هوكشتاين يروّج لحل يبدأ من غزة… والرئاسة “طبق عشاء” بين فرنجية وجنبلاط

رواند بو ضرغم

لم يحمل الموفد الرئاسي آموس هوكشتاين أي حل سحري الى الجهات اللبنانية التي التقاها.

اللبناني يعتبر نفسه دائماً عنصراً أساسياً في المعادلة الاقليمية، وأن الموفدين الدوليين يهرولون لتفكيك أزماته الداخلية والدستورية، بينما يصب الاهتمام الأميركي على أمن إسرائيل، وزيارات هوكشتاين الى بيروت تقع في إطار محاولة ردع المقاومة ديبلوماسياً، وإبعاد شبح الحرب عن الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، وضمان عودة الاسرائيليين الى مستوطناتهم.

ووفق مصادر سياسية التقت هوكشتاين، فإن الأميركي لا يكترث بالاستحقاقات الداخلية، ولم يأتِ على ذكر المقايضة بين الرئاسة والحدود كما يفترض بعض الأطراف ويسوّق رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل محذّراً من تبعاتها، إنما تحدث هوكشتاين فقط في أمن المستوطنات الشمالية والحل الديبلوماسي من غير أي تصور لتفاصيل الحل، ومن دون الحديث عن النقاط الحدودية الـ13 العالقة ومن ضمنها مزارع شبعا، مشدداً على استعداد الولايات المتحدة لمعالجة الملف الحدودي، بعيداً من الاستحقاق الرئاسي وأي مقايضة، شرط عدم الانجرار الى الحرب والعمل على خفض التوتر الأمني وعدم توسعة الجبهات.

وقالت مصادر سياسية رفيعة لموقع “لبنان الكبير”: “إن الاميركيين مقتنعون بأن الحل يبدأ بغزة وينسحب على لبنان، ونقلوا الى الجهات اللبنانية الرسمية أن الولايات المتحدة وصلت الى مرحلة محاولة انهاء الحرب في غزة، من غير الحديث عن وقف إطلاق النار”.

لذا، اقتصرت زيارة هوكشتاين من جديد، وفق مصادر الجهات التي التقته، على طرح الأسئلة والاستطلاع والتأكد من موقف “حزب الله” المستمر في الحفاظ على قواعد الاشتباك وعدم التصعيد، بالاضافة الى فتح المجال أمام حل سياسي متكامل ديبلوماسي، ولكنه في الوقت نفسه لم يستطع أن يضمن الجانب الاسرائيلي أو ينفي تهديده لشن حرب واسعة على لبنان، خلافاً للرغبة الأميركية.

في المقابل، لم يستطع هوكشتاين أن ينتزع أي تطمين من “حزب الله” أو أي ضمانة بعدم التصعيد، لا بل وصلت الى الأميركي جاهزية المقاومة للتصدي للعدو وإلحاق الهزيمة به في حال أقدم على تنفيذ تهديداته، تاركاً نافذة الحل مفتوحة على مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة.

اهتمام “حزب الله” المركّز على الجبهة الجنوبية في وجه إسرائيل، لم يشتته بالجبهات السياسية الداخلية التي يُقحمه فيها حليفه “التيار الوطني الحر”. وقالت مصادر مطلعة على علاقة الحزب بالتيار: “إن قناة التواصل لا تزال محصورة بمسؤول الارتباط الحاج وفيق صفا، ولم يسجل أي تواصل بين باسيل والمعاون السياسي للسيد (حسن) نصر الله الحاج حسين الخليل كما ادعى رئيس التيار في إطلالته الأخيرة، والتي حاول فيها إظهار نفسه بالمنفتح على الجميع وغير محدود وغير منبوذ من حلفائه كما الخصوم”.

وأوضحت مصادر حكومية أن “حزب الله” الممثل بوزيره في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، سيصوّت على تعيين رئيس للأركان محسوب على رئيس الحزب “الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط، وهو غير مبالٍ برفض باسيل لمبدأ التعيين الذي اتُخذ بانتظار أن يطرحه الرئيس ميقاتي من خارج جدول الاعمال.

فالمعركة الكبرى بالنسبة الى “حزب الله” هي مع العدو الاسرائيلي، توازياً مع تحصين المؤسسة العسكرية في ظل التوترات الجنوبية، تليها المعركة الرئاسية ما بعد غزة وتحصين المقاومة في وجه المصالح الاسرائيلية الداعية الى تطبيق القرار الأممي 1701 من جهة واحدة ووفق منظارها.

والى حين إنضاج التسوية الاقليمية، يتحرك رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية رئاسياً على خط الأطراف الداخلية، مستفيداً من المشاعر الايجابية التي تولدت بينه وبين النائب تيمور جنبلاط في لقائه الأخير في بنشعي، بحيث سيلتقي مع وليد جنبلاط مساء الاثنين في كليمنصو، ليكون طبق العشاء رئاسة الجمهورية، حتى ولو كان من المبكر الحديث عن الحسم الرئاسي، الا أن هذه اللقاءات واستمرار التواصل يؤسسان لعلاقة لا يشوبها أي رفض بالشخصي، إنما تقطيع للوقت الى حين اكتمال المشهد الاقليمي.

شارك المقال