اسرائيل تؤكد الاستمرار في قتال “حماس” طوال العام وبلينكن يحاول تحجيم الصراع 

لبنان الكبير

أعلن الجيش الاسرائيلي أن قتاله حركة “حماس” سيستمر طوال العام، على الرغم من تعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة، أقرب حليف لبلاده، ومن الزعماء العرب لتقليص الهجوم. في وقت يجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء مع زعماء إسرائيليين في مسعى للحيلولة دون تحول الحرب في قطاع غزة إلى صراع إقليمي. 

ووصل بلينكن إلى تل أبيب في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين لاطلاع المسؤولين الاسرائيليين على محادثاته التي استمرت يومين مع زعماء عرب بشأن إنهاء الحرب التي اندلعت عقب هجوم مسلحي حركة “حماس” على إسرائيل في السابع من تشرين الأول.

وقال بلينكن، خلال زيارته الرابعة إلى المنطقة منذ تشرين الأول، إنه سيضغط على حكومة نتنياهو “بشأن الضرورة الملحة لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين وللتأكد من وصول المساعدات الانسانية إلى من يحتاجون إليها”.

وأدى الهجوم الاسرائيلي على غزة إلى مقتل 23084 فلسطينياً، وتدمير جزء كبير من القطاع وتشريد معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ما فاقم الأزمة الانسانية.

وفي علامة أخرى على اتساع نطاق الحرب، قتلت إسرائيل قائداً كبيراً في “حزب الله” في جنوب لبنان يوم الاثنين.

وقالت مصادر مطلعة لـ “رويترز” إن إسرائيل تنفذ أيضاً موجة غير مسبوقة من الضربات القاتلة في سوريا تستهدف شاحنات بضائع وبنية تحتية وأشخاصاً مشاركين في نقل أسلحة إيرانية إلى وكلاء طهران في المنطقة.

وأكد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف جالانت لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن بلاده عازمة على إنهاء حكم “حماس” لغزة وردع الخصوم الآخرين المدعومين من إيران. فيما تعهد نتنياهو بمواصلة الحملة الى حين تدمير “حماس”.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه يعمل “بهدوء” على تشجيع إسرائيل على تخفيف هجماتها و”الخروج بشكل كبير من غزة”. وواجه بايدن يوم الاثنين محتجين يهتفون “أوقف إطلاق النار الآن” في أثناء زيارته الى كنيسة تاريخية للسود في ساوث كارولاينا.

وأشار مسؤولون إسرائيليون الى أن العملية تدخل مرحلة جديدة من الحرب الأكثر استهدافاً، لكن القتال لم يهدأ يوم الاثنين.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري أن “مزيجاً مختلفاً من القوات” يلاحق مقاتلي “حماس” في الشمال بينما يشهد وسط غزة وأنحاء مدينة خان يونس الجنوبية “نشاطاً عملياتياً مكثفاً”. وقال: “نخوض معارك صعبة في الوسط والجنوب”، مضيفاً أن “القتال سيستمر طوال عام 2024”.

أميركا: لا بد من عودة النازحين

وأعلن بلينكن أنه يتعين على إسرائيل أن تسمح للمدنيين الفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم في غزة، وذلك رداً على دعوات أعضاء يمينيين في الائتلاف الحاكم في إسرائيل لهم بالانتقال إلى مكان آخر.

ونقل موقع “أكسيوس” عن اثنين من كبار المسؤولين الاسرائيليين أن القادة الاسرائيليين سيبلغون بلينكن أنهم لن يسمحوا للفلسطينيين من شمال غزة بالعودة إذا رفضت “حماس” إطلاق المزيد من الرهائن الاسرائيليين الذين احتجزتهم في السابع من أتشرين الأول. 

وقال سكان إن إسرائيل قصفت الجزء الشرقي من خان يونس ووسط قطاع غزة وسط اشتباكات برية. فيما أعلنت إسرائيل مقتل أربعة من جنودها في غزة يوم الاثنين، ما يرفع عدد قتلاها العسكريين في الحرب إلى 182. كما أشارت الى أنها قصفت مخبأ للأسلحة واكتشفت فتحة نفق في وسط غزة وقتلت ما لا يقل عن عشرة مقاتلين نشطين في خان يونس.

أما “كتائب القسام” فأعلنت أن مقاتليها أطلقوا صواريخ على تل أبيب رداً على ما أسمته “المجازر الصهيونية بحق المدنيين”.

وتوجه بلينكن إلى تل أبيب بعد محادثات في الامارات والسعودية لمحاولة رسم طريق للخروج من الفصل الأكثر دموية على الاطلاق في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني المستمر منذ عقود. 

وفي حديثه الى الصحافيين بعد لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة العلا السعودية، أعلن بلينكن أنه لا يزال يجد الدعم بين الزعماء العرب لهدف إسرائيل المتمثل في تطبيع العلاقات.

لكن بلينكن، الذي أجرى محادثات في الأردن وقطر يوم الأحد، قال إن ذلك “يتطلب إنهاء الصراع في غزة ومساراً عملياً لقيام دولة فلسطينية”.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد السعودي شدد على أهمية وقف الأعمال العدائية وتمهيد طريق للسلام، مؤكداً ضرورة ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

“جيل من الأيتام”

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله يوم الاثنين أن “العدوان والقصف العشوائيين” لا يمكن أن يحققا السلام والأمن على الإطلاق. وقال في تصريحات ألقاها عند النصب التذكاري للابادة الجماعية في كيغالي برواندا: “لقد تجاوز عدد الضحايا الأطفال في غزة عدد الضحايا من الأطفال في كل الصراعات والحروب التي شهدها العالم خلال العام الماضي مجتمعة. وفقد العديد من الأطفال الناجين أحد والديهم أو كلاهما أمامنا جيل كامل من الأيتام”.

وأسقطت منشورات على وسط غزة تنذر فيها السكان بإخلاء عدة مناطق قالت إنها “مناطق قتال خطيرة”. وأعلنت “حماس” أن قناصاً قتل جندياً إسرائيلياً في وسط غزة.

وفر جميع سكان غزة تقريباً من منازلهم مرة واحدة على الأقل، ولا يزال العديد منهم يتنقلون، ويلجأون في كثير من الأحيان إلى خيام مؤقتة.

وبالنسبة الى عزيزة عباس (57 عاماً) التي تخيم بالقرب من الحدود الجنوبية مع مصر، لم يكن هناك مكان آخر تذهب إليه بعد ما قالت إنه قصف حول مدرسة لجأت إليها بعد أن غادرت منزلها في الشمال.

وقالت لـ “رويترز”: “قد يقتلوننا هنا. هذا لا يهمهم”. وأشارت الى أنها لا تريد مغادرة غزة إلى مصر التي أغلقت الحدود خوفاً من نزوح جماعي.

شارك المقال