قتل شرطي البلدية وفرّ… السلاح المنتشر يزيد رقعة الخطر

عمر عبدالباقي

مع بداية الأزمة في لبنان، انتقل استعمال السلاح إلى مرحلة جديدة، فبعد أن كان الرصاص يطلق في الهواء ابتهاجاً، بات يطلق عشوائياً فرحاً أو حزناً أو بسبب إطلالة زعيم على شاشات التلفزة، وقد يكون للتعبير لدى البعض عن حقوق يعتبرها شرعية له من دون الاحتكام إلى الدولة والقانون. هذه الأمور ليست جديدة في مجتمعنا، بل تحولت الآن الى عادة طبيعية عند بعض الشعب اللبناني، فازدياد الحالة الاقتصادية سوءاً هو ما يجعله يستعمل السلاح بالطرق الأكثر “وقاحة” اجرامياً. وعمليات السرقة التي تحدث، قد تكون حالة طبيعية، فالسرقة هي فعل جرمي موجود في العالم كله وليس في لبنان فقط، ولكن بسبب الويلات الاجتماعية المتزايدة، أصبح لكل سارق سلاح يضمن حمايته من مغامرته الاجرامية، وبالتالي أصبح الخطر على من تعرض للسرقة، بعكس ما كان في السابق للسارق… وكل منا عرضة للسرقة وللقتل وليست هناك جهة تؤمن الحماية بالصورة المطلوبة.

قتله وسرق دراجة آخر

وفي سياق هذه الأحداث، تعرض مساء الخميس الماضي أحد رجال الشرطة التابعين لبلدية بيروت لاطلاق نار أدى إلى وفاته على الفور. ووفقاً للمعلومات، حاول شخص مجهول يستقل دراجة نارية، تجاوز حاجز أمني لبلدية بيروت في منطقة الأشرفية، وعندما حاول أحد أفراد شرطة البلدية اعتراضه وتوقيفه بحسب الاجراءات القانونية المعتادة، أطلق السائق نفسه النار باتجاهه، ما أدى إلى إصابته في عنقه ووفاته على الفور. ولدى فراره سقط الجاني عن الدراجة، وحين حاول أحد الأشخاص من التابعية المصرية الامساك به وتوقيفه، قام بإطلاق النار على قدميه وسلبه دراجته النارية، ثم لاذ بالفرار فيها الى جهة غير معروفة.

حادثة قتل الرقيب أول في فوج الحرس البلدي حسن العاصمي ابن الطريق الجديدة أثارت مخاوف كبيرة، لاسيما بعدما تبيّن أن الجاني من الجنسية السورية، كما أثارت تساؤلات جوهرية حول الحالة الأمنية التي جعلت وصول السلاح الى أيدي الأشخاص لا يستثني أحداً. وعلى الرغم من ازدياد حالة السرقات والمشكلات الأمنية المتعددة، الا أن مصدراً أمنياً مطلعاً أكد لـ “لبنان الكبير” أن هناك انخفاضاً في هذه الأنواع من الجرائم مقارنة بالسنوات الماضية، موضحاً أن نسبة حوالي 50% من الجرائم تكون للجنسيات الأجنبية حصة فيها.

درويش: الشرطي كان يقوم بواجبه

وعبّر رئيس بلدية بيروت عبد الله درويش لموقع “لبنان الكبير” عن استيائه العميق تجاه الحادث المأسوي الذي وقع في منطقة الأشرفية، مشيراً الى أن بلدية بيروت تسعى وتقوم بكل جهد لحفظ الأمن في بيروت عموماً. وتساءل: “كيف لشاب يقوم بواجبه الوطني والمهني ولديه أربعة أولاد أن يقتل هكذا؟”، لافتاً الى أن هذا النوع من الجرائم ليس عرضة لأن يحدث في الأشرفية وحسب بل في بيروت عموماً.

حاصباني: جريمة مستنكرة

وأكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن الجريمة التي حصلت في مار مخايل مستنكرة، مطالباً القوى الأمنية والأجهزة المختصة بأن “تتشدد في فرض الأمن في المنطقة وألا تعتمد على حرس بلدية بيروت الذي يقوم بأكثر من واجبه ومهامه في هذه الحال”.

وقال: “سبق وحذرنا من مخاطر الوجود السوري غير الشرعي في الأشرفية وخصوصاً إذا كان مسلحاً، وطالبنا ونعاود الطلب من الأجهزة الامنية المختصة التشدد في تطبيق القانون بأسرع وقت كي لا تتوسع رقعة الخطر ومنسوبه. أمن الأشرفية خط أحمر وحمل السلاح من السوريين في شوارعها يؤسس لمرحلة صدام مع الأهالي غير معروفة النتائج”.

شارك المقال