليس هناك سوى الانتظار للتحقق منها.

“خطة الطوارئ قيد المتابعة”

وكان وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، أعلن أن “خطة الطوارئ تبقى قيد المتابعة”، كاشفاً عن “مؤتمر قد يعقد في شباط المقبل في بيروت، ويضم ممثلي الدول المانحة لجذب الدعم الى لبنان لاعادة النهوض والاعمار وتطوير اعمال الاغاثة جراء العدوان الاسرائيلي على الجنوب وما خلّفه من أضرار”.

واذ استبعد في حديث صحافي أيّ تعديل على القرار 1701، أشار الى أن “موقفنا واضح ونحن نطالب الجانب الآخر بتطبيق مندرجات هذا القرار كافة وليس الجانب اللبناني فقط”، معتبراً أن زيارة الموفدين الى الشرق الأوسط هدفها “الانتقال الى المرحلة الثانية واستنباط اليوم الآخر”.

شارك المقال