خراطيم اسرائيلية لإشعال الحدود

فاطمة البسام

لا يتوقف العدو الاسرائيلي عن تفجير مفاجآته يوماً بعد يوم منذ إنطلاق الحرب على الحدود اللبنانية – الفلسطينية قبل أشهر، والتي لم تعد محصورة بطريقة الاستهدافات والاغتيالات فحسب، بل تطوّرت لتشمل أساليب لم نشهدها في الصراعات من قبل، تثبت مدى إصرار اسرائيل على خرق كل الاتفاقات الدولية وسحقها بهدف تسجيل نقطة تفوّق.

وبحسب بيان صادر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، ليل أمس، “عثرت دورية مشتركة للجيش واليونيفيل في خراج بلدة اللبونة – الجنوب على ٣ خراطيم تُستعمل لضخ مواد مشتعلة كانت ممدودة من العدو الاسرائيلي، من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى الأراضي اللبنانية. وعملت وحدة مختصة من الجيش على تفكيكها بحضور عناصر اليونيفيل، وأثناء ذلك تعرّض عناصر الجيش واليونيفيل لرمايات معادية من دون وقوع إصابات. كما عثرت دورية مشتركة أخرى في خراج بلدة عيتا الشعب – الجنوب على خرطومَين مماثلَين كانا ممدودَين من مركز تل الراهب التابع للعدو الاسرائيلي، وكذلك عملت وحدة مختصة من الجيش على تفكيكهما. ويواصل الجيش اتخاذ التدابير اللازمة لمتابعة الأوضاع عند الحدود الجنوبية بالتنسيق مع اليونيفيل”.

وأوضح مصدر أمني لموقع “لبنان الكبير”، أن هذه الخراطيم يتم ايصالها عبر مسيّرات أو رميها عبر قذائف إلى النقاط الحرجية القريبة من الحدود.

وبحسب المصدر فإن هذه الخراطيم مثقوبة، يتم من خلالها ضخ مواد قابلة للاشتعال مثل البنزين، بهدف حرق الأشجار أو بمعنى آخر “تنظيف المنطقة”، لتنكشف أمامه المواقع وتحركات المقاومين.

وأشار إلى أن دورية حدودية للجيش عثرت عليها ضمن المنطقة العسكرية، وجرى تفكيكها على الفور، مؤكداً أنها المرّة الأولى التي تستعمل فيها هذه الأدوات من أجل إفتعال الحرائق.

وأكد المصدر، أن مخابرات الجيش اللبناني كشفت الخطة الاسرائيلية قبل تنفيذها بساعات ما جنّب إحراق هذا الحرج الذي يحوي آلاف الاشجار المعمرة من السنديان والملول واللزاب.

وكان وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن أوضح في حديث أن الكشوفات الأولية التي أجرتها الوزارة بالتنسيق مع البلديات وجمعيات تعاونية وأهلية، أشارت إلى أن قنابل الفوسفور الأبيض والقنابل الحارقة التي أطلقها الجيش الاسرائيلي أدت إلى حرق مساحة حوالي 465 هكتاراً مزروعة بالأشجار المثمرة خصوصاً الزيتون إضافة الى الثروة الحرجية.

وفي وقت سابق، أنكر العدو الاسرائيلي استعماله الفوسفور الأبيض كذخائر، واصفاً الاتهام الذي وجهته منظمة “هيومن رايتس ووتش” بأنه “كاذب بشكل لا لبس فيه”.

ونظراً الى أن الفوسفور الأبيض له استخدامات مسموح بها قانونياً فهو غير محظور كسلاح كيماوي بموجب الاتفاقات الدولية، ولكن يمكن أن يسبب حروقاً خطيرة ويشعل الحرائق.

ويعتبر الفوسفور الأبيض سلاحاً حارقاً بموجب البروتوكول الثالث لاتفاقية حظر استخدام أسلحة تقليدية معينة، ويحظر البروتوكول استخدام الأسلحة الحارقة ضد الأهداف العسكرية الواقعة بين المدنيين، لكن إسرائيل لم توقع عليه وغير ملزمة به.

شارك المقال