غزة ما بعد الحرب: تساؤلات كثيرة وإجابات قليلة

حسناء بو حرفوش

كيف سيكون مستقبل غزة بعد الحرب؟ ما الذي يتوقعه الغرب وما الذي تتمحور الخطط الاسرائيلية الاستراتيجية حوله؟ وفقاً لقراءة إسرائيلية في موقع “جيروزاليم بوست” العبري، “لا بد وأن تنتهي هذه الحرب عند نقطة معينة. ربما بصورة مفاجئة، نتيجة وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة قوية. أو ربما ببطء في سلسلة متباعدة من الهجمات والمعارك. ولن تكون إسرائيل قادرة على التعامل مع غزة بمفردها. وفي الأصل أين ستكون على الساحة الدولية؟”.

يبني التحليل الذي يحمل توقيع يغال بالمور، مدير العلاقات الدولية ومستشار السياسة الخارجية لرئيس الوكالة اليهودية، على “سعي إسرائيل الى إفقاد حماس قوتها العسكرية والانتهاء من مسألة الأنفاق. ولكن حتى لو فقدت حماس سلاحها، فهذا لا يعني أنها ستفقد دعمها بحيث ستظل تستفيد من الدعم الدولي واسع النطاق. عدا عن ذلك تبقى مسألة مستقبل غزة فإسرائيل لا تريد تحمل المسؤولية التي تعتبرها عبئاً. كما أن السلطة الفلسطينية المتعثرة، على وشك خوض صراع لا مفر منه على مستقبل الحكم، ولن يتمكن سوى ائتلاف متعدد الأطراف من إعادة قطاع غزة إلى وضع سياسي واقتصادي مستقر. ولكن من سيشارك في الحكم؟”.

يكمل الكاتب: “لقد أصبح المشهد الدولي، المستقطب بالفعل بسبب التوترات المتزايدة بين غالبية الجهات الفاعلة الرئيسة، متوتراً إلى حد كبير بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. فقد اختارت الصين الوقوف إلى جانب روسيا، المدعومة بالكامل من إيران، في حين اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات حازمة للنأي بنفسه عن موسكو ودعم أوكرانيا، بينما احتفطت تركيا بورقتين. ويبدو أن من المحتم أن يرفض سكان غزة أي تدخل من جانب جهات لا تعتبر شرعية. وفي نهاية المطاف، سيكون من الضروري تدخل الأنظمة العربية”.

ومهما كانت تركيبة المشاركة الدولية، ستحتاج وفقاً للقراءة من الجانب العبري، إلى “حشد الشرعية من الفلسطينيين فحسب، وستطالب إسرائيل بتوفير الضمانات الأمنية. ومن شأن تجاهل هذا الجانب أو التقليل منه أن يحكم على أي مبادرة بالفشل الفوري. وقد غيّر هجوم 7 أكتوبر كل القواعد. وهذا يعني أن إسرائيل لن تقبل إلا ضمانات دولية قوية قبل وقف هجماتها ضد القطاع”.

ويستمر القتال المحتدم في غزة حيث أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن ارتفاع حصيلة القصف إلى 23210 ضحايا، منذ بدء الحرب قبل أكثر من 3 أشهر. وحذر مسؤولون في منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، من “قلقهم من انهيار المستشفيات في جنوب القطاع، مع احتدام القتال حول مدينة خان يونس، وفرار أفراد الأطقم الطبية والمرضى”.

شارك المقال